توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غاندى وجيفارا.. نموذجان ثوريان (3 - 6)

  مصر اليوم -

غاندى وجيفارا نموذجان ثوريان 3  6

مصر اليوم

  على العكس من طريقة غاندى السلمية كان تشى جيفارا مؤمناً بأن الخلاص يأتى عبر الكفاح المسلح، فانحاز إلى أسلوب «حرب العصابات»، وهى طريقة فى القتال تعود إلى مطلع القرن التاسع عشر، حين كان الإسبان يهاجمون خطوط التموين والإمداد الطويلة للجيش الفرنسى فى حرب شبه جزيرة إيبريا (1808 - 1814)، الذى كان يرد بقسوة على السكان المدنيين. ومعنى الكلمة باللغة الإسبانية «الحرب الصغيرة» وهو ينطبق على الحرب المحدودة وغير النظامية التى تستعمل مجموعات مقاتلة فيها ما يتوافر لها من إمكانيات اجتماعية وجغرافية ضد قوة عسكرية تتفوق عليها بشكل واضح. وظل هذا المسلك الإسبانى هو النموذج الأصلى لحرب العصابات Guerrilla warfare الذى لاقى نجاحاً فى إنهاك العدو، لا سيما فى الريف حيث الأرض الصعبة والأهالى المتلاحمون. وأضفى كثيرون طابعاً حالماً، وإن كان هذا لا يعنى أنها أخفقت فى تحقيق مكاسب عملية. ونشطت هذه الطريقة فى القتال خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت روسيا والبلقان مرتعاً لها. بل إن الشيوعية نجحت فى آسيا على أكتاف الفلاحين المتمردين، الذى تمكنوا من إنهاك السلطة عبر الكر والفر، بعد أن جندهم الزعماء اليساريون الذين وجدوا من الصعوبة بمكان إسقاط النظم الحاكمة من خلال المواجهة المباشرة فى داخل المدن، رغم أن رجال حرب العصابات قاموا بأعمال عنيفة بثت الرعب فى نفوس الجميع، لكنها لم تلق تأييداً من الناس، بل نفوراً وصداً واشمئزازاً، على العكس من الريف الذى أيدها أهله وانخرطوا فيها بيسر. ومثل هذا الأسلوب جاء بماو تسى تونج إلى السلطة فى الصين، ومكن الفيتناميين من هزيمة الأمريكان، رغم الفارق التقنى الهائل بين الجانبين، واتبع فيدل كاسترو ورفاقه هذه الطريقة ضد السلطة الباطشة حتى دان لهم حكم كوبا، وأدت إلى اضطرابات فى كثير من الدول الفقيرة بأمريكا اللاتينية. وقد اتبع حزب الله هذا الأسلوب فى الحرب التى وقعت بينه وبين إسرائيل فى صيف عام 2006، حيث كان مقاتلوه يراقبون عدوهم جيداً عبر الأنفاق والمخابئ، فيما لا يتسنى له رؤيتهم أو تحديد أماكنهم، ومارس الحزب أسلوب حرب العصابات بنجاح باهر، واستخدم أرض المعركة بشكل جيد، فحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلى فى أكثر من موقع، وأوقع فى صفوفها خسائر جسيمة. ويعد كتاب تشى جيفارا عن حرب العصابات هو أهم ما كتب فى هذا الشأن، حيث وضع فيه خلاصة تجربته المريرة والمثيرة. وعوّل جيفارا على حرب العصابات فى إمكانية كسب الحروب ضد الجيوش النظامية؛ لأنها تستمد قوتها من قوة الشعب العظيم، ولذا يجب ألا نقلل من شأن رجال العصابات لمجرد كونهم تنقصهم الأسلحة. ويراها جيفارا «الوسيلة الوحيدة للجهة التى تدعمها أغلبية الجماهير التى تعانى من نقص فى العتاد الذى يؤهلها لمقاومة التسلط. وأنها حالة لا تمنح الوصول إلى الفوز الكامل، وهى واحدة من الحالات الابتدائية للحرب، والتى ستنمو باستمرار حتى يكتسب جيش العصابات بنموه المضطرد خصائص الجيش النظامى، عند ذلك يكون جاهزاً ليوجه ضربات قاصمة للعدو ويحقق الغلبة». ويوجد نوعان من حرب العصابات؛ الأول هو الكفاح المتمم لمهمة جيوش نظامية كبيرة، كما كانت الحال بالنسبة للمقاتلين الأوكرانيين فى الاتحاد السوفيتى. والثانى هو العصابات التى تحارب السلطة سواء كانت استعمارية أم وطنية مستبدة، بعد أن تتخذ لنفسها مكاناً للانطلاق، مثل ما حدث بالصين حين انطلق ماو تسى تونج من الجنوب، وفى فيتنام حين رسخ هو شى منه أقدام جماعته بين مزارعى الأرز، الذين كانوا قد ضاقوا ذرعاً بالاستعمار الفرنسى. (نكمل غداً إن شاء الله تعالى)

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاندى وجيفارا نموذجان ثوريان 3  6 غاندى وجيفارا نموذجان ثوريان 3  6



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon