توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى؟ ( 1 - 2)

  مصر اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى  1  2

عمار علي حسن

مثل أى شىء وأى طاقة يمكن أن نعزز الخيال السياسى إن امتلكناه أصلاً. فابتداءً فإن «أسباب سلوكنا الذى يشمل نشاطاتنا العقلية مثل الإدراك يمكن أن نجدها بصورة نهائية فيما ورثناه من عوامل وفى تاريخنا البيئى، وفيما نقابله فى حياتنا من مصادفات تحدث فى البيئة المحيطة بنا». وإذا كان ما ورثناه قد حدث بالفعل، ولم يكن لنا يد فيه، فإن ما نكسبه يمكننا أن نغير فيه أو نعدل، وفق ما يمنحنا أقصى فائدة ممكنة، فتتحول «عوائد» البيئة أو المجتمع إلى إضافة تثرى ذهن الإنسان، وتوقظ مشاعره، وتلهب حسه، فينطلق خياله، ليوظفه فى مختلف مجالات الحياة، ومنها بالقطع السياسة وشئونها. والسؤال حول سبل تنمية الخيال السياسى يتطلب قبله الإجابة عن سؤال آخر هو: كيف نعزز التفكير الإبداعى؟ وهو تساؤل، كان ولا يزال، يؤرق العلماء فى مختلف المجالات، واحد منهم مايكل ميكالكو، الذى خصص كتاباً كاملاً ليطرح فيه الإجابة متنقلاً بين حقول معرفية شتى وتجارب لعلماء وأدباء وفنانين، ليصل فى النهاية إلى خريطة متكاملة أو استراتيجية للتفكير الإبداعى، يقسمها إلى جزأين، الأول هو «رؤية ما لا يراه الآخرون» من خلال معرفة كيف نرى؟ وإعطاء التفكير شكلاً مرئياً. والثانى هو «التفكير فيما لا يفكر فيه الآخرون» عبر التفكير بسلاسة وطلاقة، وصنع توليفات مبتكرة، ووصل ما ليس متصلاً، والنظر إلى الجانب الآخر، والنظر داخل العوامل الأخرى، والعثور على ما لا نبحث عنه، وإيقاظ روح التعاون. ويمكن تدريب الباحث على امتلاك قدرة تقنية معقولة على جمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها واستخلاص النتائج، ويمكن كذلك استنهاض أو استثارة القدرة الكامنة لديه على التخيل والاستشراف. ومن واقع تجربته يحدد عالم الاجتماع ريتشارد ميلز عدة خطوات لهذا، صاغها هو بإسهاب وربما ببعض الغموض، لكن يمكن تجليتها وإعادة صياغتها بشكل أكثر سلاسة ودقة على النحو التالى: 1- إعادة ترتيب الملفات التى لا رابط بينها بأدق مستوى من الدقة والواقعية، بحيث تمتزج الأفكار التى كنا نظن للوهلة الأولى أن بينها افتراقاً أو خصاماً تاماً. 2- تجنب الوقوع فى فخ تعريفات المفاهيم والاصطلاحات التى تؤدى إلى ميوعة الفهم، ومن ثم تمييع الخيال، وهذا يتطلب استعمال القواميس والمعاجم والموسوعات والكتب المساعدة بحنكة ودقة فى البحث عن عمق المعانى، بحيث نصل إلى تحديد صارم وجلى للمشكلة التى نريد حلها أو الفكرة التى نسعى إلى تجليتها، ونصيغ هذا فى أقل كلمات دالة ومباشرة وذات طابع إجرائى. 3- يجب أن نعلم أن كثيراً من المفاهيم العامة التى نتوصل إليها قد تكون قد صيغت من قبل فى أنماط أو قوالب معينة، وبالتالى يكون وضع تصنيف جديد لها هو بداية تحقيق تطور مغاير ومثمر. ومن هنا فبدلاً من مطابقة ما توصلنا إليه مع ما استنتجناه أو وضعه غيرنا من قبل، يمكننا أن نبحث عن القواسم المشتركة بين ما لدينا وما تركه الآخرون، ونحدد ما تميزنا نحن به، وننقد ما طرحوه، دون الوقوع فى وهم يقينيّة الأشكال التوضيحية والرسوم البيانية والمعادلات الرياضية، لأنها فى الحقيقة ليست الوسيلة الوحيدة لتبيان العمل أو شرح الفكرة أو طرح الموضوع. 4- من الضرورى التفكير فى الأمور والأشياء والمعانى والأفكار والمواقف المضادة لتلك التى نتخذها أو نتبناها، فبضدّها تتميز الأشياء وتنجلى. فإذا كنا بصدد دراسة البؤس والتقتير علينا أن ننظر إلى الإسراف والتبذير، وإذا كنا ندرس اليأس والقنوط فعلينا أن ندرس الأمل والرجاء. فبهذا نصبح أكثر تحكماً فى المادة التى تحت أيدينا، وتوفر لنا رحلة الذهاب والعودة بين الأمر ونقيضه استنارة من دون شك. لكن هذا التقابل لا يترك للتخمين أو النظرة العابرة والعشوائية إنما يجب أن يتم وفق أدوات منهجية محددة، وقد يكون من المفيد أن نستخدم الإحصاء، أو ننظر أحياناً فى حالات مقارنة من خارج البيئة التى ندرسها. نقلا عن الوطن

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ننمى الخيال السياسى  1  2 كيف ننمى الخيال السياسى  1  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon