توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشارع السياسى (2-2)

  مصر اليوم -

الشارع السياسى 22

عمار علي حسن

ومن ضمن التعريفات القريبة من اصطلاح «الشارع السياسى»، يوجد أيضاً «الحركة الشعبية» Populism مثل جماعة «إرادة شعب» التى ضمت مجموعة من المفكرين الروس الذين عاشوا وسط الفلاحين، وأثمرت جهودهم فى تأسيس «الحزب الثورى الاجتماعى» الذى قمعه لينين عام 1918، لكن مثيلاتها فى بولندا وبلغاريا ورومانيا لاقت نجاحاً لافتاً. وظهر حزب فى الولايات المتحدة اسمه «الحزب الشعبى» نادى فى تسعينات القرن التاسع عشر بالإصلاح الزراعى. كما يوجد سياسيون شعبيون لديهم قدرة فائقة على مغازلة الجماهير، وجذب انتباههم وتعاطفهم. ووصل الأمر بالقذافى فى ليبيا إلى أن يعلن «الجماهيرية» نمطاً خاصاً للحكم، ينطلق من تصور نظرى يرى فيها «نظاماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، تمارس فيه كل الجماهير بدون استثناء السلطة مباشرة دونما وسيط، وتملك فيه الجماهير أسباب القوة تطبيقاً لمقولة السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب». لكن على المستوى العملى تم الانحراف الشديد عن هذا التصور، ومورست التسلطية والطغمائية وحكم الفرد على نطاق واسع وعميق، حتى أطيح بالقذافى عن الحكم وقُتل فى 2011. وهناك من يطلق على الشارع السياسى اسم «المزاج الشعبى»، وفق ما يراه د. عمرو حمزاوى، وهو إن كان قد حرس الديمقراطية من خلال حرص أغلب الناس على الذهاب إلى صناديق الاقتراع فى البلدان الديمقراطية فإنه تسبب خلال بعض الحالات فى انتكاس الديمقراطية وتجاوز تنظيماتها نظراً لفقدان الثقة فى المؤسسات القائمة عليها. فالنازيون والفاشيون فى ألمانيا وإيطاليا تباعاً وصلوا إلى الحكم عبر صناديق الانتخابات، لكنهم انقضوا على الديمقراطية وسط احتفاء الشارع بنزعتهم القومية والتسلطية. وفى أواسط القرن العشرين قاد المزاج الشعبى إلى ميلاد نظم عسكرية تسلطية فى إسبانيا والبرتغال والكثير من جمهوريات أمريكا اللاتينية. ولم تقد حركات التحرر الوطنى والانقلابات العسكرية والانتفاضات والاحتجاجات خلال النصف الثانى من القرن نفسه إلى التحول نحو الديمقراطية فى دول عديدة فى آسيا وأفريقيا بسبب قبول المزاج الشعبى للحكومات العسكرية، أو لفشل فى ضبط آليات الديمقراطية مثل حالة روسيا أثناء حكم يلتسين، ومصر خلال حكم مرسى، والخبرات المعاصرة لرومانيا وبلغاريا. وهناك حالات لا يلح فيها الشعب طالباً للديمقراطية مكتفياً بالإنجازات الاقتصادية والاجتماعية مثل الصين ودول الخليج. وقد ساهم التطور الهائل فى وسائل الاتصال وظهور الإعلام الحديث وتقدم الصناعة فى زيادة الحضور الشعبى فى المشهد العام، ولم تعد السياسة، فكراً وممارسة، مقتصرة على نخب ضيقة، وعلى من يلتف حولها من المنشغلين بالقضايا العامة. وصار الوعى بتأثير السياسة على الحياة الخاصة للفرد عميقاً ومتجذراً. فكثير من النظم التسلطية حاولت عبر قرون أن ترسخ تصورات تفصل بين الشأن السياسى وبين شئون الحياة التى تمس الفرد بشكل مباشر، أو تلك التى تتعلق بتلبية احتياجاته المادية الأساسية، لكن هذه اللعبة لم تعد تنطلى على قطاعات عريضة من الناس، أصبحت موقنة أن ثقافة الحاكم ونوع الحكم وكفاءة وولاءات الشخصيات التى تدير الدولة لها علاقة مباشرة بحياة أفراد الشعب، ولا جدال فى ذلك. ولعل التجربة المصرية تعطى مثلاً ناصعاً على مدى الحضور الشعبى الكبير فى السياسة بعد طول تغييب وإهمال، وبعد سنوات كان البعض يتحدث فيها عن «موت الرأى العام» نظراً لأن السلطة كانت تتصرف وكأن الناس غير موجودين، أو ليس لديهم أدنى قدرة على التصدى لما يدركون جيداً أنه فساد واستبداد. وحتى حين تكلم بعض المثقفين والسياسيين منتقدين ما يجرى تعامل معهم أهل الحكم على أنهم قلة معزولة عن الناس، وليس بوسعهم أن يحركوا أحداً منهم، ولذا رفعت السلطة شعار «يقولون ما يشاءون ونفعل ما نشاء». وحتى حين تحركت بعض الفئات الاجتماعية مطالبة بحياة كريمة، ظنت السلطة أنه لن تأتى أبداً اللحظة التى تصب فيها هذه الاحتجاجات المتوازية والمتقطعة فى طريق واحد، وتصير «كتلة جماهيرية» ضخمة، تُسقط أهل الحكم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارع السياسى 22 الشارع السياسى 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon