توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية (1-2)

  مصر اليوم -

الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية 12

مصر اليوم

يكاد النسيان أن يطوى «عالم الدين» الذى يتدفق الدم إلى وجهه، وينضح العرق من كل مسام جلده غزيراً، حين يأتى على ذكر أمر يخص ثقافة الجنس وممارسته، مستجيباً لسؤال مباغت من أحد المتحلقين حوله، وينصتون فى إمعان إلى عظته، ويلملمون كل ما يجود به لسانه من تأويلات وتفسيرات وسرد حكايات وإسداء نصائح وإرشادات عن العقيدة والعبادات والمعاملات. لا يعنى هذا أن كل منتجى الخطاب أو الرسالة الدينية كانوا فى الماضى يقطرون حياء فى مواقف كهذه، لكن عيش أغلبهم فى مجتمعات محافظة مغلقة أوصد نوافذ عدة أمامهم للحديث البراح والمستريح فى هذا الشأن، وجعل الطلب عليه شحيحاً لدى أناس يعتبرون الجنس سراً دفيناً، وهم إن تجاذبوا أطراف الحديث حوله فى التجمعات الذكورية فلا يحتاجون فى حديثهم هذا رأى الدين إنما إطلاق العنان للخيال فى عرض مظاهر الفحولة، وإن تناولته الإناث فى جلساتهن الخاصة فمن قبيل المباهاة بالقدرة على الغواية واصطياد الرجال وإمتاعهم. لكن ثورة الاتصال الرهيبة نقلت ما كانت مجتمعاتنا تتهامس به عن الجنس إلى مجال مفتوح بلا حدود ولا سدود للتداول بجرأة بالغة، ورغبة محمومة فى تحطيم «التابو» المتعلق به، وفضح المسكوت عنه فى كل ما يخصه. فقد أتاحت الفضائيات والمواقع الإلكترونية، التى تتناسل بلا هوادة، لكثيرين، رجالاً ونساء، أن يطرحوا ما عَنَّ وطاب لهم من أسئلة عن الجنس بلا خجل، مستترين خلف أسماء مستعارة أو ناقصة لا تدل على هوية المتكلم أو عنوانه. ولم يكن هناك مفر أمام علماء الدين وفقهائه من الاستجابة لهذا التحدى، الذى خلقته أسئلة واستفسارات واستفهامات موجهة إليهم، شأنهم فى هذا شأن الأطباء والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين. وعلى الوجه الآخر أصبح لدى منتجى الرأى الدينى والفتوى وسيلة توفر لهم اتصالاً غير مباشر بجمهورهم العريض، حيث يتلقون الأسئلة حول الجنس ويجيبون عليها، عبر الأثير، الأمر الذى يحميهم من أى خجل قد يترتب على علاقة «الوجه للوجه»، ولديهم فى الوقت نفسه ثلاثة أسباب ظاهرة تجعلهم يقبلون على الخوض فى هذا الموضوع، يمكن ذكرها على النحو التالى: 1 - مبرر فقهى: ينطلق من أنه «لا حياء فى الدين» ويحيل إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحدث عن الأمور التى تخص المعاشرة والنكاح مع أصحابه إن سألوه عنها، وكان يحيل ما تريد النساء أن يستفهمن عنه فى هذا الشأن إلى زوجته السيدة عائشة، التى نقلت إليهن الرأى الدينى الصائب، ومن هنا جاء الإسناد دوماً إلى حديث منسوب للرسول يقول: «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء» قاصداً بها أم المؤمنين عائشة. 2 - مبرر إنسانى: فالسؤال عن الجنس والانشغال به مسألة لا مفر منها لأنه غريزة طبيعية، ولولا هذا ما حافظ الإنسان على وجوده فى الحياة. والدين مصدر أصيل للمعرفة عند الأغلبية الكاسحة من البشر، لاسيما فى بلاد الشرق، ولأن مساره يجمع بين الروحى والمادى، وبين الدنيوى والأخروى، فإن الإجابات على أسئلة الجنس من خلال الدين تصبح أكثر إقناعاً للقاعدة العريضة، أو بمعنى أدق أكثر طمأنينة لنفوسهم، حين يرومون الالتزام بـ«الحلال» والابتعاد عن «الحرام». 3 - مبرر تجارى: فالفضائيات ليست مشروعاً رسالياً خاصاً، لاسيما المملوكة لأفراد، إذ يسعى أصحابها إلى الربح، أو على الأقل تغطية نفقاتها من دون زيادة ولا نقصان، ومن ثم فإن الإعلانات التجارية تشكل أهمية قصوى بالنسبة لها. ويحتاج جلب أكبر عدد من الإعلانات إلى برامج جاذبة للجمهور، حتى يمكن لمنتجى السلع والخدمات أن يطرحوا إعلاناتهم فيها وهم مطمئنون إلى أنها ستصل قاعدة شعبية عريضة، وذلك وفق قاعدة «العرض والطلب» الراسخة. وبالطبع فلا يوجد ما هو أكثر جاذبية من الحديث فى الجنس. ويمتد هذا المبرر التجارى إلى مقدمى البرامج أو ضيوفها أيضاً، إذ إن الحديث عن الجنس يفتح باباً وسيعاً للشهرة، التى يسعى إليها كثير من شيوخ الدين، الأمر الذى يدل عليه افتعالهم لمشكلات عويصة أحياناً، أو انخراطهم فى أى جدل يحظى بإقبال اجتماعى عميق وواسع النطاق. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).    نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية 12 الفضائيات الدينية والثقافة الجنسية 12



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon