توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يخاف الإخوان 30 يونيو؟

  مصر اليوم -

هل يخاف الإخوان 30 يونيو

عمار علي حسن

    الجماعة مرتبكة، ومنقسمة، ومترددة، وزائغة البصر، حيال يوم التمرد الأكبر فى الثلاثين من يونيو، وهذا ليس استنتاجاً عابراً أو تكهناً ولا هو تقوّل وتعريض بلا دليل، إنما أمر مبنى على ما وصلنى من معلومات من قلب الإخوان، الذين يدركون هذه المرة أنهم لا يواجهون معارضة حزبية، ولا قوى شبابية ثورية من تلك التى ملأت المشهد منذ تنحى مبارك وحتى الآن، إنما يواجهون الشعب، أو قطاعاً عريضاً فاعلاً منه، نظراً لأن ملايين الناس يعتبرون أنفسهم هم أصحاب حملة «تمرد» ورعاتها، ومن واجبهم أن يبذلوا كل جهد مستطاع لبلوغها ما رمت إليه من مقاصد وأهداف. ويتوزع شعور أفراد الإخوان ومواقفهم حيال يوم 30 يونيو ما بين الخائفين من مواجهة الشعب، والمشفقين على مصير الجماعة، والمترفقين بالناس الغاضبين مما جرّه الصراع على السلطة من ويلات على الإخوان، كانوا فى غنى عنها، لو أحسنوا الإدارة، والتزموا بشعارهم الذى تاجروا به طويلاً وهو «مشاركة لا مغالبة»، وهناك قلة تدفع فى اتجاه العنف والانتقام، وترى أنها لحظة حاسمة يجب أن تكون اللافتة المرفوعة فيها هى «نكون أو لا نكون»، ويغذى هذا الاتجاه وينفخ فيه بعض منتفعى «الجماعة الإسلامية» ممن تربوا على العنف ولم يؤمنوا بالمراجعات التى أطلقوها ليخرجوا من غياهب السجون. وعرفت من مصادر داخل الجماعة أن هناك ارتباكاً كبيراً فى صفوفها، وحالة من التبرم والغضب المكتوم والرفض للذهاب طويلاً فى النفق المظلم الذى أدخلت القيادات فيه الأتباع بعد أن كانوا يظنون أنهم رجال كبار قادرون على القيادة والريادة. وقد بدأ المهندس خيرت الشاطر برنامجاً للتهيئة النفسية والمعنوية لصفوف الإخوان كى يواجهوا يوم 30 يونيو متماسكين، ويذكّرهم القائمون على البرنامج فى محاضرات وأوراق مكتوبة بما جرى لصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام فى مطلع الرسالة، وفى هذا زيف وهراء، يتوهم به الإخوان أن بينهم أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وأبا ذر وعبدالله بن مسعود وحمزة بن عبدالمطلب وأن المصريين الرافضين لهم هم أنفس وقلوب وعقول مكررة من أبى لهب وزوجته حمالة الحطب وأبى جهل. وللأسف هناك من بين رجال الجماعة وصفوفها من يصدق هذه الكذبة، وهو فى موقفه هذا معذور منقاد، لأن ما تربى عليه فى الإخوان أوقف عقله عن التفكير والقدرة على التوقف والتبين والمضاهاة والنقد، ومعرفة الفارق بين من تاجروا مع الله ومن تاجروا بالدين. لكن هناك داخل الجماعة من بدأ يتساءل: وما هو آخر كل هذا؟ وما الذى أوقعنا فى هذا الطريق الوعر المتعرج الضيق؟ ولماذا فقدنا حب الناس وتعاطفهم؟ وهل تعجلنا فى الجلوس على سدة الحكم قبل أن نستعد له؟ وهل أخطأ الإخوة الكبار من قياداتنا حين ظنوا أنها لحظة التمكين التى انتظرناها طويلاً؟ وما مصيرنا لو أزاحنا الشعب عن الحكم؟ هل بوسعنا أن نعود من جديد نعمل ونترشح فى الانتخابات أم سندخل فى محنة وعزلة وشرنقة أخرى؟ ولو عدنا فهل بالإمكان أن نقول للناس ما قلناه سابقاً من شعارات «الإسلام هو الحل».. «نحمل الخير لكل الناس».. «نحمل الخير لمصر»، أم هذا لم يعد ينفع شعباً عرف حقيقة الفرق بين القول والفعل وبين الشعارات والممارسات؟ وبأى وجه سنقابل الأجيال الجديدة حين نبحث عن أنصار وأتباع؟ أهى النهاية أم لحظة المراجعة ونقد الذات والاعتراف بأن الواقع أكبر منا وأننا تخلفنا كثيراً وعلينا أن نتغير فى التفكير والتعبير والتدبير؟ هذه الأسئلة تدور فى رؤوس بعض شباب الإخوان وجيلهم الوسيط ممن أفجعهم وأوجعهم ما ظهر عليه قادتهم من فشل وعجز وخيبة ممزوجة بغطرسة واستعلاء أجوف وفارغ، لكنها لا تدور فى رؤوس شيوخ مكتب الإرشاد الذين يتثاءبون طيلة الوقت وهم سادرون شاردون لا يعرفون أين وضعوا أقدامهم ولا يفهمون قدر البلد الذى تصدوا لحكمه ولا خطر اللحظة التى صعدوا فيها إلى القمة. ولا يملك هؤلاء إلا التخطيط الأسود والمكر السيئ الذى لن يحيق إلا بهم، ويومها لن ينفعهم الندم. نقلا عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يخاف الإخوان 30 يونيو هل يخاف الإخوان 30 يونيو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon