توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سنة أولى إخوان»

  مصر اليوم -

«سنة أولى إخوان»

عمار علي حسن

لم يستطع الأستاذ سعد القرش، الروائى والكاتب الصحفى، أن يقف صامتاً حيال الزلزال الرهيب الذى هزّ مصر على مدار ثلاث سنوات، بل تنقّل بين الميدان والمكتب، ناهلاً مما يجرى بين الناس وما استقر فى رأسه من فهم وعلم ودراية وما عركته تجربته الذاتية الخالصة، ليسطر، بلغة أدبية فياضة، ثلاثة كتب وُلدت تباعاً هى «الثورة الآن.. يوميات من ميدان التحرير» و«أيام الفيس بوك.. مسائل واقعية فى عالم افتراضى» ثم جاء كتابه الثالث: «سنة أولى إخوان.. وقائع وشهادة على 369 يوماً قبل اختفاء التنظيم»، ليغطى به سنة حكم جماعة الإخوان، ويهديه إلى «شهداء الثورة، وجرحاها.. مصابين وقابضين على الحرية، مراهنين على استكمال الطريق، وإلى أرواح الشيخ محمد عبده ويحيى حقى وطه حسين وجمال حمدان ويوسف إدريس.. وأرواحنا»، ويبدأه بعبارة دالة للصوفى الكبير «النفرى» تقول: «إنما أحدثك لترى، فإن رأيت فلا حديث». ويفاجئنا «القرش» بحكاية تبين أنه كان من الممكن أن ينضم يوماً إلى صفوف جماعة الإخوان، ففى أول الصبا قرأ لأقلام من الجماعة، فاهتز قلبه وفاض وجدانه وتعاطف معها، سالكاً الطريق الذى قاد كثيرين إلى قلب الإخوان، حين واصلوا السير فيه مستسلمين لما طالعوه أو مصدّقين إياه أو متواطئين معه، وهنا يقول: «فى أبريل 1979 جمادى الأولى 1399، وقفت ببداية طريق كان يُفترض أن ينتهى بى إلى مكتب الإرشاد، اشتريت مجلة (الدعوة) الشهرية الناطقة باسم جماعة الإخوان»، ليخرج «القرش» من هذه التجربة مدركاً الأسباب والدوافع والخلفيات التى تجعل الإخوانى على الهيئة التى ظهر عليها بعد ثورتى يناير ويونيو، فها هو يقول: «يتأكد لى الآن كيف تكوّنت عقيدة فتى فى الثالثة عشرة، رأى العالم، كما يريد له الإخوان، مجرد فسطاطين، مسلم ينتمى بالضرورة إلى جماعة الإخوان، وآخر مسلم لا ينتمى إلى الإسلام الحق من وجهة نظر الإخوان، أو غير مسلم». وبعد هذه السنين الطويلة يقول: «إعادة قراءة مجلة الدعوة الآن تجعلنى أكثر إشفافاً على أى إخوانى، باستثناء القيادات التى تتخذ الجماعة والدين قناعاً لتوجه رأسمالى متوحش». وأتصور أن هذه التجربة الذاتية مهمة وكاشفة، لأنها تكررت فى حياة الملايين ممن حاول الإخوان أن يصطادوهم فى ميعة الصبا، ولكل منهم حكاية، داخل أسوار المدارس أو فى حرم الجامعات أو مبانى المدن الجامعية أو المساجد ومعسكرات الكشافة والأندية الاجتماعية والرياضية والجمعيات الخيرية. بعضهم استجاب، لا سيما أولئك الذين لم يمتلكوا عقلاً نقدياً أو تميل نفوسهم إلى التعصب أو من وجدوا الرعاية المادية فى كنف الجماعة، أو من ظنوا أن بقاءهم فى صفوف الإخوان يمنحهم فرصة الدفاع عن الدين فى وجه المتربصين به من كل جانب، كما صور لهم قادة الجماعة، وبعضهم غادر هذه المرحلة غير آسف عليها، ومن بينهم كتاب ومفكرون كبار نقدوا الجماعة بشدة، ويتذكرونها الآن، بعد كل ما جرى، بمزيد من التأمل والتدبر، مثلما فعل «القرش»، وهؤلاء لم تكسبهم الجماعة، ولم تكن حريصة عليهم لأنهم لن يمتثلوا لمبدأ السمع والطاعة، ولهذا صارت بمرور الأيام جسداً هائلاً بلا عقل، ودفعت ثمناً باهظاً، كما رأينا ونرى. لم يكتفِ الكتاب، الذى صدر عن «الدار المصرية اللبنانية»، بهذه التجربة، التى احتلت نحو خُمس صفحاته المائة والأربعة والسبعين، بل راح يوثق أحداثاً كان الإخوان طرفاً فيها أو تماسوا معها منذ جمعة الغضب 28 يناير 2011، حتى يوم إسقاط حكم «مرسى» فى 3 يوليو 2014 بعد ثورة شعبية ثانية. ولم يستسلم الكاتب للتصورات الجاهزة التى تقول إن الإخوان قد انحرفوا عن طريق مؤسسهم، واقعين فى فخ أفكار سيد قطب المتطرفة والمتزمتة، التى مثّلت إطاراً لأعمال عنف وإرهاب، بل يرى أن الدودة فى أصل الشجرة، وأن أفكار «البنا» نفسها خلقت أرضية لهذا العنف وذاك التعصب، وهنا يستعرض الكاتب ما فعله التنظيم الخاص، الذى أسسه «البنا» نفسه ووضع لائحته الداخلية، من اغتيال معارضين للجماعة، وهنا يقول فى عبارة لافتة: «كشفت الكلمات عما يدور فى الصدور، فلم تكن الدولة والشعب والثورة من مفردات جماعة كان سيد قطب نفسه يرى أن مؤسسها حسن البنا نسخة عصرية من مؤسس حركة الحشاشين الإسماعيلية». ما يميز كتاب الصديق سعد القرش، هو أنه يزاوج فى توثيقه بين ما رآه عياناً بياناً وما سمعه بأذنه همساً وصراخاً، وشارك فيه عن رغبة ورضا، وبين ما كتبه آخرون فى الصحف أو الدراسات والكتب أو ما قالوه له فى جلسات ولقاءات خاصة، وهو المنهج ذاته الذى اتبعه فى كتابه «الثورة الآن»، تلك الثورة التى جذبت أديباً، أنتج خمس روايات ومجموعتين قصصيتين، ليكتب عنها ثلاثة كتب، محاولاً بها أن يلاحق أحداثها التى تتدفق بلا هوادة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سنة أولى إخوان» «سنة أولى إخوان»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon