توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عم عبدالمجيد الخولي

  مصر اليوم -

عم عبدالمجيد الخولي

عمار علي حسن

مات عم عبدالمجيد الخولى، الفلاح الفصيح لزماننا، والمناضل العتيد النبيل، بعد أن صدمته سيارة مسرعة عند النصب التذكارى فى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء، ولم تدعه يفتح عينيه ليرى قاتله وهو يمرق كالسهم فى مساحات رمادية، بين الظلمة والنور. رأيته مرتين بعقلى وقلبى قبل أن تراه عينى، الأولى حين طالعت أطروحة دكتوراه أستاذى الدكتور كمال المنوفى، رحمه الله، «الثقافة السياسية للفلاحين» الذى كان هو ورفاقه مادتها العلمية، نظرياً وميدانياً، والثانية حين قرأت عن كفاح قرية كمشيش بالمنوفية ضد الإقطاع قبل ثورة 1952 وضد الاستبداد بعدها، والتى سجلت المناضلة شاهندة مقلد جانباً منها فى كتاب مهم. وجاءت اللحظة التى رأته فيها عينى حين ذهبت لكمشيش لمشاركة الأم شاهندة احتفالها بذكرى استشهاد زوجها صلاح حسين، الذى قاد النضال هناك، وكان الخولى واحداً من أبرز رفاقه، فيومها وقف «الخولى» ليخطب، فانطلق قلبه بلغة فياضة، بالقلب كان يتحدث وليس باللسان، وجسده النحيل يهتز بقوة، فيتأرجح فى جلبابه الوسيع. أيام الثورة دخل ميدان التحرير والشمس تطل من بين البنايات على الرؤوس المرفوعة. مشى بخطوات سريعة نشطة وكأنه يسبق الزمن، أو أنه يستعيد زخم أيامه التى ولت ويستحضر لحظة البدايات ويطلقها فى ساقيه النحيلتين، فيدوس على الأرض بثقة. بدا غريباً هنا بجلبابه الرمادى وطاقتيه التى تقف كجذع نخلة قديمة على شعره الذى سكنه المشيب. طاقية تحتفظ داخلها بكثير من الهواء الذى جاء معه من براح الزرع، فتعطيه طولاً وشموخاً. لا أحد هنا يعرفه إلا قلة، أما هو فيعرف الجميع. سيماهم فى وجوههم من أثر التمرد. الثائر الساكن تحت جلده خرج من مسامه يطل على الغاضبين فى تلك البقعة المحررة من الوطن الذى اغتصبوه، ويستعرضهم وجهاً وجهاً. كلهم يشبهونه فى ميعة الصبا، وهنا المكان الذى بوسعه أن يقف على أى شبر فيه يسع جسده النحيل، وهو يشعر بأنه لا يزال على قيد الحياة، التى عاش يتمناها. ماتت أحلامه منذ انكسر وصاحبه فى قرية كمشيش، حين خرجوا ذات فجر يصرخون ضد الإقطاعيين الذين كانوا يمصون دماءهم فى صمت وتلذذ. ذهبوا وجاء غيرهم وانفتحت أفواههم الوسيعة وأمسكت أسنانهم الحادة برقاب عشرات الملايين، بينما عيونهم تضحك وأجسادهم لا تتراخى أبداً، ولم يجدوا إلا أصواتاً مبحوحة لا تصل حتى إلى آذان من يطلقونها. لم تدر الأغلبية الكاسحة المحتشدة فى ميدان التحرير شيئاً عن الرصاص الذى فرقع فى الزمن البعيد، فخر أحد المناضلين صريعاً فى قريته التى جذبها من غياهب النسيان ووضعها فى قلب التاريخ. لا يدرون شيئاً عن الأرملة التى احتضنت ذكراه صابرة، ولا عن الشعر الذى جرى على ألسنة كثيرة تتغنى به: «فلاح ابن فلاح والبلد كمشيش لسه الرجال فيها عايشة باقية ومابتمشيش ثابت على مبدئى وقولى وكلامى تراث للتاريخ هيعيش». كان «الخولى»، رحمة الله عليه، يعرف كل شىء، ويصر على أن يشارك فى صناعة التاريخ، إلى أن جاء من يخطف جسده لكن روحه ستظل معنا إلى أن نحقق كل أحلامه.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عم عبدالمجيد الخولي عم عبدالمجيد الخولي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon