توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«جامعة المشير» (2 - 2)

  مصر اليوم -

«جامعة المشير» 2  2

عمار علي حسن

يقوم معمار رواية «جامعة المشير.. مائة عام من الفوضى» لانتصار عبدالمنعم على عمودين، كل منهما يحمل لحظة زمنية فى مقابلة أخرى، الأولى وقت انطلاق ثورة يناير وأيام موجتها الأولى، وما حفلت به من تصرفات وتضحيات وشعارات وهتافات وشخصيات برزت على السطح، والثانية بعد مائة عام من الآن، يتوالى على حكم مصر فيها خمسة من جنرالات الجيش بعد زمن من حكم الإخوان، حيث تتبدل الأحوال تماماً، فلا يعد الناس يتكلمون اللغة العربية، ويخفى الناس قراءتهم للقرآن والإنجيل ويجهرون فقط بقراءة التوراة، ويختفى الكتاب الورقى ويحل مكانه الإلكترونى، وتتحول «محطة الرمل» الشهيرة بالإسكندرية، حيث تدور أحداث الرواية، إلى «بلازا المعبد المقدس»، وتنتهى «جماعة الإخوان» إلى أن تكون «شبيبة مواطنى الكابلاه»، وتصبح ساحة مسجد «القائد إبراهيم» أحد أماكن انطلاق الثورة المصرية مهملة، ويختفى الترام بعد أن تغطى شبكة المترو كل أنحاء الجمهورية الجديدة، وتختفى أقسام الشرطة لأن الخلايا الإلكترونية تراقب كل ما يجرى عبر شاشات متطورة، وتمنع السلطة المواطنين من استخدام مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر»، ولا يعد الناس يعرفون كلمات من قبيل «ثورة» و«مظاهرة» و«حرية»، بعد أن تتحكم السلطة فى كل شىء عبر إمكانات إلكترونية فائقة تعرف حتى ما يفكر فيه الناس وما يأملونه، و«حتى لهاث المضاجعة لا يغيب عن الرصد»، وكل من يخالف التعليمات يُذاب فى الحامض، وفى المقابل تتكفل الدولة بتوفير احتياجات الناس، وتحدد لكل واحد منهم دوره الاجتماعى بصرامة، بعد أن يمر بدورة تنشئة فى طفولته تصنع منه عبداً خانعاً، وتؤهله لوضع اجتماعى يقسم المواطنين إلى «أشكناز» و«سفارديم»، مثلما هو حاصل فى إسرائيل حالياً. ويصل بين هذين الزمنين جسران، ابتكرتهما الكاتبة، كحيلة فنية تجعل المستقبل المتخيل يعانق الواقع المعيش بلا عنت ولا عناء، الأول يتمثل فى رسائل كتبتها سيدة إلى ابنها الذى تاه منها لحظة انطلاق الثورة، ظلت تلك الرسائل مخبّأة إلى أن وجدها شاب بعد مائة سنة، هو طالب فى «جامعة المشير» فيطلع عليها زملاءه سراً، فيعرفون كل شىء عن الثورة. والثانى هو أن هؤلاء الطلاب يحملون أسماء ثوار زماننا هذا وكذلك أبرز مفكريه وعلمائه، فنجد منهم «شهدى عطية» و«نجيب سرور» و«جمال حمدان» و«عماد عفت» و«أحمد بسيونى» و«مصطفى مشرفة» و«سميرة موسى» و«أم كلثوم»، وكل منهم يؤدى الدور نفسه الذى كان يؤديه شبيهه فى زماننا. وكأن مصر فى هذا المستقبل البعيد نسبياً تستعيد نفسها وتستعد لعمل آخر كبير وتاريخى وملحمى، وهو ما يحدث بالفعل حين تنتهى الرواية بثورة جائحة، تحرر الوطن من الاحتلال، رافعة شعارات ثورة يناير نفسها: «حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية». وتدخل المؤلفة، لتكون إحدى شخصيات الرواية، مرة بطريقة متوارية حين تسرد ما عاشته بنفسها أيام الثورة الأولى ومع جهاز أمن الدولة الذى استدعاها ليعرف تفاصيل أخرى عن كتاب «حكايتى مع الإخوان» الذى سردت فيه تجربتها مع هذه الجماعة التى كانت تنتمى إليها ثم خرجت منها قبل الثورة، ومرة بطريقة مباشرة حين يظهر اسم «انتصار» كإحدى شخصيات الرواية، وصديقة طلاب جامعة المشير، بعد تمهيد وتبرير يقول نصاً: «من قال بنظرية موت المؤلف؟ نعم إنه رولان بارت، وطالما حكم الرجل علىّ بالموت بعد أن أنتهى من كتابتى لهذه الرواية، فقد قررت أن أمارس ديكتاتورية مطلقة، وأتدخل مرة أخرى فى السرد، قبل أن ينتهى، وأفقد معه حياتى». وتدخل «انتصار» بالفعل فى السرد، لتكتب تجربتها مع ثورة يناير، وتطرح نبوءة نتمنى ألا تتحقق أبداً. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جامعة المشير» 2  2 «جامعة المشير» 2  2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon