توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فساد المؤسسات الثقافية

  مصر اليوم -

فساد المؤسسات الثقافية

عمار علي حسن

قبل ثورة يناير كان هناك تقدير يبين أن نصيب المواطن المصرى من الثقافة لا يزيد على جنيه واحد فى السنة. إنه شىء مضحك حقاً، لكنه تحول بعد الثورة إلى قهقهة صاخبة، لأن أغلب من يديرون المؤسسات الثقافية الآن لا يعنيهم إلا أن يحافظوا على ما جنوه من مكاسب لأنفسهم، وليذهب البلد إلى الجحيم. يعلم القاصى والدانى أننا يجب أن نخوض معركة فكرية وثقافية هائلة ضد التطرف وانهيار القيم وتردى الأخلاق والأذواق، ومن دون ذلك لن يتقدم بلدنا فى أى مجال، لكن هل بوسع الموظفين البائسين وخدم السلطان الجائر وحملة المباخر والفاسدين ومن جعلوا من معارفهم قلائد زينة فى أعناق الطغاة والجباة والبغاة أن يقودوا هذه المؤسسات لخوض تلك المعركة؟ لا أعتقد أبداً، فمن أفسد ليس بوسعه الإصلاح، ومن شب على شىء شاب عليه. إن بلداً به مئات الآلاف من المبدعين فى مجال الآداب والمعارف العلمية والإنسانية يجب ألا تقود مؤسساته الثقافية حفنة ممن لا يخلصون لمستقبله ولا لسلامته العقلية والوجدانية، ويتواطأون، قصدوا أم لم يقصدوا، مع الساكتين والساكنين والجامدين والمتطرفين وحراس التخلف والرجعية ومن لا يجيدون العيش إلا فى العتمة الراكدة، ويجب ألا تمسك بدفة أبواب ونوافذ إنتاج الثقافة فيه مجموعة من الموظفين، الذين لا يعرفون إلا تسديد الخانات، حتى يضحكوا على من هم فى سدة الحكم، ويوهمونهم أن كل شىء يقف على قدم وساق، مثلما جرى فى حملات سابقة كانت تدار وفق نظرية نجيب الريحانى الشهيرة: «الشىء لزوم الشىء». إن ما يضنى حقاً أن يكون فى بلد، يعانى من مرض الأمية المزمن، أزمات متلاحقة فى توزيع الكتب، بينما تقف مكتبات قصور الثقافة والمدارس والجامعات مهجورة من القراء، فى وقت تجلس فيه الأغلبية الكاسحة من موظفى وزارة الثقافة ليروضوا الوقت وهم يتثاءبون، ولا تفعل وزارة التربية والتعليم شيئاً فى سبيل حض أولادنا، بل تحريضهم، على القراءة. ومن المحزن أن يتحدث العالم كله عن اقتصاديات المعرفة وتعزيز القوة الناعمة للدولة بينما تتحول الثقافة إلى عالة على الميزانية العامة، لأن القائمين على أغلب المؤسسات لا يحسنون إدارتها بحيث تدبر جزءاً، إن لم يكن كل مواردها، بل يتعاملون مع ما تخصصه الدولة لهم من أموال على أنها مجرد باب أجور للموظفين، وأعطيات للمتهافتين عليهم. إن هناك من تربى على أن وزارة الثقافة ليس مطلوباً منها إلا أن تكون حظيرة ذات جدران سميكة، أو تكية ذات طوابق كثيرة، من أجل تدجين المثقفين ودفعهم إلى ابتلاع ألسنتهم حتى لا يزعجوا السلطان وحاشيته، ومثل هؤلاء لن يصنعوا واقعاً مختلفاً، حتى لو كان يعقب ثورتين عظيمتين، بل إنهم يتسللون الآن فى نعومة ومكر ليقدموا أنفسهم للحكام الجدد، وفى أيديهم باب الحظيرة ومفتاح التكية، لأنهم لا يجيدون إلا هذه الطريقة فى التفكير والتدبير، والعيب ليس عليهم، إنما على ما يصبر عليهم أو يصدقهم أو يمنحهم فرصة للبقاء. لقد آن الأوان لثورة ثقافية منتظرة فى معركة مفروضة حتماً ضد التخلف والتطرف، وهذه الثورة لن يقودها أولئك الذين التوت مناقيرهم وارتخت مناشيرهم من كثرة النفاق والانتهازية والنهب والفساد والإفساد.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فساد المؤسسات الثقافية فساد المؤسسات الثقافية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon