توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى الثقافة والسياسة (1-2)

  مصر اليوم -

فى الثقافة والسياسة 12

عمار علي حسن

هذا حوار أجراه معى المحرر الثقافى المتميز الأستاذ حاتم رجائى، تحدانى فيه بأسئلة عميقة، فسعيت إلى أن تأتى الإجابات على قدر التحدى، فانطوى على آراء وتصورات أعتقد أنه قد يكون من المفيد لقارئ جريدة «الوطن»، واسعة الانتشار، أن يطلع عليها، وإلى نص الحوار: * فى روايتك شجرة العابد استلهمت روح الصوفية ورأى البعض أنك تطرح التصوف كحل وجودى لأزمات العالم الإنسانى، فهل يمكن للتصوف من وجهة نظرك أن يساهم بالفعل فى مواجهة الإرهاب والتطرف ويعمل على وجود عالم أكثر رقياً؟ - ابتداءً، علينا أن نفرق بين التصوف الذى يعنى العلاقة الخاصة جداً مع الذات الإلهية، وبين (الطرقية) التى حولت التصوف إلى تجربة اجتماعية احتفالية ذات بعد دينى، الأول هو حل من زاوية القيم التى ينطوى عليها وهى المحبة والزهد والتسامح، وهى قيم تنقص الحركات الإسلامية المسيّسة التى حولت الدين إلى أيديولوجيا ودعاية سياسية رخيصة، فكان ذلك على حساب المقدس والجليل والروحى فى الإسلام. * كان للصوفية تأثير واضح على الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر.. لماذا لم يعد هذا التأثير قائماً، وكيف ترى واقع الطرق الصوفية الآن؟ - الطرق الصوفية قديماً كانت المسار الأبرز لا سيما فى زمن المماليك والعثمانيين، وربطها البعض وقتها بانتشار الفقر وطغيان الموروث الشعبى على التصورات الدينية، وكان الحكام منذ صلاح الدين يعتنون بالطرق الصوفية لكسب الشرعية ومواجهة أى خطاب دينى مناهض من زاوية ميل الحكام إلى الدين المستأنَس الذى لا يطلب تغييراً ولا ينتصر للعدل والحرية وهما قيمتان أصيلتان فى النص الدينى السماوى، أما الآن فالطرق الصوفية متشرذمة وباهتة ومنسحبة تماماً أمام خطاب سلفى جامد وآخر إخوانى مغرض، لكن بعد انكشاف أتباع هذا التيار بات الطريق مفتوحاً للطرق الصوفية كى تعزز مسارها شريطة أن تنقى نفسها من الشوائب وتربح الرجال الذين يمتلكون روحاً فياضة وعقلاً خلاقاً وقدرة على طرح تصورات تنقذ الناس من طغيان المادى فى حياتهم وتجيب على أسئلة الواقع الاجتماعى. * يُعرف عنك أنك متعدد الاهتمامات ولك فى كل غنيمة سهم، بالنسبة للأدب هل لك أن تلخص لنا ملامح مشروعك الأدبى، وما الذى قدمته فى الأدب ولم تقدمه فى الكتب والمقالات؟ - كتبت الأدب لأنى من المؤمنين بأن العلم لا يجافى الجمال، وأن هناك وحدة بين العلوم الإنسانية تجعلنا أمام علم إنسانى واحد ذى فروع متعددة، كما أعتقد أن الأدب رغم أنه تشكيل جمالى للغة فى شاعريته وصوره المفارقة وروعة خياله يحمل مضامين اجتماعية حتى فى أكثر صوره فنيةً، وحتى الذين اعتمدوا على فهم النص من داخله مستبعدين تأثير السياق الاجتماعى عليه عادوا ليعترفوا بخطئهم، وها هو أحد أبرزهم الناقد الكبير (تيزفتيان تودورف) يكتب كتابه «الأدب فى خطر» ليقر بأن كل المدارس النقدية التى تعاملت مع الأدب كنص فنى خالص قد ظلمته وكل المبدعين الذين حاولوا تجنب التعانق بين الجمالى والنفسى من ناحية، وبين الاجتماعى والإنسانى من ناحية أخرى قد جانبهم الصواب، ويكفى أن نقرأ نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وبهاء طاهر ومحمد البساطى وخيرى شلبى وإبراهيم أصلان وإبراهيم عبدالمجيد وغيرهم لنبرهن على هذا، وحتى بعض مبدعى الجيل الجديد الذى نظر له إدوارد الخراط تحت عنوان «الحساسية الجديدة» لا تخلو أعمالهم من جوانب اجتماعية وإن أنكروا، وكل الأعمال المهمة التى حازت نوبل أو البوكر أو غيرهما من الجوائز الأدبية المرموقة كانت تحتوى مقولات عميقة تنتمى إلى ما نسميه «السرديات الكبرى»، وأنا حريص فى كتابتى الأدبية على أن تكون البنية الجمالية للغة والتخيل حاضران بشدة وهى نوع من الكتابة يختلف فى الأسلوب وليس فى المضمون عما أكتب فى دراساتى الاجتماعية والسياسية. وأستغرب أننا بعد قراءة طه حسين ولويس عوض نعود لنسأل أسئلة عن الفصل بين إنتاج العلم وإبداع الأدب، لا سيما بعد أن أقبل باحثون وكتاب وعلماء على كتابة الرواية فى العقد الأخير؛ فعبدالله العروى فيلسوف كبير وله رواياته، وحليم بركات عالم اجتماع بارع وروائى مهم فى الوقت نفسه، وحتى أحلام مستغانمى الروائية الشهيرة هى أستاذة اجتماع، وأدونيس الشاعر الفطحل باحث كبير فى الوقت ذاته والدليل كتابه المؤسس (الثابت والمتحول)، وفى مصر أقبل قضاة وأطباء ومهندسون ومحاسبون وباحثون كثر على كتابة الرواية، لكن يبدو أن أولئك الذين لا يمتلكون القدرة على إنتاج ألوان متعددة من الكتابة مصرون على هذا الفصل الحاد الذى يبررون به عجزهم. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى). نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الثقافة والسياسة 12 فى الثقافة والسياسة 12



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon