توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحيى حسين عبدالهادى

  مصر اليوم -

يحيى حسين عبدالهادى

عمار علي حسن

عندما يأتى مساء غد الخميس سنكون، بمشيئة الله، على موعد مع تكريم واحد من أبرز الشرفاء فى بلدنا، محارب الفساد والرجل الوطنى المحترم المهندس الكفء يحيى حسين عبدالهادى، بمقر «مركز إعداد القادة» بالعجوزة، بمناسبة خروجه إلى المعاش عند سن الستين، رافضا مد خدمته، كما يفعل أغلب المسئولين فى بلادنا من عبدة المناصب، الذين يوصدون كل الأبواب أمام جيل جديد من الطامحين ذوى الكفاءة. ولد يحيى حسين بالقاهرة فى الخامس من فبراير سنة 1954، لأب كان يعمل قاضيا، وهو ذو خلفية أزهرية، فأورثه التمسك بالعدل، والتدين الوسطى المستنير. وحين انتقل للعمل بأسيوط ألحق نجله بمدارسها، فكان من أوائل المحافظة فى جميع مراحل التعليم الأساسى. وإلى جانب النبوغ العلمى تشرّب الرجل فى شبابه حب الوطن، ففى سنة 1972، ورغم إعفائه طبياً من الخدمة العسكرية وحصوله على مجموعٍ عالٍ يؤهله لدخول أى كليةٍ (بما فيها الطب)، فإنه فضّل الانضمام للقوات المسلحة أملاً فى الاشتراك فى معركة تحرير سيناء، فالتحق بالكلية الفنية العسكرية سنة 1972 وتخرج فيها سنة 1977 بتقدير امتياز، وظل يخدم بلده فى هذا المجال إلى أن ترك الخدمة فى جيش الشعب سنة 1992. لم ينزوِ الرجل، عف اللسان ومتقد الجنان، فى بيته يجتر أيام الجندية الراسخة، بل واصل جهاده فى الخدمة المدنية اعتباراً من 1992 لأكثر من 20 عاماً أخرى، حيث عمل بالحكومة وقطاع الأعمال العام والخاص، واشتهر بالنجاح فى كافة المواقع التى توّلاها، ومن بينها مواقع قيادية من المستوى الأول مثل: رئيس مصلحة حكومية كبيرة، رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة، ووكيل أول وزارة، وفى ركابها شارك فى إنشاء مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال سنة 1992، وتدرج فيه إلى أن أصبح مديراً له سنة 2004. ولم يكتف الرجل بمرتب الوظائف وحوافزها وترقياتها، كغيره، بل أخذ على عاتقه محاربة الفساد، ووقف فى وجه العاصفة صلباً لم يلن ولم ينكسر، حيث قدم سنة 2006 بلاغاً شهيراً، فضح فيه فساد صفقة شركة «عمر أفندى» وكان أول شاهدٍ كبيرٍ من أهل الخصخصة كعضوٍ فى لجنة تقييم عمر أفندى وكان وقتها رئيساً لإحدى شركات القطاع العام الكبرى ومرشحاً لمناصب عليا فى الدولة، ودفع ثمن موقفه عزلاً كاملاً من كافة المواقع التى كان يحتلها، فعاد إلى مركز إعداد القادة محاضراً بلا محاضراتٍ، واستشارياً بلا استشارات، طوال السنوات الخمس السابقة على سقوط نظام مبارك، لكنه صبر وصابر ورابط. وجهاد هذا الرجل، المتواضع فى كبرياء، لم يقف عند هذا الحد، بل كان فى الصفوف الأولى لمعظم الحركات التى قاومت نظام مبارك ومهّدت لثورة يناير، حيث كان عضواً باللجنة التنسيقية لحركة «كفاية»، وعضو الأمانة العامة لـ«الجمعية الوطنية للتغيير»، وكان من مؤسسى حركة «لا لبيع مصر» واختير منسقاً عاماً لها، وهى الحركة التى تصدت للفساد فى برنامج الخصخصة وأوقفته تماماً، ونجحت كذلك فى إيقاف بيع البنوك الوطنية بعد إفشال بيع بنك القاهرة، وأفشلت مشروع الصكوك الشهير، بعدها ساهم فى التخطيط والتنفيذ لثورة الشعب المصرى فى يناير 2011 وكان ضمن حشد أول مظاهرة دخلت ميدان التحرير ظهر 25 يناير. وقد طُرِح اسم المهندس يحيى حسين كثيراً كوزير، وأحياناً كرئيس وزراء، فى كل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ولكن شيئاً ما حال دون استفادة بلدنا من خبرته ووطنيته، فقرر العودة لإدارة مركز إعداد القادة فى مايو 2011 بناء على مطالبات العاملين، وتفرغ تماماً لقيادة المركز فتحول، تحت قيادته، إلى الأشهر بين كل المؤسسات المشابهة على مستوى العالم العربى، وأصبح مركزاً للإشعاع الثقافى، ومنبعاً لدر أموال إلى خزينة الدولة، وفتح أبوابه أمام كل القوى السياسية، من دون تمييز، فضاق به الإخوان ذرعاً وقت توليهم الحكم، فأقاله وزير الاستثمار الإخوانى قبل ثورة 30 يونيو بيومين، ورد العاملون بالمركز باعتصام حازم حاسم، ومنعوا تنفيذ القرار حتى أزال الله الغمة بأيدى الشعب. اليوم يخرج الرجل إلى المعاش، وهو قادر على العطاء، حاملاً فوق ظهره وفى رأسه خبرة عميقة، وجدارة راسخة، ووطنية خالصة، وزهداً فى أى مجد ذاتى، ورغبة متجددة فى خدمة مصر، ولا أتصور ألا يكون بمكان يليق به فى صدارة الجهاز الإدارى والسياسى للدولة خلال الفترة المقبلة، إن كان هناك حقاً من هو جاد فى أن ينهض ببلدنا العريق من كبوته، ويقيله من عثرته، ويرفع هامته بين الأمم. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحيى حسين عبدالهادى يحيى حسين عبدالهادى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon