توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدستور والصراع السياسى

  مصر اليوم -

الدستور والصراع السياسى

عمار علي حسن

من الخطأ أن نربط الدستور بحسابات سياسية عارضة أو طارئة. وهذه وجهة نظر بعض من يرون أن الدستور وضع ليعيش زمنا طويلا، وبالتالى يتجاوز الآنى والحالى، ذاهبا إلى الآتى والمستقبلى، ليضع فى الحسبان أحوال وظروف الأجيال المقبلة، وليس الاكتفاء باحتياجات ومطالب من يعيشون فى الوقت الراهن، ولا ما يفرضه الصراع السياسى والاجتماعى الذى يمكن أن يهدأ بعد قليل. وهذا رأى صحيح لكنه يتجاهل عدة أمور، أولها أن إمكانية تعديل الدستور قائمة، بل إن الدستور ينص على هذا فى مواده، ويضع الشروط ويعود فى النهاية للشعب ليقر التعديلات أو يرفضها من خلال الاستفتاء. وثانيها أن مواد هذا الدستور انطوت على أمور تحقق مطالب فئات عريضة من المصريين، ولا أتحدث هنا عن الفلاحين والعمال والصيادين والنساء والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والطلاب والتلاميذ والمرضى والقضاة والمحامين والكتاب والصحفيين وغيرهم، لكن أيضاً بعض المناطق أو الأطراف الجغرافية التى حُرمت طويلا من اهتمام السلطة، وظُلمت فى عملية توزيع عوائد التنمية، كما أن مواد الدستور تخلق «توازنا» بين السلطات أفضل مما ورد فى كافة الدساتير السابقة، وإن كانت المواد التى عالجت هذه النقطة تفترض أن لدينا حياة حزبية ناضجة، وهو غير موجود فى الواقع، لكن احتمالات تحققه فى المستقبل قائمة. وفى كل الأحوال العبرة ليست بالنصوص فقط إنما بالممارسة أو التطبيق، التى تحددها القوانين والتشريعات اللاحقة. وثالثها أن هذا الدستور يهندس عملية سياسية مغايرة لتلك التى كانت تريد جماعة الإخوان أن تأخذ إليها الدولة المصرية، ومن ثم فإن الإطار العام الذى ينطوى عليه الدستور سيؤثر، من دون شك، على طبيعة التفاعلات السياسية المستقبلية، لا سيما أن جزءا من الفساد والاستبداد فى مصر نجم عن تأبد الحاكم فى موقعه، وهى مسألة لم تعد قائمة بفضل ثورة يناير، التى فرضت تجاوز ما قرره حسنى مبارك من انتخابات رئاسية شكلية، بتعديل المادة 76 من دستور 1971، بطريقة كانت تمهد الطريق أمام نجله لتولى الحكم. أما الجانب الرابع فإن الدستور، ومهما كان فيه من تعميم أو تجريد أو حياد، يعكس فى جانب منه طبيعة الصراعات الاجتماعية، وتوازن القوى بين مختلف الفئات والشرائح والطبقات، وهى مسألة قابلة للتغيير، ووقتها يمكن أن تتعدل بعض المواد لتتماشى مع الأوضاع الجديدة، مع الأخذ فى الحسبان أنه مهما كانت الطبقة المهيمنة أو المجموعة المسيطرة على الحكم فلم يعد بوسعها أن تتجاهل تغير الثقافة السياسية للمصريين بعد الثورة، وكسر حاجز الخوف، ووجود ثورة تطلعات أو توقعات لم تهدأ بعد، وتنامى الكتلة الاجتماعية الحرجة التى تطالب بالتغيير إلى الأفضل دوما، ولديها استعداد تام لتقديم التضحيات فى سبيل تحقيق هذا. لكل هذا فإن المخاوف من ربط الدستور بصراع سياسى، مثلما فعل الإخوان فى دستورهم، يجب ألا تأخذنا بعيدا، لنهيل التراب على صناعة هذا الدستور برمته، وعلى ما فيه من مواد جيدة، ولا النقلة التى يشكلها فى الحياة السياسية والاجتماعية شرط الالتزام بتطبيق بنوده، فالصراع واقع يفرض نفسه ولا فكاك منه، لكن الناس ستنسى لحظة ميلاد الدستور، ولا كيف ولد، وستتمسك مستقبلا بما فيه من مواد، وهذا هو المهم، وفى النهاية لا يضيع حق وراءه مُطالب. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدستور والصراع السياسى الدستور والصراع السياسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon