توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبعد من دستور

  مصر اليوم -

أبعد من دستور

عمار علي حسن

بيننا من لديه تحفظات على بعض مواد الدستور الحالى، ويتطلع إلى تعديلها فى السنوات المقبلة من خلال مجلس النواب، لكن هؤلاء، وغيرهم من الموافقين على الدستور برمته، بلا أى ملاحظات أو تحفظات، يدركون تماماً أن الخطوة التى ستبدأ اليوم أكبر بكثير من أن تكون مجرد استفتاء على دستور، بل تتعدى ذلك إلى تقديم برهان ناصع على أن ما جرى فى 30 يونيو ثورة شعبية أنجبت إرادة لم يكن أمام الجيش من طريق سوى أن ينحاز إليها، مثلما انحاز إلى إرادة الناس فى ثورة 25 يناير، وأجبر أحد قادته الكبار وهو حسنى مبارك على التخلى عن الحكم، ثم جىء به فيما بعد إلى قفص المحكمة. كما يرمى أولئك الذين سيزحفون اليوم وغداً نحو صناديق الاستفتاء إلى تعزيز الدرب الذى شقته «خريطة الطريق» التى انطلقت يوم 3 يوليو 2013، والذى يشكل الدستور أولى الخطوات القوية عليه، وستأتى الخطوات الأخرى متمثلة فى انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، بل قد يتعدى الأمر هذا إلى رغبة جارفة فى تمتين الشرعية الثورية التى نشأت فى 30 يونيو، ولا تزال فصولها جارية، وفى طريقها إلى التحول نحو «شرعية دستورية» تبدو الأكثر رسوخاً منذ رحيل «مبارك» وحتى هذه اللحظة، مروراً بسنة من حكم جماعة الإخوان، شابها الخروج على الشرعية غير مرة، وشهدت دخولاً من قبل السلطة فى حرب مفتوحة ضد مؤسسات الدولة فى وقت واحد. وإذا كان دستور 2012 بدا فى مضمونه العميق خطوة كبرى نحو إضفاء شرعية على خطة «تمكين» الإخوان، فإن الدستور الحالى يبدو فى نظر السواد الأعظم من المصريين هو خطوة أكبر نحو استعادة الدولة المصرية، حتى لو لم يكن يحقق كل ما كان يحلم به الثوار. وفيما سيكتفى أناس بما ورد فى الدستور، ويعتبرونه إنجازاً فى حد ذاته، فإن هناك من سيسعى فى السنوات المقبلة إلى تعديل بعض المواد، لا سيما تلك الخاصة بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، ورغم أنها جاءت أضيق بكثير وأكثر تحديداً من مثيلتها التى حواها دستور الإخوان، فإن تغيُّر الظروف بمرور الوقت سيجعل كثيرين غير مقتنعين باستمرار هذه المادة. وفى كل الأحوال فإن تغيُّر موازين القوة داخل المجتمع، قد يجعل الفئة المتغلبة أو المهيمنة أو صاحبة النفوذ الأعلى أو المسيطرة على مجلس النواب راغبة فى تعديل بعض المواد، وهى مسألة حدّد لها الدستور طريقاً واضحاً، وفى النهاية فإن الأمر سيعود إلى الشعب فى استفتاء عام. إن كثيراً من الدساتير قد تُفرِّغها من مضامينها القوانين والتشريعات المنبثقة عنها أو التى تسن فى ركابها أو رحابها، وهذه آفة مزمنة فى مصر، لكن يبدو أن الأغلبية الكاسحة من المصريين غير معنية فى هذه اللحظة بتلك الهواجس النابعة من تقاليد متوارثة، إما اتكاءً على ثقة الناس فى قدرتهم على التغيير، وفرض إرادتهم، أو لأن كثيرين لا يرون الانشغال بالتفاصيل عملاً مفيداً فى هذه اللحظة الحرجة، ومن ثم فإنه لا مفر من إقرار الدستور، وبالتالى فما نحن مقدمون عليه اليوم وغداً، هو أبعد من دستور. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من دستور أبعد من دستور



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon