توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تداعيات إعلان «الإخوان إرهابية» (2-2)

  مصر اليوم -

تداعيات إعلان «الإخوان إرهابية» 22

عمار علي حسن

.. وبالنسبة للقضاة والمحامين، فبعضهم يبدى انتقاده لقرار إعلان جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، من زاوية أن هذا الإعلان هو حق أصيل للقضاء، وحين يصدر حكما بهذا، يصطبغ الفعل الإخوانى بالإرهاب، من كل الزوايا المنصوص عليها فى المادة 86 من قانون العقوبات، وتنشأ قاعدة قانونية بذلك، لأن أحكام القضاء تصير قواعد قانونية، يُعمَل بها. ويرى هؤلاء أن قرار الحكومة بمثابة إصدار حكم قبل المحاكمة، وأن الأمر ربما كان يتطلب تشريعا مختلفا وموسعا عما ورد فى المادة المشار إليها سلفا، لكن المشكلة أن حق التشريع الآن فى يد رئيس الجمهورية المؤقت، الذى أبدى التزاما أو تعهدا بعدم التوسع فى استخدام هذا الحق، إلا لضرورة قصوى، وهو إن اعتبر أن مواجهة الإخوان من الضرورات القصوى، والأغلبية الكاسحة من الرأى العام مع هذا، وأصدر تشريعا يطلبه القضاء، فإن مثل هذا التصرف قد يلقى انتقادات من قوى سياسية غير إخوانية. ولو انتظرنا حتى يأتى البرلمان ويصدر مثل هذا التشريع، فما الحل مع من تم القبض عليهم من تنظيم الإخوان منذ إعلان الحكومة وحتى إصدار التشريع، بينما القاعدة أن «القانون لا يسرى بأثر رجعى»، وإن سرى أو تم تطبيقه، فإن هذا يعد تحصينا لقرار بأثر رجعى، وهو الخطأ الذى وقع فيه مرسى فى إعلانه الدستورى الاستبدادى فى نوفمبر 2012. كما يظهر سؤال آخر وهو: ما الحل مع القاعدة التى تقول إن «العقوبة شخصية»؟ والمشكلة الثانية هى عبء إثبات عضوية أى شخص ارتكب العنف السياسى، وذلك عبر تقديم أدلة قانونية قاطعة، فإذا كانت قيادات الجماعة معروفة، لاسيما أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى، فإن هناك الآلاف ممن ظلوا يعملون تحت الأرض، ولم يظهروا تماما، حتى بعد وصول الإخوان للحكم. بل الأدهى والأشد مرارة أن بعض القادة قد أنكروا بعد القبض عليهم أنهم ينتمون إلى الجماعة، فقال القيادى د.سعد الكتاتنى: «لا علاقة لى بالجماعة إنما أنا رئيس حزب الحرية والعدالة».. أما صفوت حجازى، الذى سبق أن أكد أثناء حكم مرسى أنه إخوانى منذ أن كان فى الصف الثانى الثانوى، فقال للضباط الذين قبضوا عليه: «والله العظيم لست إخوانيا.. أتريدون أن أحلف لكم بالطلاق»، فما بالنا بالأعضاء الصغار. وبذا سيكون على جهات التحقيق، سواء كانت شرطية أو قضائية، أن تبذل جهدا فائقا من أجل إثبات «عضوية الإخوان» لمن يتم القبض عليهم، سواء متلبسين بأعمال عنف أو حتى من التزموا دورهم وأصبح ضبطهم وإحضارهم واجبا على الشرطة وفق قرار الحكومة. كما واجه القرار انتقادات العديد من المنظمات الحقوقية وبعض القوى السياسية الصغيرة والشبابية ومنها «الاشتراكيون الثوريون» و«الأناركيون» من زاوية أنه يعيد الإجراءات القمعية تحت لافتة «محاربة الإرهاب»، بل إن حزب النور السلفى، الذى يؤيد خريطة الطريق التى انبثقت عن ثورة يونيو وصفه بأنه «قرار متسرع» وإن استمر فى انتقاد الإخوان، وتحميلهم مسئولية القتل والتخريب والتدمير الذى يحدث فى البلاد، وطالبهم بالعودة إلى جادة الصواب، والتسليم بالواقع، والاعتراف بثورة يونيو وما ترتب عليها. وفى الخارج بدت الولايات المتحدة منزعجة من القرار، على لسان جون كيرى أكثر المسئولين الأمريكيين دفاعا عما ترتب على إسقاط حكم الإخوان حين اعتبر أن تدخل الجيش جاء «لحماية الديمقراطية ومنع نشوب حرب أهلية فى مصر»، وبدت أوروبا على الحال ذاته، وكذلك بعض المنظمات الحقوقية الدولية ومنها «هيومن رايتس ووتش»، لكن الحكومة المصرية، وإن كانت تسعى إلى تأييد دولى لخريطة الطريق، تبدى حزما فى مواجهة منتقدى القرار، بقدر إصرارها على مواجهة الإخوان، لأنهم يشنون «حربا» على الدولة والمجتمع. لكن تقييم هذه الخطوة لا يقف عند حدود المشكلات القانونية التى تكتنفها، ولا الانتقادات الداخلية والخارجية التى صاحبتها، إنما مدى تأثيرها على «صورة الإخوان» لدى الرأى العام، وهى الجماعة التى استفادت طويلا من صورة إيجابية اصطنعتها لنفسها على مدار عقود قبل وصولها إلى الحكم، وإمكانية أن يكون القرار بداية لخطوات مماثلة تتخذها دول عربية وإسلامية مما يضيق الحصار على «التنظيم الدولى للإخوان»، لكن القرار يقيد يد الحكومة المصرية فى الجلوس مع الإخوان إن أرادوا تصالحا أو تفاوضا، فوقتها ستتهم بأنها «تجلس مع إرهابيين»، اللهم إلا إذا كانت السلطة الحالية قد أغلقت باب الحوار تماما، وإلى الأبد، مع الجماعة، التى ضعفت قدرتها على الحشد بشكل كبير، وجاء هذا القرار ليحرمها من فرصة أى منافسة سلمية على السلطة إن تراجعت عن العنف وفكت علاقتها بالتنظيمات التكفيرية والإرهابية. كما أن القرار قد يتحول بعد مدة إلى نقطة تؤخذ على الحكومة إن استمر عنف الإخوان المفرط ضد الدولة والمجتمع، علاوة على أنه قد يؤدى إلى تماسك الإخوان من زاوية أنهم يواجهون «معركة مصيرية». نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات إعلان «الإخوان إرهابية» 22 تداعيات إعلان «الإخوان إرهابية» 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon