توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما وراء تفجير المنصورة

  مصر اليوم -

ما وراء تفجير المنصورة

عمار علي حسن

ها هم الإرهابيون يستعرضون قبحهم وكراهيتهم، ويرشون الدم على وجه الوطن من جديد، وينفذون بعض ما هددوا به، فى حادث ليس الأول منذ الإطاحة بحكم الإخوان الفاشل، لكنه الأكبر والأفدح والأوعر، يطول هذه المرة جميلة الدلتا وزهرته البهية، المنصورة، المتحضرة الواعدة دوماً، فجميعنا يتذكر هذا الرجل ذا اللحية الكثة، فظيع المنظر، أسود المخبر، الذى وقف أمام الكاميرا ليهدد بسيارات مفخخة ستنفجر فى كل مكان، وستجرى الدماء أنهاراً، مكملاً رحلة حلفائه الماكرين، الذين قالوا من قبل: إن لم يعلن فوز مرسى، فسنحرق مصر كلها، ثم حاولوا هذا بعد فض تجمعهم فى رابعة والنهضة، فاستهدفوا الأقسام والكنائس والمنشآت الحكومية وكثيراً من بيوت المواطنين العزل الأبرياء. يظن هؤلاء الإرهابيون أن مثل هذه الأفعال الإجرامية، التى قد تشفى صدورهم التى تزخر بالكراهية والمقت، بوسعها أن تجعل مصر العظيمة تركع وتخضع وتعيد إليهم ما فقدوه، بعد أن سرقوا ثورة وخدعوا شعباً، أو تجعل هذا الشعب يندم على أنه قد نزل بعشرات الملايين، لينزع منهم ملكاً ما كانوا يستحقونه أبداً، وما كانوا مستعدين له إطلاقاً. ها هم يزحفون غرباً وشمالاً، فبعد تفجيرات شمال سيناء المتتابعة، ومثلها فى الإسماعيلية وبورسعيد، يصل الإرهاب إلى قلب الدلتا، التى كانت بعيدة عن مثل هذه الأفعال الدموية خلال الموجة الإرهابية التى انكسرت فى الثمانينات والتسعينات، وانتهت بتراجع الإرهابيين، بعضهم عن اقتناع بعدم جدوى الدم أو حرمته، وبعضهم تحايلاً ليلتقط أنفاسه ويعود من جديد، وبعضهم لأنه حاول أن يصل إلى هدفه بطرق غير دموية، وإن كان كثير من هؤلاء عادوا إلى سيرتهم الأولى بعد ثورة يونيو. وقد استغل بعض المتطرفين حالة الإرباك الأمنى التى أعقبت كسر جهاز أمنى قمعى وفاسد فى 28 يناير 2011 وأعادوا تجميع أنفسهم من جديد، فى خلايا عديدة، يطلقون عليها «الجهاديون الجدد»، أو هكذا نسميها بعد رصد توالدها على الساحة المصرية فى الشهور الأخيرة، بعضها يتحالف مع تنظيم الإخوان سراً، ويعمل لصالحه سواء بطريقة مباشرة من خلال تنسيق وترتيب نطق به بعض قادة الإخوان وهم يهددون عقب الإطاحة بمرسى، أو بطريقة غير مباشرة حين يحتمى بغطاء سياسى إخوانى ويفعل ما قد يصب فى صالح الجماعة العجوز، وبعضها يعمل بعيداً عن الإخوان، وإن كان قد رأى فى حكمهم مرحلة لعبوره إلى السلطة، حتى لو على جثث مئات الآلاف من الناس، أو تعامل معهم على أساس المثل الشعبى الذى يقول: «أنا وأخويا على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب»، وكلا الطرفين يتكاملان الآن على الساحة فى أعمال إرهابية مدبرة، يريدون منها أيضاً أن يعيقوا تقدم «خريطة الطريق» إلى الأمام، أو إجبار السلطة على الجلوس معهم، وفى الوقت ذاته ينتقمون من شعب لفظهم، يصفونه الآن بأنه «جاهلى» أو «كافر»، ويستحلون دمه وماله وعرضه، وفى كل الأحوال فإن كل هذه الجماعات الإرهابية نابتة من فكر التكفير الذى زرعته كتابات الإخوانى سيد قطب، بعد أن سطا على تصورات الباكستانى أبوالأعلى المودودى، وأضاف إليها من حدته وسخطه الكثير. إن هذا الحادث الإرهابى سينكسر على إرادة المصريين، مثلما انكسرت مئات الحوادث قبله، منذ أن بدأ «التنظيم الخاص» للإخوان عنفه الدموى فى أربعينات القرن المنصرم وحتى مراجعات تنظيم «الجماعة الإسلامية» مع مطلع القرن الحالى، سينكسر لأن «الجريمة لا تفيد» و«الإرهاب لا يجدى»، بل يزيد من متانة وارتفاع الجدار النفسى العازل بين هؤلاء، وكل من يشجعهم أو يتواطأ معهم، وبين عموم المصريين، الذين كانوا يتوقعون مثل هذه السلوكيات الدموية والهمجية من التكفيريين والإرهابيين، بل إن بسطاء الناس كانوا يقدرون أن إسقاط حكم الإخوان لن يمر بلا ثمن، لكنه فى نظرهم ثمن بخس، إن قيس بترك هذا التنظيم فى السلطة وقتاً إضافياً، يسمح له بمصادرة مستقبل مصر كله. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء تفجير المنصورة ما وراء تفجير المنصورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon