توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طواويس بهاء طاهر (2-2)

  مصر اليوم -

طواويس بهاء طاهر 22

عمار علي حسن

وما يلفت الانتباه فى مجموعة الأديب الكبير بهاء طاهر القصصية «لم أعرف أن الطواويس تطير» أن المؤلف لم يفارق عالمه الأدبى كثيرا؛ فباستثناء القصة الأولى التى يحكى فيها خبرة جد مع حفيد له يعانى «إفراط الحركة»، جاءت غالبية القصص لتعيد إنتاج بعض مشروعه الإبداعى، أو تقتطف منه، وتتوالد عنه. لهذا نجد أن قصتى «الطواويس» و«الجارة» تنسجان على المنوال ذاته الذى ظهر فى أعمال عدة للمؤلف، فى مطلعها روايته البديعة «الحب فى المنفى»، حيث الإنسان الشرقى الذى يعانى الغربة ويواجه الثقافة الغربية فى عقر دارها. أما قصة «قطط لا تصلح» فتقع أحداثها على مرمى حجر من عالم الصحراء، الذى ظهر على استحياء فى رواية «خالتى صفية والدير» ثم استوى على سوقه فى آخر أعمال «طاهر» الروائية الموسومة بـ«واحة الغروب». ونحت قصة «سكان القصر» منحى رمزيا، فبدا القصر فيها أشبه بـ«تكية» نجيب محفوظ تارة وببيت السلطة تارة أخرى، وحوله تدور شائعات تتوالد بكثافة واستمرار، لكن ما عليه من حراس وما يدور بينهم من ترتيب يشى بأن المؤلف يقصد السلطة السياسية على الأرجح، وليست أى سلطة دينية، ويسرد مكابدات فنان تشكيلى يقطن بشقة تطل على هذا القصر الغامض، الذى لا يملك أحد إجابة تجلى الغموض الكامن فى رحم الأسئلة المثارة حوله، وتنتهى القصة دون أن يقبض الفنان المأزوم على شىء حول ما يقض مضجعه، وهو ما تشى به نهاية القصة حيث تقول: «ثم هب فجأة من مكانه، وفتح مصراعى الشباك بعنف وضجيج وصرخ بأعلى صوته: قولوا!! ما الذى يحدث لنا؟ ما الذى يحدث؟ فجاوبه الصمت». وتعد القصة الأخيرة «الجارة» هى الأروع والأكمل مقارنة بالأخريات، سواء فى نزعتها الإنسانية وصفائها اللغوى، أو فى معمارها القصصى المتين. وبها يحافظ «طاهر» على رومانسية أدبه وعلى الانتصار لروح الشرق وقيمه. فالقصة تحكى عن أرملة، فارقها زوج كان يحب الحياة، وأودع فيها نصيحة غالية وعتها وتمثلتها وتماهت معها، تقول ببساطة: لنعِش سعداء بقدر ما نستطيع. وهنا تقول: «أنا لا أبكى حين أذكر زوجى. هو علمنى ألا أذكره بالحزن، بل بالفرح». وهذه الأرملة الفرنسية العجوز، التى تركها الابن وذهب مع زوجته، كانت تمثل قدوة بالنسبة لبطل القصة، الشرقى المتزوج من أوروبية، وذلك فى سعيه إلى السعادة والتفاؤل والعيش ببال رخى. فها هو يقول لها حين أصيبت بإغماءة عارضة: «لا! لا تخذلينى يا جارتى الشجاعة! أنا ألتمس من شجاعتك الأمل الذى ضاع مع عمر انقضى دون معنى ولا فرح، فلا تتركينى وحيدا، هيا! عيشى ألف عام كما وعدت زوجك». ثم يقول لها فى معرض رده على اقتراحات بإرسالها إلى المستشفى أو بيت المسنين، جملة فارقة، انتهت بها القصة: «بل ابقى معنا أرجوك. ابقى معنا دائما، فأنا أيضا أريد أن أعيش ألف عام». إن هذه المجموعة لا تشق فى شكلها ومضمونها طريقا جديدا ولا مغايرا فى مشروع بهاء طاهر الأدبى، ولا توسع حيزه إلا على مستوى الكم، لكنها تقدم برهانا ناصعا على أن هذا الأديب العربى الكبير لا يزال وفيا للقصة القصيرة فى زمن الرواية. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طواويس بهاء طاهر 22 طواويس بهاء طاهر 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon