توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدستور ونظام الحكم (4 - 4)

  مصر اليوم -

الدستور ونظام الحكم 4  4

عمار علي حسن

ثالثا: الحالة المصرية الراهنة يتسع الجدل يوما إثر يوم فى المجتمع المصرى، حول نظام الحكم المنتظر. فهناك من يروق له النظام البرلمانى ويعتبره أنه سيعطى حيوية للحياة السياسية، وسيفتح الباب أمام مزيد من المشاركة الشعبية، وسيقضى على ظاهرة «الزعيم الأوحد» التى جلبت وبالاً على مصر. وهناك من يجيل بصره فى المشكلات والأزمات والمعضلات المطروحة حاليا ويرى أن الأفضل هو نظام رئاسى، يأتى بشخص قوى لديه صلاحيات تمكنه من إدارة الأمور، بما يقود إلى التغلب على هذه المشكلات، ويفتح الآفاق أمام بناء نظام سياسى جديد. ويخشى هؤلاء من أن النظام البرلمانى قد يؤدى إلى مزيد من الاستقطاب والتشرذم، ويمكن أن يلقى بالبلاد فى ذمة التيار السياسى ذى الخلفية الدينية، الذى قد يتخذ من الإجراءات ويسن من القوانين ما يجهض به الديمقراطية الوليدة. فى حقيقة الأمر علينا ابتداء أن نفرق بين «النظام الرئاسى» و«الرئاسية» التى تعد تشويها منظما ومقصودا للنظام الرئاسى المعروف فى نظر البعض، بينما يراه آخرون نظاما متمايزا ينزع فيه رئيس الدولة دوما إلى تركيز السلطات والصلاحيات فى يده، على حساب المجالس التشريعية والتنفيذية، وأحيانا على حساب الدستور والقوانين. ويختلف النظام الرئاسى عن البرلمانى فى روحه وقواعده، وميزته الأساسية هى التوفيق بين المبدأ الديمقراطى الذى يلعب دورا فى انتخاب السلطتين التنفيذية والتشريعية وبين واقع الحكم الشخصى، الذى يتطلب قوة واستقرارا، حيث إن رئيس الجمهورية، المنتخب من الشعب بطريقة مباشرة، يتمتع بصلاحيات عظيمة، تجعل من حكمه حكما شخصيا نافذا، لا يخضع إلا لأحكام الدستور طيلة مدة ولايته. لكن النظام الرئاسى لم يفلح بشكل واضح وكبير سوى فى الولايات المتحدة الأمريكية. والمشكلة فى النظام المصرى السابق، أنه كان مفرطا فى «الرئاسية»، لدرجة أن صلاحيات مبارك كانت تفوق تلك التى امتلكها الأباطرة فى العصور الغابرة، إذ انطوى الدستور على ما يربو على ثلاثين مادة، كان تعطيه سلطات مفرطة وفارقة، بما جعله محور الحياة السياسية كلها، وجعل الباحثين ينظرون إلى النظام السياسى المصرى على أنه هرم مقلوب يقف على رأسه، وهو رئيس الدولة. المشكلة أيضاً أن الذى كان مطروحا على المصريين دوما ليس «مشروعا رئاسيا»، إنما مجرد «رئيس»، فالأول يعنى أن يقدم المرشح للرئاسة نفسه من خلال فريق عمل وبرنامج شامل، أما الثانى فيسعى إلى إعادة إنتاج «الزعيم»، وهى مسألة لا بد أن يتجاوزها المصريون تماما، ويلقوها فى سلة مهملات التاريخ. ولو افترضنا أن النظام الرئاسى هو الخيار الأرجح لدى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقوى سياسية أخرى، فإن من الضرورى أن تكون صلاحيات الرئيس فى الدستور القادم مناسبة ومعقولة، وليست مفرطة تجعله شبه إله، كما كان الحال فى دستور 1971، الذى أسقطته ثورة يناير، وليس حتى كتلك التى وردت بدستور 2012 الذى أسقطته ثورة 30 يونيو. وتكون صلاحيات تجعل من رئيس الجمهورية «موظفا كبيرا» يعمل مع الناس ولا يعمل عليهم. إن العبرة ليست بنوع النظام بقدر ما تتعلق بالبنية الديمقراطية، التى تضمن استقلال المجتمع وفاعلية المؤسسات الوسيطة، من نقابات واتحادات وروابط وهيئات وقوى أهلية ومدنية، فهذه تشكل رافعة للديمقراطية فى مطلعها، ثم تبنى جدارا قويا تستند إليه، أو قاعدة راسخة تقف عليها، وتحميها وتمنع من يريد التغول عليها، رئيسا كان أم برلمانا. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدستور ونظام الحكم 4  4 الدستور ونظام الحكم 4  4



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon