توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يسرى فودة

  مصر اليوم -

يسرى فودة

عمار علي حسن

حين يغيب يخسر «الصندوق السحرى»، الذى يسكب فى عيوننا الصور وفى آذاننا الكلمات، كثيرا. وحين يعود يخطف الأسماع والأبصار من كل الذين يجاورونه أو ينافسونه على عقل الناس وأفئدتهم. يجلس فى استقامة تمنحها إياه ثقته فى نفسه وعوده الرشيق ثم يميل قليلا ليقول كل شىء مفيد، ويعطى دروسا فى إتقان العمل وآداب الحوار. اليوم يعود، يطل من الشاشة الزرقاء قديما جديدا، قابضا على المعنى الذى لا يضيع أبدا بين أصابعه، وناظرا إلى الأمام فى بساطة آسرة. ينطلق بصوت خفيض هادر، ليبين لنا كيف يمكن أن يقتل الهدوء الصخب، وكيف يمكن أن يجرح خيط الحرير، وكيف يمكن للنسيم العليل أن يكنس أمامه كل هذا الركام البغيض، وكيف تكون الحروف أمانة، وكيف أن المرء مخبوء دوما تحت لسانه. اليوم، تعود شاشة من شاشاتنا الزاعقة لترفع شعار «الحقيقة ثورية بطبعها»، لكن لأن الوصول إليها صعب، يحتاج إلى جهد وصبر ودأب ومثابرة وجد وكد، يهرب الكثيرون من المضى نحوها، ويستعيضون عن هذا بالخطابة الركيكة والصراخ الأجوف والوقوف والقعود على الفراغ. وحده هو، وقلة معه، يطلقون الهمس ليهزم الضجيج بالضربة القاضية. هسيس أو هديل أو رفيف أو حفيف رهيف، لكنه مسلح بسلطان المعرفة وقوة الإخلاص وكرامات الباحثين عن الحقيقة، فيهز أركان الخرس ويسقط أمامه الصمت وتهتز كراسى الغصب والجبروت والطغيان. اليوم نجلس فى المساء ننتظر الأسمر الممشوق الذى يخرج بهدوء من شباب العمر، ليدخل فى شباب الروح، حين يقول لنا بصوته المميز: «السلام عليكم» أو «أسعد الله مساءكم» ثم يطلق عبارته الأولى التى نسجها فى عناية فائقة، ليضعها لافتة على باب يومنا، وعنوانا عريضا على فصل جديد من كفاحنا الذى يتواصل بلا هوادة ضد القبح والظلام والعفن. حين يسألنى الناس فى الأماكن التى أذهب إليها وهى كثيرة: هل يمكن أن يكون لدينا إعلام جيد؟ أرفع إصبعى وأشير إلى قمح وجهه المثلثى وأشرع فى حصد السنابل، وأضعها أمامهم عفية قوية، فيضعون أياديهم عليها مباركين الخير والصدق والاحتراف. وحين يقوم أحدهم زاعقا ويسحب العتمة وراءه وينثرها على الرؤوس قائلا: الإعلام الفاسد لا بد أن يخرس إلى الأبد. أبتسم فى هدوء وأستدعى كل حروفه، وأرتب إلى جانبها حروف الذين معه، وأرد فى ثقة: واقعكم قبيح ولن تكون صوركم جميلة، ثم أذكر اسمه فيلتزم المتقولون الصمت، ويتوهون فى شرود الخزى والخزيان، ويقفون لينفضوا عن رؤوسهم بعض ما يثقلها من ادعاء. يذهب عنا، لظروف خارجة عن إرادته، فنستوحشه، ونعد الأيام منتظرين رجوعه؛ لأننا أمامه ومعه، نضع الحرف على الحرف، والكلمة على الكلمة، فنتقدم خطوة فى طريق مستقيم نحو الحقيقة، حين ينجلى الغامض، ويكتمل الناقص، ويُختصر المسهب، ويُفسر المستغلق على الأفهام، ويُنتقد السائد، ويتحرك الراكد، ونقترب من إبداع الجديد، لنمضى على الدرب السليم. اليوم يعود يسرى فودة، فتعانق عيوننا وجهه، وتنصت آذاننا إلى حروفه المعتدة بنفسها، ونقول له عن طيب خاطر: لا أسكت الله لك صوتا أبدا أيها المحترم الجميل . نقلاً عن جريدة "الوطن" .

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسرى فودة يسرى فودة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon