توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المراهنون على "السيسى"

  مصر اليوم -

المراهنون على السيسى

عمار علي حسن

    أسعدنى ما قاله الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، من أن الجيش سيظل بعيداً عن «الصراعات السياسية»، وأتمنى أن يقلع الذين يستدعون جيشنا ليخوض المعركة السياسية بدلاً منهم عن هذا المسلك الذى ينطوى على ضحالة وتسرع، ولا يخلو من انتهازية وعلى أقصى تقدير لا يزيد على كونه قفزة فى الفراغ أو إعادة الأمور إلى المربع صفر. وأغلب من يسيرون فى هذا الطريق هم من بين الذين لم يؤمنوا بالشعب يوماً، ولم يعتقدوا فى أى لحظة أن المصريين يمكن أن ينتفضوا ويسقطوا مشروع التوريث، بل تعاملوا مع جمال مبارك باعتباره قدراً قادماً لا محالة، ورتبوا أحوالهم وأوضاعهم ومصالحهم على هذا، ومن عارض منهم خفض سقف معارضته ليطارد وزيراً لا حول له ولا قوة أو رئيس شركة ينتظر إلى جانب هاتفه الأوامر التى ستسقط فوق رأسه. قبل الثورة كنت من الذين يكتبون ويقولون دوماً: «إن الشعب هو الطرف الغائب فى المعادلة فإن حضر تغير كل شىء»، وبعض هؤلاء كان يسخرون من التعويل على الشعب ويعتبرونه أضغاث أحلام أو وهماً عريضاً. وبينما كان هناك من يحرض الناس على التمرد والثورة، كان هناك من يطلب الجيش، ويجعل أقصى طموح له هو أن يعين «مبارك» نائباً له من المؤسسة العسكرية. مثل هؤلاء وبعد أن لعبوا دوراً كبيراً فى تفريغ الثورة من مضمونها، وتساوقوا مع تدابير «طنطاوى» و«عنان» التى انتهت إلى تسليم مصر إلى تنظيم سرى، عادوا من جديد ليصرخوا: «أنقذنا يا سيسى». دون أن يسألوا «السيسى» نفسه عن التقارير التى قدمها إلى المشير طنطاوى بما جعله يسير فى هذا المنعرج البائس، ودون أن يستفسروا منه عن مدى إيمانه بالثورة ومطالبها وشبابها أصلاً، أو يسألوا كل ضباط الجيش عما فعلوه ليوقفوا الفساد الهائل الذى طال كل شىء أيام «مبارك» ووضع الدولة على شفا الانهيار بما جعل الخيار المطروح «أنا أو الفوضى». أيها السادة: «السيسى» يقول لكم: لا يضيرنى أن أتذلل للشعب، وأن أتنازل لأهلى. وأنتم تقولون له: الشعب عاجز فلتنتشله من الحفرة العميقة المظلمة التى سقط فيها. والحقيقة هى أنكم أنتم العاجزون. كنتم كذلك أيام «مبارك»، وركب بعضكم موجة الثورة، وها أنتم تعودون إلى لعب الأدوار التى تجيدونها، وترضون بالفتات المتاح، بعد أن ارتخت مناشيركم وانكسرت مناقيركم، وملأ الرعب قلوبكم من تنظيم بائس مفلس، وانطلت عليكم دعايته المزيفة وفزاعته الجوفاء بأنه قادر على أن يحول مصر إلى «بركة من دم» وأن بوسعه التحكم فى كل شىء، وأنه يعدّ عليكم أنفاسكم، وسيسوقكم إلى موارد الهلاك والفناء. أيها العاجزون. لِمَ لم تتعلموا من درس يناير العظيم؟ لِمَ لا تدركون حتى هذه اللحظة أن الشعب هو الذى أنقذ «السيسى» وزملاءه من «التوريث»؟ وأنه حين نزل فتح الباب أمام الجيش لينزل، وسمح لعجلة «المجلس العسكرى» السابق أن تدور، فجاء جريانها فى اتجاه انكسار الشعب، بعدم الإخلاص للثورة، وانتصار الجيش، بحصول المؤسسة العسكرية على امتيازات لم تحلم بها فى الدستور الجديد، كان من جلبها إليها هو الشعب، الذى هو سيد من يجلس الآن مشدوهاً فوق الكرسى الكبير، غير مصدق لنفسه، ومتنكراً للذين أخرجوه من الزنزانة وأوصلوه إلى قصر، لم يكن يحلم أن يرنو إليه من بعيد. إن القوام الرئيسى لجيشنا العظيم هو نحن، المجندون المدنيون، ولا أذيع سراً حين أقول إننى لا أزال على قوة الاحتياط حتى الآن، بعد أن خدمت بلدى كضابط احتياط وقائد سرية مدفعية مضادة للطيران ومثلى الملايين، ضباط وجنود، فالجيش ملك الشعب، والشعب هو الأساس وهو الأكبر والأعلى والأعرض، وهو الذى سيحضر عما قريب ويغير المعادلة، ولن يسمح لأحد هذه المرة بأن يفرغ الطاقة الغضبية الإيجابية من مضمونها، ولن يترك الثعالب الصغيرة تفسد الكروم. ووقتها لن يكون أمام «السيسى» وزملائه سوى أن يقفوا انتباهاً من حديد، ويؤدوا التحية للشعب، ويتعلموا منه مرة أخرى. فلننفخ فى أوصال الناس، ولنرفع عنهم الكسل والخور والاتكال على الغير، ولنقُل لهم بملء الأفواه: لن يحك أجسادكم سوى أظفاركم، ولن يستعيد الثورة المخطوفة غيركم، سواء نزلتم إلى الميادين لتدقوا الهواء بقبضاتكم الصارمة من جديد، أو حاربتم أمام لجان الانتخابات لتسقطوا الزيف وتقيموا الحقيقة، لتدوسوا الظلم وترفعوا راية العدل، لتقتلوا الاستبداد والاستعباد وترفعوا هاماتكم لتشم نسيم الحرية، ولتقبروا العوز والمسكنة والمذلة وتنالوا حقوقكم المؤجلة والمهضومة، ومقدراتكم التى سرقتها الأسرة ويخطفها الآن التنظيم السرى. نقلاً عن جريدة "الوطن"  

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراهنون على السيسى المراهنون على السيسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon