توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراء «شجرة العابد»

  مصر اليوم -

قراء «شجرة العابد»

عمار علي حسن

هل يتعلم الكاتب من القراء؟ الإجابة: نعم. هكذا فى صراحة ووضوح وبلا مواربة. وهذا الرد ليس على سبيل المجاملة، أو اتكاء على النظريات النقدية التى تسمى «الاتجاه إلى القارئ» والتى تعتبر أن القارئ ينتج نصا جديدا على ضفاف النص الذى يطالعه، إنما هو عن تجربة، عشتها مرات عديدة، آخرها قبل أيام حين التقيت مجموعة موسعة من قارئات الأدب وأدرت معهن حوارا مطولا حول روايتى الأخيرة «شجرة العابد» التى صدرت الطبعة الثانية منها مؤخرا. فى اللقاء حكت القارئات الفضليات رفيعات المستوى عن تجربتهن مع الرواية، سواء من حيث تذوق اللغة وشاعريتها، والصور التى تنتمى إلى عالم «الواقعية السحرية» أو من حيث الروح الصوفية السائدة فى ثناياها، أو البناء الدائرى لها، حيت تلتقى البداية بالنهاية. وقد أتى هذا فى إطار تقليد تقيمه «دار الشروق» تحت شعار «Book club» تشرف عليه الأستاذة نادية أبوالعلا، حيث تجمع الكاتب بقرائه لمناقشة مؤلف له، وتوقيعه، وقد أتيح لى أن أجيب على الأسئلة العديدة التى وجهت لى حول ظروف كتابة الرواية ولغتها والصور الجمالية فيها والمعانى التى تنطوى عليها، وعلاقتها بأعمالى الأدبية التى سبقتها. وأسئلة كذلك عن أعمالى العلمية فى مجال التصوف والنقد الأدبى والاجتماع السياسى. وقد استفدت كثيرا من هذه الآراء، التى تثبت أن كل قارئ قد يضىء جوانب معتمة فى النص ربما لا ترد إلى ذهن المؤلف نفسه، وأيقنت أن التواصل بين الكاتب والقراء تجربة مفيدة له أكثر من إفادتها لهم. وما يسعد أى كاتب أن يجد صدى لما يخطه بنانه، وتزداد السعادة إن كان الصدى قادما من أناس لا تربطه بهم أى علاقة مباشرة، وتتضاعف أكثر حين لا يكتفى هؤلاء بالتعبير عن امتنانهم أو استفادتهم مما قرأوا أو طالعوا. لكن السعادة تتضاعف إن وجد لدى القراء وعيا عميقا، وبصيرة نافذة، استخلصت معانى وصور وخيالات من كتابه، ربما لم تخطر له على بال، وقد وجدت هذا فى ندوات عديدة أقمتها حول كتبى سواء فى القاهرة أو ببعض المدن والقرى المصرية. إن هذه الرواية قد حظيت باهتمام لافت منذ صدورها، فها هى الباحثة الجزائرية كريمة بوكرش تعد رسالة دكتوراه حولها تحت عنوان «الخطاب الصوفى فى الرواية العربية.. شجرة العابد نموذجا» فيما شرع الباحث الإيرانى كاوة خضرى فى خطوات تسجيل أطروحة للماجستير عن الواقعية السحرية فى الرواية ذاتها بقسم اللغة العربية فى جامعة طهران. وقبلهما أشاد بها نقاد كبار فوصفها الدكتور صلاح فضل أستاذ الأدب العربى بجامعة عين شمس بأنها «تقدم نموذجاً متفرداً فى الرواية العربية، يضاهى أدب أمريكا اللاتينية فى واقعيته السحرية، لكنه فى الحقيقة يناظره من دون أن يأخذ عنه». كما قال عنها الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة «إنها تخفى وراءها جهدا كبيرا مبذولا، وذائقة مدربة، صقلها الاطلاع على موروث طويل لا سيما عالم التصوف الرحب». فيما اعتبر الدكتور السعيد الورقى أستاذ الأدب العربى بجامعة الإسكندرية أن الرواية «تمثل سحر السرد العجائبى، الذى ينهل من الصوفية، ويبحث عن مصير الإنسان، وحالات الوجود، وسحر الشرق». من جانبه قال الدكتور يسرى عبدالله مدرس الأدب العربى بجامعة حلوان إن الرواية «تمزج الفانتازى بالحقيقى، وتعتمد لغة شاعرية، وتنطوى على العديد من القيم الإنسانية الخالدة» كما يقول الناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل: «تتعدد مستويات البناء فى هذه الرواية وهو أمر يتوازى مع تعدد دلالاتها وأجوائها الواقعية والأسطورية» فيما قال عنها الروائى علاء الأسوانى «استمتعت بقراءة رواية عذبة وملحمية، تثبت أن خلفها أديبا يمتلك قدرة كبيرة على خلق عالم مواز». هذه الدراسات والأعمال النقدية أسعدتنى من دون شك، لكن سعادتى تضاعفت كثيرا من آراء قراء وقارئات سواء فى تعليقات على صفحتى فى «فيس بوك» أو تحت الأخبار التى تنشرها المواقع الإلكترونية عن الرواية أو اللقاءات المباشرة معهم فى ندوات أدبية. والأمر فى الحقيقة لا يقف عند حد السعادة والفرح، بل يتعداه عندى إلى الاستفادة والتعلم، لأننا فى النهاية لا نكتب لأنفسنا، إنما نكتب للناس، ويجب أن ننصت ونصيخ السمع إلى ما يقولونه حول ما تخطه أقلامنا، وندرك أننا بحاجة إليهم بقدر ما هم بحاجة إلينا. نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراء «شجرة العابد» قراء «شجرة العابد»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon