توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غاندى وجيفارا.. . نموذجان ثوريان (1- 6)

  مصر اليوم -

غاندى وجيفارا  نموذجان ثوريان 1 6

عمار علي حسن

الحنجرة والرصاصة، أو العصيان المدنى وحرب العصابات.. نموذجان ثوريان عرفهما العالم، دارا كلية حول الكلمة والبندقية، أو المهاتما غاندى وتشى جيفارا. وهنا فى سلسلة مقالات سنعرف ملامح هذين المسارين. وسنبدأ بقديس المقاومة السلمية، غاندى.. رسم الزعيم الهندى الخالد غاندى (1869-1948) ملامح فلسفته ومعالمها وحدد لها مقاصدها وأساليبها، مستفيدا مما قرأه من أعمال لمفكرين إنسانيين من أمثال تولستوى وثوربو وإمرسون وراسكين وغيرهم. وقد انطلق غاندى فى طريقته هذه المعروفة باسم الساتياجراها Satigraha من أن أى عنف لا يلغى الظلم، فالعنف يؤدى دوما إلى الاستغلال والطغيان، وأن النضال من أجل الحقيقة لا بد أن يلازمه الحب، وأن الغاية الطيبة لا يمكن الوصول إليها بوسائل شريرة، إنما بإفناء الروح ضد إرادة الجور والاستبداد، ومكابدة المعاناة الذاتية لتحقيق أقصى درجة من الشجاعة والتحرر من الخوف، والتعامل بندية ظاهرة مع الخصم، وتحويل الصراع إلى «توتر خلاق» يساعد فى تدمير السلطة الباطشة أو المحتلة واستبدالها بأخرى وطنية. وتنفيذا لفلسفته أو فكرته هذه دعا غاندى الهنود إلى رفض إطاعة قوانين معينة مع ممارسة سلوك مغاير من دون الانزلاق إلى أى عنف. وقد لجأ غاندى إلى هذه الطريقة أثناء إقامته فى جنوب أفريقيا، للاحتجاج على أوضاع العمال الآسيويين هناك، ونقل التجربة إلى الهند فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، واستخدمها فى تعبئة الناس للاعتراض على ضريبة الملح المغالى فيها، ثم توظيفها فى رفض الاحتلال البريطانى برمته. وتقوم هذه الطريقة أيضاً على عدم التعاون مع الاحتلال، والامتناع عن تزويد سلطاته بأى مدد يضخ فى أوصاله قوة دائمة تساعده على الاستمرار، سواء كان هذا المدد رجالا أم مالا، لذا طلب من الموظفين الهنود ألا يعملوا، وطلب من نواب المجالس المحلية أن يقدموا استقالاتهم، وأن يخرجوا أولادهم من المدارس والجامعات التى تديرها الحكومة، ويساهموا فى إقامة مدارس وطنية بديلة تقوم على التطوع. كما قامت هذه الطريقة على مقاطعة المحاكم البريطانية وإقامة محاكم وطنية بدلا منها، ومقاطعة البضائع الأجنبية، والاعتماد على المنتجات المحلية مهما كانت بسيطة، والصوم عن الطعام. وامتدت هذه الطريقة المبتكرة فى العصيان السياسى إلى جلوس الهنود على قارعة الطريق لإعاقة مرور المحتلين، أو خارج المكاتب الحكومية فى حالة اعتصام مزمن، فإذا قامت الشرطة باعتقالهم ذهبوا معها طائعين إلى السجون، وهم يبدون لها قدرا هائلا من اللامبالاة والتجاسر. ويبلغ الأمر مداه مع إقامة دروع بشرية ضخمة من الرجال والنساء والأطفال لمواجهة الغزو الخارجى. فغاندى رأى فى احتشاد الناس العزل على الحدود لصد القوات الغازية طريقة مثلى فى هزيمة المعتدين، إذ إنهم لو كانوا مستعدين فى البداية للسير بدباباتهم ومدافعهم وعرباتهم المصفحة فوق أجساد الملايين فإنه ليس بوسعهم أن يستمروا فى أسلوبهم الدموى هذا إلى النهاية. وكما يقول غاندى: «لو ظهر نيرون جديد فإن جوانحه لن تخلو من قلب لا بد أن يتأثر بقتل وجرح هذه الطوابير البشرية اللانهائية التى لا تفعل سوى الاحتجاج السلمى، فقد يقتل إنسان إنسانا فى ميدان المعركة، لأن شأن الحرب هكذا، إما قاتل أو مقتول، لكن ليس بوسع أحد أن يستمر فى قتل من لا يتوقع منه أن يقتله، وإذا حدث أن ارتكب جيش هذا العمل الفظيع، فلن يقدر على أن يكرره مرة أخرى». وقد عرض غاندى إقامة هذا الدرع البشرى الضخم عام 1931 أثناء محادثات له فى سويسرا، ونصح بلاد الحبشة بأن تفعل هذا حين اجتاحها الجيش الإيطالى عام 1935، وطلب الأمر نفسه من اليهود فى مواجهة أدولف هتلر عام 1938. وفى العام نفسه قدم النصيحة ذاتها إلى الصينيين فى مواجهة اليابانيين، وإلى التشيك والبولنديين فى التصدى للألمان. (نكمل غدا إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاندى وجيفارا  نموذجان ثوريان 1 6 غاندى وجيفارا  نموذجان ثوريان 1 6



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon