توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وطـن

  مصر اليوم -

وطـن

عمار علي حسن

فى باكورة الشباب وذات صباح ندىّ عاهدت الوطن أن أحرره من قيد الغاصبين، وأنفخ فى أوصاله من مخزون ولائى فيشتد عوده. تراءت أمامى وقتها صور لفلاحى الغيطان تحت لهيب الهجير، عمال المصانع بين أحضان التروس، عيون المثقفين التى أكلها الورق وأجهدها الانتظار، الشبان المأخوذين من صحون المساجد، وفصول المدارس، إلى غياهب السجون، نساء البيوت الحبيسات داخل جدران غشم الأزواج و... و... راح الشباب يتداعى وجاء خريف المشيب بانكساره وتهالكه، فلاح الموت فى الأفق. ذات صباح كنت أسير فى الميدان الفسيح المطل على المقاهى التى شهدت ساعات غضبنا، نظرت هناك وهنا.. عشرون شرطياً يقذفون أمامهم شاباً نحيلاً، الباعة الجائلون يهربون بعرباتهم الصغيرة وأقفاصهم إلى جوف الأزقة ويتنادون فزعاً من «البلدية»، امرأة متشحة بالسواد والعفاف تسأل الناس على قارعة الطريق، فلاح ملفوف فى جلباب ممزق يسرع الخطى باتجاه محطة القطار، أبراج تعانق الفضاء على أول الميدان وتجثو فى آخره على بنايات متداعية، تتلاقى جدرانها على أجساد أوجعها الكدح ونفوس مزقتها المفارقة. لمحت عينى فتى يافعاً قادماً من الشارع الجانبى يهرول نحو قلب الميدان، فى يده كتاب، وشعره يهفهف فى النسمات التى وهبتها السماء للناس. كنت ذاهباً إلى الشارع الذى هلَّ منه، التقينا عند أول نقطة فى جانب الميدان، رحت أتابعه وهو يغوص فى الزحام مخلفاً وراءه جملته المخنوقة بالدمع: ـــ غداً سنحررك يا وطن. *** هذه أقصوصة كتبتها عام 1994، ونشرت بعد أربع سنوات من هذا التاريخ ضمن مجموعتى التى أخذت عنوان «عرب العطيات» وأصدرتها الهيئة العامة لقصور الثقافة فى سلسلة «إبداعات». هنا يوجد شباب وغضب وميدان، تفاعلوا معاً بعد هذا بسبعة عشر عاما، ثم جاء من يسرق جهدهم، ويحاول أن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء، لكنهم يخرجون الآن، وسيخرجون من جديد، ليقولوا بملء أفواههم وبكامل سواعدهم الفتية: - غداً سنحررك يا وطن. نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطـن وطـن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon