توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجرة الثورة (2)

  مصر اليوم -

شجرة الثورة 2

عمار علي حسن

خارج ميدان التحرير تناسلت شجرة الثورة أشجاراً، بعد أن ذاع صيتها. ففى نهاية السنة الميلادية امتلأت محلات الزهور بشجرة الثورة، ليشتريها الناس فى «الكريسماس» وتهافت الجميع عليها، كان طولها مترين ونصف المتر وعرضها متراً ومكونة من تسعة أدوار، ومزينة بأعلام مصر، وعليها تمثال صغير لبابا نويل مرحباً بالثورة، ولمبات تنيرها فى الليل، وإكسسوارات متعددة الأشكال والأحجام. مضى حاملوها مختبئين فى ظلالها، يتذكرون كلمات أصحاب محلات الزهور، الذين قالوا لهم: - إنها شجرة طبيعية معمرة، يمكن وضعها فى المنزل، وطولها يمكن أن يصل إلى ثلاثين متراً إذا تمت زراعتها زراعة جيدة. وفى الذكرى الأولى للثورة، غرس الشباب شتلات فى حدائق المدن، وأطلقوا على كل منها «شجرة الثورة»، وراحوا يرنون إليها من بعيد أو قريب، وينتظرون أن تفرد أشرعتها فى وجه الريح، وقالوا للعابرين حكايتها، حتى لا ينسى أى منهم تلك الأيام التى خرج فيها الملايين يدقون الهواء بأيديهم، ويهزون الشوارع بحناجرهم. جاءت الذكرى الثانية لتجد الشجرة قد كبرت، وأطلقت فروعها طيعة أمام مزيد من اللافتات، لافتة تتحدث عن الجنرال الكبير الذى وقع فى الفخ، وتطالب بمحاكمته، وتحتها يهمس البعض بأن هناك مقبرة جماعية دفنوا فيها ثواراً بعد قتلهم فى ميدان التحرير وفى الشوارع الخلفية، وأهلهم ينتظرون رجوعهم، والصحف تصفهم بـ«المفقودين»، لافتة أخرى تهجو المتأخونين، وتقابلها هناك على حائط السنترال صورة لعضو قديم فى الحزب الوطنى «المنحل» بعد أن أطلق لحيته، ثالثة مكتوب عليها بخط صغير العبارة التى قالها أحد شباب الثورة ذات يوم: «حين نفكر برهة فى أن الأرض التى نحيا عليها مجرد رغيف خبز يطير فى الهواء، هكذا نراها إن وقفنا فوق المريخ، وأنها لا تُرى بالعين المجردة إن أتيح لنا أن نقف فوق عطارد، وأنها مجرد كوكب فى مجموعة شمسية هى واحدة من عدة مجموعات فى المجرة، التى هى واحدة من عدة مجرات فى الكون الفسيح، سنتواضع ونرضى، ونحتقر الطغاة والمتجبرين وندوسهم بأقدامنا لغرورهم، ويذهب عنا الهم والحزن». وجلس الشباب تحت اللافتات، وغاصوا فى حديث طويل حول ما جرى. نظرت البنت إلى وجه الولد فوجدته راقداً تحت ركام من الغضب والحزن، اقتربت منه وقالت له: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ومن أوصلنا إلى ما نحن فيه الطاغية التابع المطيع الذى أمسك بالمقود، ونظر إلى ما فعله الشعب باعتباره مجرد غضبة، والمقدمات الخاطئة تؤدى إلى نتائج خاطئة، لكن هذه ليست نهاية الطريق، سنجمع أشتاتنا، ونقوم من جديد، وفى المرة المقبلة، علينا أن نتجنب الدهاليز المظلمة التى انزلقت إليها أقدامنا فضاع منا الطريق». وفى مدينة تبعد عن ميدان التحرير بألف كيلومتر كاملة، نظر شاب إلى شجرة الثورة التى غرسوها فى حديقة وسيعة، ومصمص شفتيه، وتنهد بحرقة، حتى اهتزت أوراقها من لفح الهواء الساخن، ثم قال: - تتساقط أوراق الشجرة تباعاً وكأن الخريف قد أتى مبكراً تسوق ريحه الغابرة عصا الخيانة والغدر والشقاق. لكن آخر وقف فى ميدان التحرير ونظر طويلاً إلى الفروع الملفوفة فى الحروف بينما شتاء الغضب يرمى صقيعه على البيوت فلتهب الحناجر وترتفع الأيدى لتدق الهواء من جديد، وقال: - تسقط ورقة من شجرة الثورة فتنمو أوراق، يسقط شهيد تحتها فيصير كتيبة من المناضلين، يسقط حلم عابر فتنبت آمال مجنحة، يختطف المستبدون ميداناً فتولد ميادين. نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة الثورة 2 شجرة الثورة 2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon