توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خداع الإخوان للسلفيين

  مصر اليوم -

خداع الإخوان للسلفيين

مصر اليوم

  لأنهم حديثو عهد بممارسة السياسة يلدغ السلفيون للمرة الثالثة من جحر الإخوان، تارة لقلة الخبرة وطوراً لطمع بعض شيوخهم الذين يبحثون عن الدفء فى حضن السلطة الجديدة، ويجهزون أنفسهم ليقولوا للناس: لا يجوز الخروج على ولى الأمر، ثم يكون لهم ما أرادوا. ومن سيدفع الثمن هم شباب السلفيين ورجالهم البسطاء، الباحثون عن الالتزام والإخلاص فى خدمة ما يعتقدون أنه الطريق المستقيم، أو الوجهة الصحيحة الأصيلة والأصولية للإسلام، بما جعلهم فى النهاية، ورغم أى اختلاف معهم، صرحاء واضحين، وتلك مزيتهم. المرة الأولى كانت أيام الانتخابات البرلمانية حين كان تابعو الجماعة يوجهون الناخبين ليصوتوا فى خانتها على حساب السلفيين. أتذكر وقتها ذلك الرجل البسيط الذى قال أمام إحدى اللجان فى حى محرم بك بالإسكندرية: «جئت لأنتخب الناس اللى مع الشيخ محمد حسان»، وهنا انبرى له شاب إخوانى، ورفع فى عينيه لافتة مرسوم عليها ميزان ضخم وقال له كاذباً: أحباب الشيخ حسان رمز الميزان يا حج، مع أن الرجل كان يقصد رمز الفانوس بالطبع. تكرر الأمر فى كافة اللجان على مستوى الجمهورية، وكان أنصار الجماعة فزعين من تلك القوة الجديدة الضاربة التى تهز عرش توظيفهم للدين فى مجال السياسة، وتزاحمهم على اصطياد الناس من عواطفهم ومشاعرهم الطيبة النازعة إلى الإيمان بالله، كى تترجم إلى أصوات فى صناديق الانتخابات. وفى اليوم التالى صرخ مرشحون سلفيون فى ألم مما يجرى لهم من خداع، وسجلت الصحف هذه الصرخات فى سطور جلية، أدعوهم لمعاودة قراءتها الآن. وقبيل الانتخابات الرئاسية ذهب المهندس خيرت الشاطر وفى يده الدكتور محمد مرسى ليقدمه إلى شيوخ السلفيين، وعاد ومعه عهود ووعود بعد أن أجاب مرسى شفاهة على السؤال المصيرى بالنسبة لهم: متى وكيف ستطبق شرع الله؟ إلى جانب إغراءات بالحصول على مكاسب سياسية، عبارة عن مواقع ومناصب فى قمة الجهاز الإدارى للدولة. ولما فاز مرسى لم يربح السلفيون إلا مواقع صغيرة، لا تتناسب مع الوعود التى سمعوها ولا حجم وجودهم السياسى ولا قدر العشم فى الإخوان، ومن وضع منهم فى الجانب العلوى من اللوحة، مثل عماد عبدالغفور وباسم الزرقا، وجدوا أنفسهم بلا عمل حقيقى، إنما مجرد أسماء وظائف بلا مضمون، فلا الرئيس يطلب منهما مساعدة ولا استشارة، ولا المجتمع ينظر إليهما باعتبارهما يشكلان أى رقم فى معادلة صنع القرار. ولأن الإخوان يراهنون على أن «آفة حارتنا النسيان» فقد عادوا اليوم ليدعوا السلفيين كى يصطفوا إلى جانبهم فى مواجهة المعارضة التى ضبطت مرسى متلبساً بالتنكر لكل شىء وراغباً فى الجموح والجنوح إلى الاستبداد، وحتى يغازلوهم من جديد سموا استعراض القوة الذى مارسوه عند جامعة القاهرة وحديقة الحيوانات بـ«الشريعة والشرعية»، بعد أن جلس الشاطر، الذى لا حيثية رسمية له فى الدولة، مع شيوخهم ووعدهم بمناصب وزارية وفى حركة المحافظين ومجالس المدن، فصدقوه وأمّنوا على كلامه، وذهبوا حاشدين أتباعهم ليدافعوا باسم «الشريعة» عن رئيس جعل نفسه معصوماً، مع أن الشرع لا يقر ذلك أبداً. لقد سألت واحداً من كبار شيوخ السلفية قبل شهرين تقريباً من انتخابات مجلس الشعب الفائتة: لماذا تصرون على الدخول إلى غمار السياسة بما فيها من تلاعب وخداع وأكاذيب، على حساب دوركم الحقيقى فى ترسيخ العقيدة وامتلاء الأرواح وسمو الأخلاق والنفع العام وهو ما يحتاجه مجتمعنا الآن؟ فابتسم وأجابنى: حتى لا نترك الساحة بكاملها للإخوان فيزيحوننا من مجال الدعوة. اليوم هو نفسه يسعى بيده إلى أن ينزاح عن الدعوة بعد أن يتمكن الإخوان، ولا يكونون بحاجة إليه، وسيجد عما قريب أن مجرد وجود نص فى الدستور حول «صيغة الشريعة» التى طالب بها السلفيون لا يعنى أن الإخوان معنيون بالتفاصيل التى تسكن رأسه، وسيذوقون طعم المراوغات الذى ذاقته كل القوى الوطنية منذ أن دخل الإخوان مجال السياسة فى ثلاثينات القرن المنصرم. هكذا فعل الإخوان مع كل من تحالف معهم، أكلوه بمجرد الوصول إلى هدفهم، فهذه عقيدتهم السياسية التى لا يعرفها السلفيون جيداً، فدعهم يجربوا من جديد، لعلهم ينتبهون جيداً حين تلسعهم اللدغة الثالثة.   نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خداع الإخوان للسلفيين خداع الإخوان للسلفيين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon