توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة وأيام الحجارة

  مصر اليوم -

غزة وأيام الحجارة

عمار علي حسن

تجلت عبقرية «الانتفاضة الفلسطينية الأولى»، التى اندلعت فى ديسمبر عام 1987، فى حفاظها على شكل «أفقى» للكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلى، والابتعاد عن التورط فى أى أشكال «رأسية» تصاعدية للقتال، تتيح لإسرائيل أن تزيد من حجم رد الفعل عدداً وعدة، وتستخدم آلتها العسكرية التقليدية على نطاق واسع ضد شعب أعزل. فقد اكتفت الانتفاضة بالحجر سلاحاً وحيداً فى معركتها، وهى تضع نصب عينيها تحقيق هدفين رئيسيين، الأول هو إرهاق الإسرائيليين، بما يجبرهم على الانسحاب من الأراضى المحتلة، ويقضى على أوهامهم بأن بقاءهم فى الضفة الغربية وقطاع غزة بات أمراً واقعاً، والثانى هو لفت انتباه العالم بشدة إلى معاناة شعب يرزح تحت نير احتلال باطش. وبالفعل تحقق هذان الهدفان، إذ لم يجد إسحق رابين بداً من الفرار من «مستنقع» غزة، ودفع العالم باتجاه «حل سلمى» بدأ باعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وانتهى بمؤتمر مدريد عام 1991، الذى مهد الطريق إلى اتفاقية أوسلو، والتى فرغتها إسرائيل تباعاً من مضمونها. أما «الانتفاضة الثانية»، التى اندلعت فى سبتمبر عام 2000، فقد خرجت عن الخط «الأفقى» للنضال، وأخذت طريقاً رأسياً، رداً على عدوان إسرائيلى تصاعدى، ربما لأن هذا العدوان كان أكثر استفزازاً وأفدح جرماً، أو لأن الشعب الفلسطينى بدأ يتصرف تحت «تخيل» وجود دولة فلسطينية، لها سلطة سياسية ومؤسسات وقوات أمنية مسلحة، بحوزتها بنادق آلية وذخيرة، ومن ثم فإن النزال هو بين جيشين، وليس بين جيش وأطفال مدججين بالأحجار، كما كانت الحال فى الانتفاضة الأولى. وقد استغلت إسرائيل هذا التخيل، الذى زكته بعض المواقف والتعليقات الحماسية من قبل رموز سياسية وحركية فلسطينية، فى حديث كاذب عن معركة حربية وعن وقف إطلاق نار، خاصة بعد العمليات الاستشهادية الفلسطينية فى العمق الإسرائيلى. ومع التفوق العسكرى الإسرائيلى، لم تنجح الانتفاضة الثانية فى تحقيق هدفها الأساسى، وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، أو على الأقل فى إجبار إسرائيل على أن تعترف بالحقوق الفلسطينية خلال مفاوضات مرحلة نهائية كان من المفترض أن تبدأ قبل اندلاع هذه الانتفاضة، بل إن التلكؤ الإسرائيلى فى بدء هذه المرحلة والمصادرة على قضاياها، وفر بيئة نفسية وسياسية لانطلاق الانتفاضة الثانية. وخرج الفلسطينيون وقتها من سباق «عض الأصابع» مع إسرائيل، وهم فى وضع أسوأ مما كان الحال عليه قبل سبتمبر 2000، لكنهم أضافوا إلى رصيد خبرتهم فى مواجهة إسرائيل الكثير، وبددوا حلماً يهودياً بأن إسرائيل وطن آمن، بما نشط من حركة النزوح منها، وأوقف حركة الهجرة إليها، وبرهنوا على أن بإمكانهم أن يمارسوا ردعاً من خلال عمليات فدائية، من الصعب وضعها تحت السيطرة، مهما بلغ الإحكام الأمنى أو وصلت القدرات العسكرية الإسرائيلية، وهى مسألة تفعلها الآن الصواريخ التى تطلق من غزة، التى قصفت تل أبيب نفسها. نعم كان الفلسطينيون دوماً مضطرين إلى هذا التصعيد لمواجهة عدو لا يعترف بقانون ولا تردعه مواقف إقليمية ودولية، ولا يرى سوى السيف طريقاً للانتصار على الدم الفلسطينى، مستخدماً آلته العسكرية الضخمة، لكن من الواجب ألا تسير أى حركة فلسطينية بقوة دفع ذاتى عمياء، لا تبصر سوى بضع خطوات أمامها، بحيث لا تدفع ضرراً ولا تجلب كثير منفعة. بل على العكس من ذلك، هناك ضرورة لوجود استراتيجيات للقوى الفلسطينية المقاومة، تتلاقى عند نقاط مفصلية تمثل غايات لا خلاف عليها، طالما أن الممارسات على الأرض تمنع، حتى الآن، من وجود استراتيجية موحدة لقوى النضال الفلسطينى. وإذا كان للضفة الغربية موقف فلتعد إلى الحجر ليسند صواريخ غزة ويغطيها بكشف العدوان الوحشى عليها، الذى تتجاهله وسائل الإعلام العالمية المتحيزة، حيث تركز على آثار الدمار البسيط الذى تحدثه صواريخ حماس فى بلدات ومدن إسرائيلية، وتهمل المجزرة الإسرائيلية فى غزة المكلومة دوماً. نقلاً عن جريدة " الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وأيام الحجارة غزة وأيام الحجارة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon