توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسام تمام

  مصر اليوم -

حسام تمام

عمار علي حسن

تمر فى هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل الصديق النبيل، الكاتب والباحث العميق، الأستاذ حسام تمام، الذى لم تمهله الدنيا متسعا ليمتعنا ويثرينا بدراساته القيمة حول «الحركة الإسلامية»، لا سيما «جماعة الإخوان»، التى انتمى إليها فى مقتبل حياته، ثم غادرها فى صمت، رافضا أن يكون مجرد رقم فى طابور، أو قالب طوب فى جدار أصم.. فالطريق الذى رسمه لنفسه ما كان يمكن أن يتطابق مع نهج «السمع والطاعة»، ليس كراهية فى الالتزام، ولا نفورا من التوحد، إنما إيمانا منه بأن الباحث والكاتب لا يمكن له أن يقيم ظهره فيستقيم وعقله فينير من دون الحرية؛ فهى عظمه ولحمه، ولحاه وسداته، وهى المداد السخى الرخى الذى يهبه القدرة على أن يخط ما يريد من دون وصاية ولا إملاء، ولا تحسب ولا حذر. يوم زرته فى بيته بالإسكندرية قضيت وقتا طويلا أطالع عناوين الكتب المرصوصة بعناية على أرفف مكتبته، وقلت يومها فى نفسى: لا يمكن لمن قرأ هذه أو اقتناها أو أخذ مجرد فكرة عن معانيها ومبانيها أن يقبل أن يقضى حياته جنديا لغير العلم، لا يجادل ولا يناقش، مهما كانت الأوامر غير معقولة أو غير مفهومة، بدعوى أن من أصدرها أكثر فهما ووعيا وعلما وشعورا بالمسئولية. فحسام كان يقرأ فى اتجاهات عدة، لا سيما فى الفلسفة والاجتماع والسياسة، إلى جانب المسار الذى تخصص فيه وهو دراسة الجماعات والتنظيمات السياسية ذات الإسناد الإسلامى. وزاوج فى أبحاثه بين الخبرة الميدانية والتأمل الفلسفى والنظرة العلمية، ونحت مصطلحات مهمة مثل «ترييف الإخوان» و«تسلف الإخوان» وغيرهما. وقبل كتبه كان إنسانا رائعا رائقا، قويا ووفيا، ومنحازا إلى ما يراه الحقيقة فى تجرد وإخلاص وشجاعة. وكثيرا ما لاقى السهام التى قذفه بها مَن نبذوه وخاصموه وخافوا من قلمه فى رضاء وامتنان وسمو وترفع، وكان يعرف ما يريد جيدا، ويؤمن بما يكتب، ويبدى استعدادا كاملا لدفع حياته ثمنا له. حين قابلت حسام لم أقض أى وقت حتى نتصادق، فقد كان، رحمة الله عليه، إنسانا بسيطا خلوقا يدخل القلب من دون استئذان، ويسعى إلى الاقتراب من أى شخص يدرك أنه مثله، زميله على الدرب، لا يروم إلا المعرفة والعلم، ويقبل عليهما بصدر رحب، وجبين متطامن، وسخاء فى الجهد والمثابرة، وشجاعة فى القول والفعل. وكثيرا ما دارت بيننا مناقشات عديدة وعميقة، أشهد أن اختلافنا أحيانا فى بعض الأفكار لم يصنع بيننا شقاقا ولا نفاقا. بل كان يخلق لكل منا قدرا من التحدى الذى يفرض استجابة على قدره، فاستفدنا من هذه اللقاءات والنقاشات، التى لم تنقطع حتى حين هاجمه المرض اللعين، فقاومه على قدر استطاعته، وظل يعطى حتى الرمق الأخير. كان كل من يرى حسام، بقامته المديدة وجسده المتين وطيبة نفسه وصبره، يعتقد أنه سيعيش مائة عام. لكن تقدرون وتضحك الأقدار. فصديقنا النبيل الجميل اختار الله له جوارا أسمى وأعظم وأجل، فذهب إلى رحابه، وتركنا قليلا، نستظل بهذه الشجرة الواقفة كعلامة استفهام فى المفازات ساعة من نهار ثم نلحق به على خير. فاللهم ارحم صديقى وأخى حسام تمام وأسكنه فسيح جناتك بفضل ورحمة منك يا حَنّان يا مَنّان، وألحقنا به حين تريد وأنت راض عنا يا أكرم الأكرمين. نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسام تمام حسام تمام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon