توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبده مشتاق الجديد

  مصر اليوم -

عبده مشتاق الجديد

عمار علي حسن

يتقافز كقرد، ويطن كدبور، ويرقص على كل حبال الدنيا، وهو لا يضنيه أن يسقط فى أى حجر يتلقفه، المهم أن يجد فيه أى منفعة، صغرت أو كبرت. يكتب بإسهاب، ويحيل دوما إلى حكم وأمثلة وقوانين وقواعد من الشرق والغرب، من القديم والجديد، مستغلا معرفته التى حصّلها على عجل، ناقلا وليس ناقدا، مغترفا ومقتطفا وثرثارا وليس مبدعا، ليصنع منها قلادة زينة يضعها على أى هيكل عظمى لجارية قبيحة ويقف فى سوق النخاسة ليهتف: «قرب اشترى ست الحسن والجمال». ومن العجب أن صاحبنا يمكن أن يخدم كل الأسياد فى أى وقت: كنا نراه فى البكور ينتظر بلهفة أى اتصال هاتفى من رجل الأعمال الإخوانى المتنفذ المسيطر، وفى الظهر يهز رأسه فى طاعة عمياء لتعليمات رجل أعمال آخر من الحزب الذى رحل، وفى المساء يجلس فى المقاعد المهتزة التى كان المجلس العسكرى قد خصصها لمن أردوا خدمته. ولذا جمع بين رضاهم جميعا، على مبدأ: «ما يأتى من النذل فائدة» دون أن ينسى المبدأ الذى عاش طيلة حياته عليه وهو «من يتزوج أمى يصبح عمى». فى لحظة ما ضعُف صاحبنا أمام إغراء أمانة سياسات الحزب الوطنى، وهمّ بها وهمّت به، لولا أن تداركه رجلان على استقامة فمنعاه بنصائح مخلصة، وبعد أن حسبها جيدا هاجر باحثا عن رزقه وراء المحطيات العميقة. وظل يمسك العصا من المنتصف إلى أن قامت الثورة، فانكمش فى مكانه، وخفت صوته، وكان يهاتف بعض البارزين فى المشهد الثورى متوددا إليهم بدعوى النصحية، حتى يبنى معهم جسورا يعبر عليها إلى أغراضه إن تمكنوا أو آل إليهم الأمر. فلما رحل مبارك حزم أمتعته وعاد، وجلس بالقرب من السلطة الجديدة القديمة ناصحا بأجر كبير، فرفع سبابته فى وجه الثوار وقال لهم: هناك رجال للثورة وهناك رجال للدولة، قاصدا من هذا أن يحفر لنفسه مسارا، أو يتهارش مع منافسيه كالحمير حتى يوسع لنفسه مكانا بينهم. وظل مخلصا لهذا المقولة؛ لأنها تخلق له هو «شرعية» مع أن أحداً لم يجربه من قبل فى أى موقع من مواقع الدولة، لكنه الادعاء والزعم الباطل الذى دوما ما يرمى به غيره، ويدلس به على من هم سواه. وهو الإفك الذى بدأ ينظر له، حتى يتميع المشهد، ويختلط الحابل بالنابل، وتسقط على الذاكرة غمامات، فلا يسأله أحد: أين كنت؟ ومن أين أتيت؟ صاحبنا الآن يردد كالببغاء ما يُطلب منه، بعد أن يزينه ويوشيه بأفكار وأمثلة وحكم وشروح وقواعد علمية، فيصنع من نفسه «صلصة» توضع على السمك المشرف على التعفن كى تجعله مستساغا للجوعى. ولهذا إن جمعت ما كتبه فى أسبوع واحد، وأعملت فيه العقل أو المنهج العلمى ستجد تناقضا صارخا فاضحا، ليس لشىء سوى أن كل مقال، أو بضعة مقالات، كان لخدمة سيد معين يصارع أسياد الكاتب الآخرين، وهكذا يمضى صاحبنا متخبطا أعمى، ويظن أن الآخرين فقدوا البصر والبصيرة مثله فلا يرونه ولا يعرفونه. أما إذا سألت عنه العارفين بحالته جيدا فيجيبونك: إنه يعتقد أن كثرة الكلام ينسى بعضه بعضا ويراهن على هذا. ويصفه آخرون بأنه «زئبقى» لا تستطيع أن تمسكه من أى موضع، ويقول غيرهم: إنه بلا طعم ولا رائحة. بلا موقف ولا رؤية ثابتة، عبد لمن غلب أو بمعنى أدق من دفع. ما فات أوسع من وصف شخص بعينه، لكنه تشخيص لحالة أو مرض عضال أصاب كثيرين تتعثر أقدامنا بأجسادهم الملقاة على أرصفة أصحاب المال والسلطان، ولكل زمن «عبده مشتاقه ومحفوظ عجبه ومحجوب عبدالدايمه». نقلاً عن جريدة " الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبده مشتاق الجديد عبده مشتاق الجديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon