توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

البلتاجى الإنسان والبلتاجى الإخوان

  مصر اليوم -

البلتاجى الإنسان والبلتاجى الإخوان

عمار علي حسن

يستيقظ ضمير محمد البلتاجى فيخرج عن النص لكنه لا يلبث أن يعود هرولة إلى بيت الطاعة، لينطق بما هو مرسوم له بعناية فيتبعه شباب الجماعة وغيرهم وتسيل دماء فى كل الاتجاهات. شهداء وجرحى يتساقطون فى شوارع الألم، والبلتاجى ليس موجودا، فقد قال كلمته، أو أطلق أوامره، أو تفوه بما طُلب منه أن يُعلنه، ثم اختفى إلى حين، ليبقى السؤال الدائم: ماذا يقول البلتاجى الإنسان للبلتاجى الإخوان؟ أتذكر جيدا يوم الجمعة 18 نوفمبر، حين وقف هو بنفسه على المنصة الرئيسية فى ميدان التحرير ودعا إلى الاعتصام. لكن الجماعة التى ألفت شعار «ثورة ثورة حتى العصر» سحبت أتباعها قبيل المغيب، وتركت الليل والهول والحرقة لأصحابها يهتفون: «اعتصام اعتصام.. حتى يسقط النظام»، «يا طنطاوى قل لعنان.. الشرعية للميدان». ربما يومها كان البلتاجى يمثل نفسه، مثلما يعن له أحيانا، ثم تأتيه الأوامر زاجرة ناهرة: «بلتاجى أعرض عن هذا»، فيصرخ من أعماقه: «سمعا وطاعة». بعد ساعات من دعوة الاعتصام تلك كان رجال الأمن القساة الغلاظ يجرّون شابا قتلوه من بين المعتصمين إلى صندوق القمامة فقامت الدنيا وانفتح باب جهنم فى شارع محمد محمود لأسبوع كامل، بينما البلتاجى يستعد مع جماعته لانتخابات مجلس الشعب بإحصاء أجولة البطاطس وكراتين الزيت، ويصف ما يجرى بأنه مؤامرة من المجلس العسكرى لتأجيل هذه الانتخابات. للأمانة فقد حاول أيامها أن يدخل الميدان لكن الشباب طردوه، وسمعنا أنه تشاجر فى مكتب الإرشاد، لكنه انهزم وصمت، ثم ترك كل كيانه للساقية العجوز تدور به كيفما شاءت. هكذا عهدناه حين يجلس مع أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير فيقول ويقول كلاما معقولا، يخرج من البلتاجى الإنسان، ويذهب إليهم ليعود بعد ساعات أو أيام البلتاجى الإخوان، شخصا غير الذى ذهب، ينقلب الود إلى تجهّم، والإقدام إلى إحجام. ها هو البلتاجى يعود قبيل «موقعة الحجر» منتهزا فرصة الأحكام الصادمة بتبرئة المتهمين فى «موقعة الجمل» ليقول إن الإخوان سينزلون إلى ميدان التحرير للاحتجاج على هذه الأحكام. وكأن الرجل قد نسى أنه وجماعته طالما صرخوا فى وجه من نادوا بأحكام ثورية واستثنائية، وقالوا لهم بملء الأفواه: لا بد من القضاء الطبيعى. وكأنه أيضاً يتصور أن الناس سذج، وسينطلى عليهم هذا، ولن يدركوا أن البلتاجى كان ينفذ أوامر «القلة المحتكرة» لجماعة الإخوان والتى أرادت أن تتصدى لمن أطلقوا على يوم الجمعة الفائت «جمعة الحساب»، قاصدين بها جرد ما فعله الرئيس مرسى فى مائة يوم، حسبما وعد، ومستخدمين حقهم الدستورى فى التظاهر السلمى. لم يذهب البلتاجى إلى الميدان، ولم نسمع صوته بينما الأحجار تهوى على الرؤوس والصدور، ولم تصل إلينا زفرته حيال قيام مجموعة من المحمولين أرضا عبر الباصات بالهجوم على المنصة وتحطيمها. فالبلتاجى فعل ما عليه، كعادته، قال ما طلب منه واختفى، ليعود بعد أيام أو أسابيع مغتصبا ابتسامة من أعماقه البعيدة ويطلقها فى وجه الناس، راسما الوجه الذى يتمنى أن يكونه أبدا، لكنه لا يستطيع، فيستمر فى أداء دوره، دون أن يدرى أن للناس آذانا وعيونا وعقولا وأفئدة، وأنك يمكن أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكن ليس بوسعك أن تخدع كل الناس كل الوقت. والله غالب على أمره، وهو المطلع على السرائر ومقدر المصائر.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البلتاجى الإنسان والبلتاجى الإخوان البلتاجى الإنسان والبلتاجى الإخوان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon