توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معنى «النخبة» (2 ــ 6)

  مصر اليوم -

معنى «النخبة» 2 ــ 6

عمار علي حسن

... وتؤمن نظرية النخبة بأن القوة فى أى مجتمع مركزة فى يد «قلة» وليست منتشرة فى أيدى الأفراد بشكل غير متساوٍ، لأن المجموعة المنظمة لديها من الركائز مثل الثروة والسلطة ونظم الاتصال، ولديها من الفاعلية ما يجعلها تتحكم فى مصير الجماهير الغفيرة غير المنظمة، والتى يتكل بعضها على من يمسك بدفة الأمور، أو لا يرغب فى الحكم أصلاً أو لا يقدر عليه، أو قد يجبر على الرضوح لإرادة هذه القلة التى تستخدم حيلاً كثيرة بغية السيطرة على الجموع المتشرذمة عبر التحكم فى تدفق الأخبار والأفكار والمعلومات التى تشكل ذهنية، عابرة أو مستقرة، للرأى العام. وقد تعود قوة الجماعة المسيطرة إلى الصفات التى يتسم بها الأفراد المشكلون لها أو إلى القدرات التنظيمية لها وتلاقى مصالح هؤلاء الأفراد وامتلاكهم العناصر والقيم الاقتصادية والعسكرية والرمزية التى تتحكم فى تحديد «المعادلة السياسية» فى المجتمع، أو يعود الأمر برمته إلى البراعة الفكرية والذهنية والطاقة النفسية لأفراد النخبة. ولا يقف أفراد النخبة الحاكمة على درجة واحدة من النفوذ والسيطرة، بل يتتابعون فى دوائر، الأولى ضيقة تتحكم فى صنع واتخاذ القرار، والثانية تشاركها بطرق متفاوتة، والثالثة تتابع وتساند وتستفيد، ولذا فرق كارل دويتش بين نخبة عليا ومتوسطة ودنيا، حسب اقتراب المنصب أو التحكم فى صناعة القرار، وتحدث فلفريدو باريتو عن «نخبة حاكمة» و«نخبة غير حاكمة» والثانية تبقى رصيداً للأولى، عبر بوابتين، قبول المحكومين، وتوزان القوى بين تشكيلات النخبة وأفرادها. ويقسمها بوتومور إلى ثلاث درجات تتدرج من الأوسع إلى الأضيق من ناحية الحجم ومن الأدنى إلى الأعلى من زاوية القوة، الأولى تضم الجماعة الوظيفية التى تنال مكانة اجتماعية رفيعة، والثانية يقف فيها أولئك الذين يمارسون النفوذ ويتنافسون أو يتصارعون لحيازة الزعامة السياسية، أما الثالثة فهى تنبع من الثانية وتضم قلة تمارس القوة السياسية فى أعلى مراحلها ومراتبها وتأثيرها. ويمكن أن نتعرف على النخبة عبر عدة طرق منها تتبع تاريخ المجتمع للوقوف على الأفراد الأكثر قوة ونفوذاً، أو حصر الأشخاص الذين تولوا مناصب ومواقع رئيسية، وكذلك أولئك الذين يساهمون بوضوح فى صناعة القرار السياسى، وأخيراً هؤلاء الذين يذيع صيتهم بين الناس على أنهم من صفوة المجتمع. ولم يقتصر اهتمام الدراسات والأبحاث التى تناولت النخب السياسية فى المجتمعات الإنسانية على قياس حجم نفوذ وتأثير من ينتمون إليها، بل ذهبت إلى ما هو أكثر اتساعاً من هذا بغية الوصول إلى هذا الهدف فى نهاية المطاف، فدرست خلفياتهم الاجتماعية من النواحى الدينية والعرقية والطبقية والتعليمية والمهنية والجهوية، وسلوكهم الاجتماعى بمختلف تفاصيله، والقيم التى يؤمنون بها، وخصائصهم النفسية وتصرفاتهم الفردية، وإدراكهم لأنفسهم ولمن حولهم، ومواقفهم من القضايا والأحداث. ومع أن الإيطالى جيتانو موسكا هو أول من بلور هذا المصطلح فى صيغة أكثر وضوحاً إلا أنه لم يتعمق ويأخذ طريقه نحو الاكتمال إلا مع مواطنه باريتو الذى رأى أن الفعل الاجتماعى يقوم على عدد من العواطف أو الرواسب، فى مقدمتها «راسب استمرار التجمعات» الذى يستنهض الشجاعة والقوة، وأطلق على الحكام الذين يتحركون وفقه بأنهم «الأسود»، وكذلك «راسب التفاعل» الذى يثير التحايل والدهاء والحلول التوفيقية وأطلق على من يتبعه من الحكام اسم «الثعالب» وهو فى هذا الشأن بدا متأثراً إلى حد بالغ بما طرحه نيقولا ميكافيللى فى كتابه الشهير «الأمير». وجذبت هذه الفكرة أنظار كثيرين من علماء السياسية مثل هولنجشد وهنتر فنزلوا بها من المستويات العليا للمجتمع والنظام السياسى إلى «المجتمع المحلى» باحثين عن علاقة القوة بالبناء الطبقى. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة " الوطن " .

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معنى «النخبة» 2 ــ 6 معنى «النخبة» 2 ــ 6



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon