توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جمل مرسى وكمبيوتر الشباب (2)

  مصر اليوم -

جمل مرسى وكمبيوتر الشباب 2

عمار علي حسن

يدفع العناد، الذى يوّرث الكفر، جماعة الإخوان لتدخل تحت عباءة الزمن القديم، بعد أن صَدَّرت بعض رموزها فى العقود الفائتة ليرسموا لها صورة معتدلة، ولذا تجرى عليها معادلة «فرق التوقيت» بعد أن تحالفت مع التيار السلفى، الذى يعيد كل شىء إلى مكان أو زاوية راكدة ينقسم فيها العالم إلى فسطاطين، ويعاد من جديد وضع الجمل فى وجه الحاسوب. والإخوان لن يقروا بهذا، كعادتهم، وينكروا أن يكون ما يميلون إليه قديماً إلى هذه الدرجة، ويزحزحوا التوقيت ولو على مستوى الشكل، إلى عهد أقرب، لنجد فيه أن من يقف فى وجه الحاسوب ليس بعيراً بل «نورج» يجاهد فى سبيل أن يؤدى دوره، متغافلاً عن أن الإنسانية قد عرفت أحدث ميكنات الزراعة والحصاد. فإذا كان الراغبون فى استعادة دور الجمال والجياد والبغال فى الفتح والنصر وتشييد أركان الدول يثيرون الفزع والاشمئزاز، فإن من يصرون على إعادة استعمال النورج، يثيرون الغيظ والاستغراب، حين يتنكرون لشروط اللحظة الراهنة ومقتضياتها، ويتصرفون وفق منطق هجره العالم وأنكره، وكان الثوار يدركون جيداً أنهم يدوسونه بأقدامهم الزاحفة فى الشوارع، وهم يصرخون «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية». العودة إلى الوراء ظاهرة فى «الدعاية الإخوانية» التى لم تدرك حتى الآن أن العالم تحول إلى حجرة صغيرة، وأن أسلوب «جوبلز» فى ترويج الأكاذيب وتشويه الخصوم والمنافسين وإرهابهم لم يعد يصلح أن يعيد شعباً غضب وثار إلى القمقم. وعلى الوجه الآخر فإن الدعاية الإيجابية لصالح السلطة، والتى تحاول أن تصور رئيس الدولة على أنه ولى الأمر الذى تجب طاعته فى المنشط والمكره، لا تلقى قبولاً لدى شعب يتابع قصص وحكايات المهانة التى يكابدها رئيسه السابق فى سجنه، وهو الذى ظن أنه فى عصمة من المحاسبة والمساءلة وأن كل شىء يجرى وفق مشيئته. كما أن «النموذج المملوكى» الذى يرهن الدولة لصالح أمراء الجند، ليس له محل من الإعراب ولا الوجود، ولا يمكن لمجتمع حلم ببناء مؤسسات حديثة، تعزز المسار الذى بدأه محمد على، وراكم عليه من جاء بعده، أن يتواءم مع طريقة قروسطية فى الإدارة والتسيير، أو يقبل أن يقوم رجال السلطة بالحديث عن تسليح شباب تابعين لهم كى يدافعوا عن أنفسهم أو عن مقرات جماعة الإخوان وحزبها. وظهر فرق التوقيت أيضاً فى نظرة الإخوان إلى مؤسسات الدولة، فالجماعة لا تستوعب مقتضيات ومتطلبات الدولة الحديثة، التى تفرض فصلاً تاماً بين السلطات الثلاث، وتحاول أن تستعيد موقع الحاكم فى القرون الوسطى، الذى يهيمن على كل شىء. وقد ظهر هذا فى تصرف الدكتور مرسى حين أراد أن يضع يده على القضاء بعد أن امتلك السلطتين التنفيذية والتشريعية. وقد برر له أحد الدعاة هذا بالقول: «كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يعين القضاة ويعزلهم، وسلك الخلفاء مسلكه فى هذا»، وهى اللغة ذاتها التى يتحدث بها بعض السلفيين سواء فى تأييدهم للرئيس، أو فى مواجهتهم للمختلفين معهم فكرياً وسياسياً، بل إنهم يغلظون عليهم ويتوهمون أن العلاقة معهم هى ذاتها التى كانت تربط بين المسلمين الأوائل وكفار مكة أو يهود المدينة، وهذا ليس زعماً ولا ادعاء، إنما تصور مستخلص من تصريحات السلفيين وأحاديثهم، وكذلك تصرفاتهم المتتالية. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمل مرسى وكمبيوتر الشباب 2 جمل مرسى وكمبيوتر الشباب 2



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 22:42 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 0.33 % في أسبوع

GMT 09:01 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

توقعات ببيع 28 مليون سيارة في الصين بنهاية 2019
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon