توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب ووسائط نقل الطاقة (2-2)

  مصر اليوم -

الإرهاب ووسائط نقل الطاقة 22

عمار علي حسن

وتبرز عملية نقل النفط والغاز الطبيعى باعتبارهما من أهم السلع التجارية الدولية لتظهر الدور الملموس الذى تلعبه الجغرافيا السياسية فى هذا النوع من التجارة. فهذه التجارة لا تقتصر أنشطتها على التنقيب والاستخراج ومن ثم الإنتاج فالاستهلاك، إذ إن هناك مرحلة وسطى بين كل هذا تتعلق بوسائط النقل سواء كان بحرياً من خلال السفن أو الحاويات العملاقة، أو برياً عبر أنابيب تمتد آلاف الكيلومترات وتخترق حدود أكثر من دولة لتربط مراكز إنتاج النفط بأسواق استهلاكه. وفى هذا الصدد هناك دائماً ميزة نسبية للمناطق التى تتسم فيها عملية النقل هذه بالأمان النسبى. فشركات الطاقة الدولية الكبرى لا يمكنها إسقاط هذا العامل من الحسبان، وهى التى تنفق مئات بل آلاف الملايين من الدولارات على عمليات التنقيب والاستخراج والتكرير، وتعلم أن هذا لا معنى له دون نقل النفط المكرر أو الخام إلى الأسواق العالمية. وإذا كانت التطورات التقنية، كما سبق الذكر، تسعى جاهدة إلى التغلب على المشكلات التى تضعها الجغرافيا السياسية فى وجه عمليات نقل الطاقة فإن غياب هذه المشكلات لا يتوقف فقط على ما تتيحه التكنولوجيا الحديثة من وسائل بل هناك ضرورة للنظر فى وجه آخر للمسألة يتعلق باستغلال بعض البشر لأوضاع جغرافية معينة فى تعويق أو تهديد وسائط نقل الطاقة براً وبحراً. فالأنابيب التى تحمل النفط والغاز الطبيعى تخترق صحراوات شاسعة والحاويات العملاقة التى تبحر بهما عليها أن تمر من مضايق تصل المحيطات بالبحار لتنتهى عند موانى الدول المستوردة للطاقة. وهنا تجد بعض القوى السياسية المحتجة، سواء كانت مناوئة لنظام محلى أو تسعى إلى النيل من قوة دولية كبرى تستورد كميات كبيرة من النفط والغاز، فرصة سانحة لتفجير هذه الأنابيب أو مهاجمة تلك الحاويات، من أجل تحقيق بعض أهدافها، التى تنحصر فى احتمالات ثلاثة هى جنى مكاسب مادية عن طريق بيع النفط، والضغط على الحكومات المحلية كى تلبى طلبات مُلحّة لهذه القوى السياسية المعارضة أو التى تمارس احتجاجاً مؤقتاً حيال ظرف محدد، وثالثها إيلام قوى كبرى فى سياق صراع دولى بين إحدى هذه القوى أو بعضها وتلك الدولة وحلفائها، مثلما هى الحال بين الراديكاليين الإسلاميين، وفى مقدمتهم تنظيما «القاعدة» و«الجهاد» من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والتى بدورها أعلنت حرباً لا هوادة فيها على هؤلاء الراديكاليين، خاصة من يجاهرون بعداء واشنطن والتخطيط للإضرار بمصالحها فى الخارج والداخل، بكل جهد مستطاع. فى هذا السياق تطرح قضية تهديد وسائط نقل الطاقة نفسها بشدة على ساحة السياسة الخارجية لبعض الدول المنتجة للنفط والغاز من زاوية، والعلاقات الدولية من زاوية ثانية. فعلى المستوى العام تبين الممارسات السياسية السابقة أن هناك إدراكاً لحدوث انعكاس تلقائى لبعض الصراعات الداخلية نحو المجال الخارجى، وأن هناك ميلاً من قبل بعض القوى الخارجية للتدخل فى الصراعات الداخلية لدول معينة، فى حين تؤدى الصراعات الخارجية إلى تفاقم بعض المشكلات الداخلية، والعكس صحيح. وعلى المستوى الخاص يلقى التنافس الدولى حول الثروات النفطية ظلالاً على بعض الصراعات الداخلية فى دول معينة، حيث ترى القوى الكبرى أن تخفيف حدة هذه الصراعات أو إخمادها يزيد من فرصها فى الحصول على الكميات التى تريدها من النفط والغاز الطبيعى، ويحمى هذه الثروة من مخاطر التعرض لآثار سلبية جراء تفاقم تلك الصراعات. نقلاً عن "الوطن"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب ووسائط نقل الطاقة 22 الإرهاب ووسائط نقل الطاقة 22



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon