توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

سيرة ذاتية لجمل (1)

  مصر اليوم -

سيرة ذاتية لجمل 1

عمار علي حسن

ظل يسير دون أن يعرف أنه سيصل إلى دائرة الدم والنار والحماسة المتناهية فى ميدان التحرير. دخل بأقدامه العالية باب التاريخ وأوصد خلفه وترك الطغاة يتخبطون فى المساحة الهائلة للظلمة والكآبة. ما خُلق لهذا أبدا، لكنها الأقدار، أو هى إرادة صاحبه الجهول الذى لم يكن يحسب أنه يسجل خطواته فى الاتجاه الخاطئ، وأن الأقدام ستدوسه فى «ميدان التحرير». كثيرون يبذلون جهدا خارقا كى يسمى الناس أشياء بأسمائهم: بنايات، حارات، شوارع، ميادين، أحداث مشهودة. أما هو فقد رآه العالم كله فى لحظة خاطفة ثم استقر اسمه عنوانا للحظة فارقة بين الصواب والخطأ، بين الحق والباطل، وبه حسم كل المترددين والحائرين مواقفهم. خرجوا ليدقوا الهواء بأيديهم فيسوقون الريح إلى حيث يجلس الطاغية العجوز ليهتز عرشه ويترنح ثم يسقط إلى الفراغ، ومنه إلى عتمة التاريخ. ظل سنين فى ذهاب وجيئة عبر الرمل الممتد إلى آلاف الأميال، يحمل صناديق السلاح، ويمشى بطيئا فوق «درب الأربعين» وسط العشرات من بنى جنسه، وأمامها صاحبه على ناقة بيضاء ذات أذنين مقطوشتين، يغنى مواويله التى لا تنتهى، ليسلى نفسه وإبله الطيبة المطيعة: «يا ريس البحر خدنى معاك من البر أحسن لى أتعلم الكار بوسع البال أحسن لى أزود بمدرة، أجر لبان أحسن لى طلعت ألم القلوع لقيت العويل أطول من الصارى رميت المدارى وقلت البر أحسن لى».. كان الرجل يحب هذا الجمل، الذى تحبه ناقته، وتأثر جدا إلى درجة البكاء يوم بيعهما معا بعد أن تقدم بهما العمر وصعبت عليهما رحلات الصحراء الوسيعة، لكنه اشترط على من اشتراهما ألا يذبحهما، فأطرق الرجل صامتا لبرهة ثم قال: ــ حاضر. ـ وعد. ـ وعد. ـ نقرأ الفاتحة. ـ نقرأها. ومد يده وعاهده. وفى اليوم التالى حملهما من السمطا فى قنا إلى نزلة السمان وباعهما دون عناء، فصارا قاربين للزينة، بعد أن كانا سفينتين طالما مخرتا فى عجيج الرمل السفساف، وداست خفافهما الحصى والصخور. فى النزلة كل العائلات تعمل بالسياحة، والجمل وناقته يعملان بها. لكنهما لا يعرفان عند أى عائلة استقر لهما المقام، ولا يسمعان عن عائلات الجابرى وخطاب وفايد والشاعر والحلو والقماطى والوليلى وأبوباشا وأبوزيد وأبوبريش وأبوعزيزة وغنيم وتركى. وعلى بعد مسافة قليلة من المكان الذى يبيتان فيه كان الجمل والناقة يعملان طيلة النهار وأول الليل. ما إن يسمعا صوت الولد الذى يدور حولهما كأنهما مزاران صوفيان قديمان: إخخخخ، حتى يهبطا من عليائهما ويعدان ظهريهما لاستقبال أجساد متتابعة، جاءت من أماكن عديدة. ثم يقفان على مهل، ويسيران إلى حيث يريد الولد، وإرادته مرهونة بقدر ما دفع له السائح الغريب، أو ابن البلد القريب، الذى جاء ليقضى نزهة مع أولاده عند سفح الأهرامات. (نكمل غدا إن شاء الله تعالى)

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة ذاتية لجمل 1 سيرة ذاتية لجمل 1



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon