توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الأصول المصرية.. الهوية نموذجاً

  مصر اليوم -

الأصول المصرية الهوية نموذجاً

بقلم : مصطفي الفقي

يفتخر كثير من المصريين بأن فيهم (عرقا تركيا)! وقد يكون ذلك صحيحًا؛ فقد ارتبطنا بالخلافة العثمانية والهيمنة التركية لأكثر من سبعة قرون تركت آثارها على الإنسان المصرى دمًا ولحمًا، فكرًا وثقافة، طعامًا وشرابًا.

والواقع أننا نخلط هنا فى مصر بين بعض الأجناس الآسيوية الأوروبية وبين الأتراك، ولعل أبرز مثال على ذلك علاقة المصريين بالمماليك الذين قدموا من (حاميات) الجيش التركى و(انكشارية) السلطان العثمانى.

والواقع أن مصر قد وفدت عليها أجناس كثيرة وجنسيات متعددة، فاستوعبتهم، وامتصت أفضل ما فيهم وأصبح من قبيل المباهاة أن يشير مصرى أو مصرية إلى أصوله الأجنبية معتبرين ذلك تميزًا ورقيًا، بينما الأمر يختلف عن ذلك كثيرًا، فالتفرقة بسبب الأصول العرقية أو الدماء الأجنبية وهم كامل خصوصًا أننا شعب اختلطت فيه الأجناس والأنساب، فلا توجد مبررات للتفرقة بين مصرى وآخر لأسباب تتصل بالعرق أو الجنس أو اللون أو الدين.

ولعلى أطرح فى هذه المناسبة بعض الملاحظات:

أولًا- لا يوجد جنس نقى، فالبشرية اختلطت عبر العصور، وامتزجت الدماء، وتداخلت الأعراق، ولا يوجد دم خالص مائة بالمائة من منظور علم الوراثة أو تحليل الحمض النووى، فالأخير قد أثبت أن 98% من المصريين- مسلمين وأقباطًا- يملكون صفات مشتركة تؤكد أن الجينات المصرية ليس بينها تباينات تسمح بالتشكيك فى أصولهم إذ إن المصريين كبقية الشعوب ينتمون إلى مجموعة واحدة من الأصول والأعراق.

ثانيًا- إن الأصل الفرعونى لمصر القديمة ما زال يحتفظ بشكله فى تكوينه ومظهره، فسماته الأساسية مرسومة فى الصور أو مجسمة فى التماثيل تبدو فيها جمجمة المصرى القديم شديدة الشبه بالرأس المصرى حاليًا خصوصًا فى جنوب البلاد لذلك فإننى ممن يظنون أن الأصل الفرعونى ثابت للمصريين جميعًا أقباطًا ومسلمين.

ثالثًا- إن مصر- وهى إفريقية الموقع عربية اللسان- بحر متوسطية، ويدين شعبها بالإسلام والمسيحية، ولكنها أيضًا ذات الأرض الطيبة التى تعاقبت عليها الديانات وامتزجت فيها الثقافات، وأنتجت فى النهاية سبيكة مصرية متميزة بما لها من تعددية وتفرد فى ذات الوقت.

رابعًا- تؤكد كل الدراسات الحديثة فى علوم الإنسان وطبيعة الأجناس أنه لا يوجد فارق على الإطلاق فى مستويات الذكاء ومعدلات النمو العقلى نتيجة ارتباط بعرق معين أو أصل بذاته، فنحن نولد جميعًا متساوين، ولا يميز أحدنا على الآخر إلا البيئة المحيطة والمناخ الدائم، بالإضافة إلى التعليم والتدريب والثقافة المسيطرة، وفى ظنى شخصيًا أن نسبة عالية من الذكاء مكتسبة، وليست فطرية، فإذا كنا نعترف بالموهبة، فإننا لا نراها وحدها رصيدًا للتقدم ودافعًا للارتقاء، ولا بد من تنميتها والتعب عليها صقلًا ومرانًا وترسيخًا.

خامسًا- إن مصر دولة ملتقى بحكم الجغرافيا ومنطق التاريخ، وهذا الأمر جعلها مدرسة للتعددية ونموذجًا للازدهار البشرى الذى لا يتوقف عند حد معين، لذلك لم يعرف المصريون عبر تاريخهم الطويل صراعات داخلية أو صدامات عنصرية، بل ظل أمرهم دائمًا مرتبطًا بالأرض والنهر، دون تفرقة أو تمييز مهما كانت الظروف السياسية والمشكلات الاقتصادية والأزمات المجتمعية.

إن المصريين من أصول إفريقية وعربية وبحر متوسطية، من بدايات الهجرات من الجنوب والشرق والغرب، وهى تشكل فى مجموعها التكوين الرصين للشعب المصرى بمقوماته المعروفة وأعمدة وجوده الراسخة، وعندما ألحظ محاولة التمايز غير الموفق بين المصريين بالحديث عن (أشراف) وبشر عاديين تبدو أمامى دولة الهند التى عشت فيها 4 سنوات، وأدركت خطورة التمييز الطبقى الذى يقسم الأمم، ويمزق الشعوب، وحمدت الله أن الكنانة بعيدة عن ذلك، وسوف تظل عصية على التقسيمات الوهمية، لأنه لا توجد دماء نقية أو خلايا شريفة.

نقلاً عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأصول المصرية الهوية نموذجاً الأصول المصرية الهوية نموذجاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon