توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن وسياسة «الاحتواء المزدوج» من جديد

  مصر اليوم -

واشنطن وسياسة «الاحتواء المزدوج» من جديد

واشنطن ـ مصر اليوم

تاريخياً، اصطفت الولايات المتحدة إلى جانب السعودية في مختلف مراحل صراعها مع إيران، أقله منذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الخميني ... الجديد الناشئ في السياسة الأمريكية، وبالأخص بعد اتفاق فيينا النووي بين طهران ومجموعة “5+1”، أن الولايات المتحدة أخذت تسعى في الوقوف على مسافة واحدة – تقريباً – بين العدوين اللدودين، لكأنها تستعير من لبنان، سياسة “النأي بالنفس”.
تراجعت إلى حد كبير، حملات “الشيطنة” التي طالما شنتها “الماكينة الأمريكية العملاقة” ضد إيران ... اليوم، يجري الحديث عن إيران بلغة أقل حدة، بل ويسارع جون كيري للتبشير ببدء رفع العقوبات عن إيران في غضون أيام، وفي ذروة أزمتها مع السعودية، وبصورة متزامنة ومتوازية، مع أوسع عمليات النقد والاتهام للمملكة، سواء في ملفات الداخل (حقوق الإنسان والحريات الدينية) أو في بعض ملفات السياسة الخارجية ... هذا الوضع غريب عن المملكة ودول الخليج، ولم تعهده من قبل ولم تعتد عليه، لذا رأيناها “تخرج عن أطوارها” في نقد السياسة الأمريكية، واتهام إدارة أوباما بالضعف والتردد و”بيع الحلفاء” والتواطؤ مع إيران.
في الأزمة الأخيرة بين طهران والرياض، والتي بدأت بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، وتفاقمت مع الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، في طهران ومشهد، حرصت واشنطن على نقد العاصمتين على حد سواء، الأولى، لإعدام النمر، دون مراعاة حساسية المسألة والتحسب لتداعياتها، والثانية، للسماح بالهجوم على السفارة والقنصلية في انتهاك صارخ للقانون الدولي ... بنفس الطريقة، حرصت واشنطن على مناشدة البلدين ضبط النفس والشروع في حوار مباشر حول قضايا الخلاف.
سياسة “النأي بالنفس” تجلت أيضاً في إحجام واشنطن عن عرض “دور الوساطة والوسيط” في الأزمة الناشبة بين أكبر قوتين على ضفاف الخليج العربي ...  قالت إنها (الوساطة) ليست من أولويات سياستها الخارجية، ودعت الأطراف لـ” تقليع شوكها بيديها” .... الأمر الذي أثار أكثر من تساؤل، حول النوايا والأهداف الفعلية لواشنطن من ترك هاتين الدولتين، تصطرعان في منطقة تجلس فوق فوهة بركان.
المرجح أنها “سياسة الاحتواء المزدوج” التي سبق لواشنطن أن انتهجتها في ثمانينيات القرن الفائت وتسعينياته، ضد العراق وإيران على حد سواء ... اليوم تجري ممارسة السياسة ذاتها، أو يُعاد انتاجها في العلاقة بين أضلاع المثلث الأمريكي – السعودي – الإيراني ... واشنطن لا تريد الاشتباك مع إيران، والصفقة النووية مع طهران، هي أهم ما في إرث الرئيس أوباما الشخصي، لكنها من جهة ثانية، تسعى في تقليم أظافر طهران وحلفائها، وتدوير الزوايا الحادة في مواقفها وسياساتها.
واشنطن، لن تتخلى عن السعودية، ولن تصنفها في قائمة “الدول المارقة”، كما أنها لن تكف عن النظر إليها بوصفها حليف و”دولة صديقة”، والأرجح أن العلاقات الأمريكية – السعودية، ستشهد تحسناً إن جاء للبيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني القادم، رئيس جمهوري ... لكن الولايات المتحدة، لم تعد تعطي المملكة “وكالة حصرية” في منطقة الخليج، وهي ماضية في تطوير علاقاتها مع إيران في مجالات شتى، وهي راغبة أيضاً في تدوير الزوايا الحادة في خطاب المملكة وسياساتها وممارساتها ... من هنا تأتي سياسة “النأي بالنفس”، التي تُبقي كلا البلدين في حالة احتياج مستمرة لرضى المايسترو الأمريكي ... ومن هنا يأتي “الاحتواء المزدوج” الكفيل، بإنهاك الطرفين، وتبديد مواردهما، واستنزاف ثرواتهما في حروب عبثية، بالوكالة غالباً ... وبما يسمح – في ظني – ويحتمل، الانتقال إلى حروب مباشرة، سيما مع وجود أزيد من ترليوني دولار في الصناديق السيادية الخليجية، تنتظر من يعيدها إلى بلد المنشأ.
من تابع ما ينشر في الصحافة الأمريكية والبريطانية على وجه الخصوص، خلال الأيام القليلة الفائتة، يدرك الوجهة التي ستسلكها واشنطن في تعاملها مع الخصمين اللدودين، دولتي المركز السني والشيعي، لكن من أسف، لا يبدو أن ثمة في الأفق، ما يرجح احتمالات التهدئة ووقف التقاذف بالاتهامات والأفعال، والاتهامات والأفعال المضادة ...

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وسياسة «الاحتواء المزدوج» من جديد واشنطن وسياسة «الاحتواء المزدوج» من جديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon