توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن إذ ترسم سقوفاً لحلفائها؟!

  مصر اليوم -

واشنطن إذ ترسم سقوفاً لحلفائها

عريب الرنتاوي

لم تكد المدفعية التركية تطلق عشرين قذيفة صوب مواقع وحدات الحماية الشعبية الكردية في بلدة “اعزاز” و”مطار منّغ العسكري”، حتى كان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجري اتصالاته الهاتفية مع أحمد داود أوغلو يطلب إليه وقف هذا القصف الذي يستهدف قوات الكرد وقوات النظام على حد سواء... وحتى كان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية يطالب أنقرة علناً بالتوقف عن قصف أهداف في سوريا، لتتبعه بعد ذلك – كالعادة – تصريحات فرنسية مماثلة.
صحيح أن واشنطن طلبت إلى الأكراد “عدم استغلال الظروف الراهنة” للتوسع والاستيلاء على المزيد من الأراضي، لكن الصحيح كذلك أن رسالة واشنطن، ومن خلفها المجتمع الدولي، رسمت سقوفاً وحدوداً لما يمكن لأنقرة أن تقوم به في مواجهة الاختراقات التي يحققها الجيش السوري من جهة و”قوات سوريا الديمقراطية” من جهة ثانية، في شمالي سوريا ... لقد قرعت أنقرة الباب السوري بالنيران، وجاءها الجواب من باريس وواشنطن: توقفوا؟!
ردة الفعل الأمريكية – الغربية على “الكردفوبيا التركية” تبدو مفهومة تماماً، فواشنطن أكثر من باريس، وضعت محاربة داعش في صدارة أولياتها، وأرجأت إلى حين، مختلف الأجندات التي يقدمها حلفاؤها على “أولوية الحرب على الإرهاب” .... ثم أن قوات الحماية وقوات سوريا الديمقراطية، هي حليف موثوق ومجرب للولايات المتحدة، ولكل من الغرب والشرق على حد سواء، فيما تركيا، ما فتئت تتلقى الانتقادات، ومن الشرق والغرب كذلك، لأنها وضعت الحرب على داعش في أدنى سلم أولوياتها، بل وقدمت لهذا التنظيم الإرهابي، مختلف صنوف التسهيلات من حرية الحركة لعناصره و”مجاهديه” إلى التمويل غير المباشر، من خلال الاتجار معه، بالنفط المسروق والآثار المستباحة في كل من سوريا والعراق.
يحيلنا ذلك إلى “حكاية القوات البرية التي يجري تداولها بكثافة هذه الأيام، تارة من قبيل تسجيل المواقف والبحث عن مكتسبات سياسية، وأخرى من زاوية “التهويل” و”اثبات الحضور” و”البرهنة على الحزم والعزم”، وثالثة من باب التعويض اللفظي عن الضربات المؤلمة التي لحقت بجيوش المعارضات في شمال سوريا ...  فقد بدأت الحكاية بالتبشير بنقل 150 ألف جندي إلى سوريا تحت زعم محاربة داعش، يمثلون 34 دولة منضوية في إطار التحالف العسكري السني، لتنتهي إلى وحدات دعم لوجستي بعيدة عن المواقع القتالية، أو وحدات من القوات الخاصة، ومن دولتين أو ثلاث دول، في أبعد تقدير، أقله حتى الآن.
والأهم من هذا وذاك، أن مجمل “حكاية” القوات البرية، وبعد أن جرى إبرازها بوصفها تجسيداً لقرار عربي – إسلامي مستقل، باتت اليوم، رهناً بقيادة أمريكية، ورهينة لقرار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ... فهي التي ستقرر إن كانت بحاجة لهذه القوات، وهي التي ستقرر حجمها وساحات انتشارها وتوقيت إرسالها ... وبهذا المعنى، تكون “الحكاية” قد بدأت كصحوة عربية، تعبّر عن “الحزم” و”العزم”، لتنتهي كمشروع ملحق بواشنطن ومشروط بقرارها.
ولأن واشنطن هي صاحبة القول الفصل، كما يتضح من المسؤولين في الدول صاحبة “الحق الحصري” في تشكيل هذه القوات وتدريبها وتسليحها وتمويلها، وتقرير حجمها وساحات انتشارها وموعده، فإن من المنطقي أن تتجه الأنظار صوب واشنطن، للتعرف عن كثب على مستقبل الحرب على داعش، وأشكالها وتوقيتاتها والقوى المنخرطة فيها .... واشنطن التي رحبت بالاستعداد العربي – الإسلامي لزيادة المشاركة في الحرب على داعش، ما زالت أعينها شاخصة صوب الكرملين، بحثاً عن فرص التوافق والالتقاء على قواسم ومشتركات تجمع البلدين العظميين، سواء في ميادين الحرب على الإرهاب، أو على موائد المفاوضات والحل السياسي للأزمة السورية.
والمؤكد أن إرسال قوات برية، عمادها الأساس، السعودية وتركيا، سوف يخلق لواشنطن من المتاعب أكثر مما سيجلب لها من المساعدة .... فهي تعلم أن أي دخول تركي إلى العمق السوري، سيكون لمحاربة حلفائها أولاً: الأكراد ... وهي تعلم أن دخول السعودية على خط الحرب البرية في سوريا، سيجلب إليها “ألوف المجاهدين” من المليشيات الشيعية، وسيجعل المواجهة المباشرة، السعودية الإيرانية، أمراً شديد الاحتمال، في وقت لا تريد فيه واشنطن أن تفقد جندياً واحداً، لا في الحرب على إيران ولا دفاعاً عن السعودية.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة، لا تمانع في الحصول على المزيد من المال والسلاح والتدريب السعودي – العربي وحتى التركي، لإيصاله إلى من تسميهم بـ “المعارضة المعتدلة” على الأرض السورية، كما أنها لن تمانع في قيام “الإف 16” بقصف مواقع لداعش، حتى وإن حملت على ظهرها العلم السعودي بدل العلم الأمريكي ... وربما تدخل ذلك كله في باب “ضبط نفقات الحرب” المكلفة، لا أكثر ولا أقل.
يبدو أن “حكاية” القوات البرية، قد فقدت بريقها قبل أن يتم تشكيلها وتجميعها، تماماً مثلما حصل مع التحالف العسكري الإسلامي، والذي انفرط عقده قبل أن يلتئم، حين أعلنت كثرة من أعضائه، بأنها لم تعلم عنه، أو لم تستشر به، والأهم، أنها لم تقرر المشاركة فيه، أقله ميدانياً وقتالياً.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن إذ ترسم سقوفاً لحلفائها واشنطن إذ ترسم سقوفاً لحلفائها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon