توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

هل يأتي كيري بـ «الترياق» للعراق

  مصر اليوم -

هل يأتي كيري بـ «الترياق» للعراق

عريب الرنتاوي

لا نعرف بالضبط، ما الذي جاء به جون كيري في جولته الخاطفة إلى بغداد وعدد من عواصم المنطقة، لكننا نرجح أن يكون الرجل قد حمل في جعبته، أفكاراً ومقترحات، تدور حول العناوين والمحاور التالية:
أولاً: لا حل أمنياً للأزمة العراقية، الأمن جزء من الحل ومكوّن من مكوناته، بيد أنه ليس بديلاً أبداً عن الحل السياسي لهذه الأزمة، والذي يجب أن يسبق، وفي أبعد تقدير، أن يتزامن مع المعالجات الأمنية.
ثانياً: الحل السياسي يقوم على الأسس ذاتها التي قامت عليها العملية السياسية التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط بغداد، والمطلوب استعادة التوازن المفقود في تمثيل مختلف المكونات، بالذات المكوّن السني، وبناء تفاهمات بين بغداد وأربيل، وبعد ذلك، يمكن للمعالجات الأمنية أن تنطلق، ويمكن لواشنطن أن تكون طرفاً فيها، لا تصور لدى واشنطن لإعادة فك وتركيب العملية السياسية، أو إعادة بناء النظام السياسي العراقي على قاعدة “دولة المواطنة المتساوية” بديلاً عن “دولة المكونات المصطرعة”
ثالثاً: الفيدرالية في صلب الدستور العراقي، الذي تم التوصل إليه تحت إشراف واشنطن وبرعايتها، والمرجح أن واشنطن لا تنظر بكثير من القلق لمطالبات أهل السنة بتدبير شؤونهم وإدارة مناطقهم، من ضمن فيدرالية سنية على شاكلة وطراز إقليم كردستان ... أكثر ما يهم واشنطن في هذا الصدد هو ألا يسقط الإقليم في أيدي “داعش” أو من هم من مدرستها، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
رابعاً: واشنطن هي الراعية والحامية لتجربة إقليم كردستان الاستقلالية، ولها مصالح وقواعد ووجود أمني وعسكري في المنطقة، يكبر أو يصغر، وهي معنية بحفظ الإقليم، والأرجح أنها لا تنظر بعين القلق لدخول “البيشمركة” إلى المناطق المتنازع عليها، لكنها تفضل أن يتم التقرير النهائي بمصير هذه المناطق، في إطار توافقي مع بغداد، ووفقاً لآليات المادة 140 من الدستور العراقي.
خامساً: ثمة مصالح لواشنطن وحلفائها في خلق “قوس سني” يكسر “الهلال الشيعي”، ويمنع تواصله الجغرافي ... الكيان السنيّ الناشئ، حتى وإن لم يأخذ شكل الدولة المستقلة، فإنه لن يكون صديقاً لإيران أو لكل من حليفيها في دمشق والضاحية الجنوبية من بيروت ... حلفاء واشنطن من عرب وإقليميين، فشلوا في كسر الهلال الشيعي من حلقته السورية، وأخفقوا في انتزاع العراق من فلكه، فعملوا وسيعملون على قاعدة: ما يدرك كله لا يترك جله، إن لم يكن العراق برمته خارج هذا الهلال، فلا بأس من أن تكون محافظاته السنية، هي الحلقة التي يتعين كسرها.
سادساً: واشنطن القلقة من صعود داعش وانتشارها، لن تذهب إلى قتالها (من الجو بالطبع) إلا بعد أن تتأكد بأنها انتزعت من المالكي وحكومته تحت ضغط “داعش” وسطوتها، ما لم تتمكن من أخذه منهما بالمفاوضات والحوار، وهنا لن يقتصر الأمر على إعادة بعث العملية السياسية فحسب، بل ربما يجري فرض البنود التي سبق للمالكي التوقيع عليها في الاتفاقية الأمنية التي سبقت رحيل القوات الأمريكية عن العراق.
إن اطمأنت واشنطن إلى تحقيق هذه الأهداف، فإنها بلا شك سوف تمد أية حكومة عراقية جديدة، ببعض من “الترياق” الذي جاء به كيري للمنطقة، وقد تشترك مع قوات الجيش والأجهزة الأمنية العراقية في مطاردة “داعش” وحلفائها كذلك ... لكن قبل ذلك، ومن دون ذلك، ستكون الدولة الأعظم، كمن جعل من نفسه، عنصراً في فريق الأمن والحماية الخاص بالمالكي، وتكون كمن دخل في مستنقع الحرب الأهلية العراقية من بوابة مناصرة الشيعة ضد السنة والأكراد، وهذا ما لا تريد واشنطن أن تظهر بمظهره.
مثل هذه المقاربة، تثير قلق المالكي وطهران وبعض الحلفاء على حد سواء ... لذا رأينا مرشد الثورة يشن هجوماً شديداً على “الاستكبار العالمي” ويرفض بقوة التدخل الأمريكي في العراق، ورأينا المالكي يذكر رئيس الدبلوماسية الأمريكية بأنه الفائز الأول في الانتخابات، وأنه مستمسك بالاستحقاقات الدستورية، وأنه رغم حاجته للمساعدة الأمريكية، إلا أنه قادر على الجش والتجييش ومطاردة “داعش” حتى آخر متر من الحدود العراقية.
وفي ظني أن المقاربة الأمريكية الجديدة للملف العراقي، تثير ارتياحاً نسبياً متفاوتاً لدى بعض العواصم العربية، التي تراهن على رفض المالكي لمطالب كيري، وعلى التحول الأمريكي عن دعم المالكي الذي حملته واشنطن قسطاً وافراً من المسؤولية عن “الانهيار” ... والمؤكد أن هذه العواصم ستشعر بمزيد من الارتياح، إن خرج المالكي عن مسرح السياسة العراقية أو أخرج من موقعه، أقله لتعويض فشلها في إزاحة الأسد عن سدة الرئاسة السورية.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يأتي كيري بـ «الترياق» للعراق هل يأتي كيري بـ «الترياق» للعراق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon