توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل وقف النار ممكن في سورية؟

  مصر اليوم -

هل وقف النار ممكن في سورية

عريب الرنتاوي

على المتحاورين في جنيف، ومن خلفهم، رعاتهم وداعميهم الإقليميين والدوليين، أن يتكيفوا مع حقيقة أن الحوارات أو المفاوضات – إن شئت – ستتواصل جولة تلو أخرى، على نحو متزامن مع جولات القتال المتعاقبة والمتنقلة على الأرض السورية ... الحديث عن “وقف النار” يبدو “رومانسياً” بأكثر مما ينبغي، ومن الصعب “تنزيله” على الأرض، لأسباب عديدة، أهمها ثلاثة:

الأول: أن مرجعيات جنيف (بياني فيينا وقرار مجلس الأمن 2254 والتفاهم الروسي – الأمريكي)، شددت جميعها على الإصرار على مواصلة الحرب على الإرهاب وتصعيدها، والإرهاب في سوريا، لا يتمركز في مواقع خالية ونائية، بل هو مبثوث على معظم إن لم نقل جميع الجبهات ... مسار القتال سيستمر، وقد يَعنُف أكثر من أي مرحلة من مراحل الأزمة، ومن يطالب بـ “صمت المدافع” كشرط مسبق، عليه أن يستيقظ من أحلامه، أو قل أوهامه.

والثاني: أن العديد من الجماعات الإرهابية، جبهة النصرة من بينها وليست وحدها، مبثوثة في داخل التجمعات السكانية وفي قلب مناطق “سوريا المفيدة”، وهي على علاقات تحالف متفاوتة، مع العديد من الفصائل المسلحة، المحسوبة على “مؤتمر الرياض”، أو الداعمة للائتلاف من بعيد، تقاتل معها كتفاً لكتف، ومن الخنادق ذاتها، وبإشراف غرف عمليات مشتركة، وثمة مشاريع توحد واندماج فيما بينها، تتعثر حيناً وتتقدماً في حين آخر ... كيف لقتال النصرة أن يستمر ويتصاعد بمعزل عن قتال الجماعات المسلحة “المنخرطة” بهذا القدر أو ذاك، بمسار فيينا – جنيف؟ مثل هذا السيناريو، يبدو غير واقعي على الإطلاق.

والثالث: أن ليس للنظام وحلفائه، كما ليس للجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة وداعميها الإقليميين، مصلحة عميقة في تكرس “ستاتيكو” على الأرض السورية، هم يعرفون جيداً أن من له الكلمة العليا على الأرض، له مثلها على مائدة المفاوضات ... النظام سيواصل عملياته، تحت شعار الحرب على الإرهاب، وخصومه سيواصلون عملياتهم، أقله تحت شعار “الرد على خروقات النظام”، وقد تنفتح جميع الجبهات في أية لحظة، إذا ما نجح هذا الفريق او ذاك، في تحقيق اختراق موضعي على هذه الجبهة أو تلك.

ثم، وبفرض أن الفصائل المسلحة، ومن باب مسايرة مواقف داعميها الإقليميين، قررت الاستجابة لوقف النار، كيف سيرتد ذلك على علاقاتها بالفصائل “الجهادية”، وهل ستتمكن هذه الفصائل من مقاومة “ابتزاز” الجهاديين؟ ... لقد رأينا “أحرار الشام” تنسحب من مؤتمر الرياض قبل انتهاء أعمالها، وتقاطع الهيئة والوفد المنبثقين عنه قبل الشروع في حوارات جنيف، ودائماً تحت ضغط التهديد والابتزاز، وأحياناً على خلفية التلاقي الإيديولوجي مع السلفية الجهادية التي فرّخت داعش والقاعدة والنصرة وأحرار الشام وغيرهم كثير ... كيف ستتصرف هذه الفصائل إذا ما أقدمت قوات النظام وحلفائه على محاولة تكسير بعض الخطوط الدفاعية للنصرة، وهي خطوطها الدفاعية في الوقت ذاته؟

مثل هذا التعقيد الواقعي لخرائط الجبهات والعمليات وخطوط التماس ومواقع انتشار القوى المختلفة، يجعل من الواقعي عدم الغرق في بحث عقيم حول وقف شامل ودائم لإطلاق النار ... ربما من الأجدى التفكير بوقف النار على بعض المحاور وفي بعض الجبهات ومع بعض القوى، أما أن تصمت المدافع في سوريا، فهذا لن يحدث، طالما ظل المجتمع الدولي على إصراره على محاربة الإرهاب، وطالما ظلت الأطراف المتحاربة على إصرارهماعلى حسم المعركة واستعادة زمام المبادرة.

والمتأمل في خريطة المعارك والجبهات المفتوحة على امتداد الأرض السورية، سيجد صعوبة في تحديد المناطق التي سيسري عليها وقف النار، أو يمكن أن تكون “بروفة أولى” له، فجبهات إدلب وحلب وأريافهما وريف حماة، جميعها جبهات متداخلة، والمعارضات فيها متداخلة مع الجماعات “الجهادية”، وشمال شرق سوريا، يكاد يكون خاضعاً لنفوذ منفرد لتنظيم داعش، والجبهة الجنوبية، ما زال للنصرة، وبعض الموالين سراً وعلانية لـ “الخليفة البغدادي”، نفوذ وازن، مع نفوذ لا يستهان به لفصائل غير وطنية أو معتدلة ... وما تبقى من القلمون الشرقي تتصارع عليه كل من داعش والنصرة، وربما تكون غوطة دمشق الشرقية، تحت هيمنة فصيل واحد، مشارك في جنيف: جيش الإسلام، ولا أدري إن كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق وقف نار معه، طالما أنه الأكثر تشدداً من الناحية التفاوضية، وطالما أن دمشق وموسكو تعتبرانه فصيلاً إرهابياً.

والحقيقة أن الأزمة السورية ليست الأولى من نوعها، التي يجري البحث عن حلول سياسية لها، جنباً إلى جنب، مع استمرار المعارك والحروب ... كان من الأفضل لو أن مسار جنيف بدأ بوقف شامل لإطلاق النار، ووقف نزيف الدم السوري، لكن من المؤسف أن هذا المسار، سيتطور على وقع المدافع والصواريخ، إلى أن تضع الحرب والمفاوضات أوزارهما معاً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل وقف النار ممكن في سورية هل وقف النار ممكن في سورية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon