توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

نكسـة حزيرانية جــديـدة

  مصر اليوم -

نكسـة حزيرانية جــديـدة

عريب الرنتاوي

احتل الإسرائيلي موردخاي أميهاي موقع نائب رئيس لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة، وحظي على تأييد 74 دولة من أصل 159، وبهذا تكون دولة “آخر الاحتلالات” في القرن الحادي والعشرين، قد حظيت بموقع متقدم على رأس لجنة تصفية الاحتلال والاستعمار في المنتظم الدولي، فأية مهزلة هذه.
الغريب أن القرار الأممي، الذي لم يكن ممكناً من دون تواطؤ أوروبي مفضوح، يأتي في اللحظة التي تقوم فيها إسرائيل بأبشع عمليات التنكيل والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع والقدس، دع عنك حكاية الاحتلال المزمن لأراضي ثلاثة دول عربية: فلسطين، سوريا ولبنان، لكأن المجتمع الدولي يريد أن يكافئ إسرائيل وهي في ذروة عربدتها الاحتلال والتوسعية والاستيطانية العنصرية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت في الغالب الأعم، ملاذاً للفلسطينيين، هرباً من “الفيتو” الأمريكي المتكرر ضد حقوقهم وتطلعاتهم في مجلس الأمن، فالأغلبية هنا مضمونة وتلقائية في معظم الحالات، وإسرائيل لم تساندها ولم تدعم جرائمها، سوى حفنة قليلة من الدول، في صدارتها الولايات المتحدة، وغالباً كندا وأستراليا، وبضعة جزر يصعب تذكر أسمائها أو مواقعها على خريطة الكرة الأرضية.
اليوم، يأتي القرار الأممي صاعقاً، لكأنه جرى اقتناصه في غفلة من أعين العرب والفلسطينيين، المُلامين بالطبع، عن هذا “الاختراق”، وهو ما يتبدى من ردات الفعل الفجائعية التي صدرت عن أكثر من جهة وعاصمة عربيتين، ووزارة الخارجية الفلسطينية المسؤولة أكثر من غيرها عن هذه “النكسة”... لكن يبدو أن الوقت قد فات على تدارك ما يمكن تداركه، وأن إسرائيل ستحتفظ بهذا الموقع، برغم الطابع الوقح واللا أخلاقي لهذا القرار.
والواقع أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية والعربية، ليس أطول الاحتلالات وأكثرها دموية وعنصرية فحسب، بل هو الاحتلال الوحيد المتبقي من حقبة تصفية الاستعمار، وهو احتلال إجلائي – إحلالي عنصري، مؤسس على نظرية “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، والتي مورست تحت ظلالها، أبشع عمليات التهجير الجماعي لسكان البلاد الأصليين، وقورفت بذريعتها أبشع الجرائم والمجازر، وما يزال بنتيجتها، أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في المنافي القريبة والبعيدة، ومع ذلك، لا تجد دول “حقوق الإنسان وحق تقرير المصير”، غضاضة في ترشيح إسرائيل لهذا المقعد، فأي نفاق هذا؟!
وأحسب أن إسرائيل ما كانت لتعمل على كسب المنافسة على هذا المنصب من موقع “الأوهام” بما يمكن لها أن تحققه من خلاله، لكنها بالتأكيد أدركت عميق الإدراك، الدلالة الرمزية لشغل هذا الموقع بالذات، فهي تعاني العزلة والمقاطعة الدولية جراء ممارساتها العدوانية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني وهي تخشى على “شرعيتها” التي باتت مهددة أخلاقياً وربما سياسياً في ظل اتساع دائرة المقاطعة والرفض والإدانة لسلوكها التوسعي – الاستعماري، وهي لكل هذه الأسباب، تريد أن تنزع عن نفسها صفة “الاحتلال” و”العنصرية”، وارتداء ثوب زائف بديل، موشح بعبارة : تصفية الاستعمار.
يبدو أن الزمن الذي كانت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، قادرة على تسمية الأشياء بأسمائها قد راح وانقضى، ليحل محله زمن تسمية الأشياء بنقيضها ... فشتان ما بين قرار الأمس القريب بتسميتها عضوها في لجنة تصفية الاستعمار، وقرار الأمس البعيد، بإدانة الصهيونية بوصفها شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.
على أية حال، لا تكفي الكلمات لإدانة كل من بادر إلى ترشيح أو دعم ترشيح إسرائيل للوصول إلى هذا الموقع ... لكن هذه الكلمات لا تكفي أيضاً لإدانة حالة الترهل الفلسطيني من جهة والضعف والتخاذل العربي من جهة ثانية ... لكأننا أخذنا على حين غرة، لكأننا تعرضنا لنكسة “حزيرانية” من جديد ... وحزيران حافل بالنكسات والهزائم ... من حرب عام 1967 إلى “غزوة نينوى”.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكسـة حزيرانية جــديـدة نكسـة حزيرانية جــديـدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon