توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسكو ودمشق... فجوة أم جفوة؟!

  مصر اليوم -

موسكو ودمشق فجوة أم جفوة

عريب الرنتاوي

لم يحظ المرسوم الرئاسي بإجراء انتخابات برلمانية في نيسان / أبريل المقبل في سوريا، بكثير من الاهتمام من قبل الدوائر السياسية والإعلامية الإقليمية والدولية، ليس لأن البرلمان في سوريا، كما في غالبية الدول العربية، لا أدوار رئيسة له في النظام السياسي وعملية صنع القرار فحسب، بل لأن نتائج هذه الانتخابات لن تقدم ولن تؤخر بالنسبة مواقف الدول وانحيازاتها المعروفة في الأزمة السورية، ولأن الأنظار، كل الأنظار، تتجه إلى الرزنامة الزمنية لمؤتمر فيينا وقرار مجلس الأمن 2254، والتي تقرر بموجبها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد 18 شهراً من بدء العملية السياسية في سوريا. لكن ذلك، لم يمنع أبداً المراقبين والدبلوماسيين، من محاولة سبر أغوار المرسوم، والبحث عن “الرسائل” التي يستبطنها، والاقتراب أكثر فأكثر من العقلية المتحكمة بمؤسسة صنع القرار في الدولة السورية ... وهنا تبرز إلى السطح، قراءتان لا ثالث لهما: الأولى، “حسنة النيّة”، وفحواها أن النظام يريد القول والتأكيد، بأن “الأحوال في سوريا على ما يرام”، وأن الدولة تمارس وظائفها كالمعتاد، وأنها ماضية في عملها، بمعزل عن تقدم أو تراجع خيار الحل السياسي للأزمة السورية. والثانية، وتستبطن “سوء النيّة”، ومؤداها أن النظام يريد أن يبعث بأكثر من رسائل إلى أكثر من “مُرسل إليه” ... الرسالة الأولى، وتحمل ضمنياً معنى الاعتراض على مسار فيينا ورزنامته ومشروع “الانتقال السياسي” الذي بُنيّ عليه ... والرسالة الثانية، ويراد بها “تأكيد” استقلالية النظام عن حلفائه، وتحديداً روسيا، بعد “التراشق” العلني الذي حصل إثر تصريحات الأسد وردود فيتالي تشوركين عليه. صحيح أن العلاقات بين موسكو ودمشق، لم تكن يوماً، أقوى وأمتن مما عليه اليوم ... لكن الصحيح كذلك، أن ثمة ما يدل على وجود “فجوة” في مواقف البلدين، قد تفضي إلى خلق “جفوة” بينهما ... موسكو أكثر حماسةً من دمشق لمسار فيينا و”الحل السياسي” باعتبار ذلك شرطاً لعدم التورط في مستنقع سوري مستدام، وموسكو أكثر من دمشق استعجالاً لتنفيذ اتفاق كيري – لافروف بخصوص وقف “الأعمال العدائية” بين الجانبين. خلال الشهر الفائت، اندفعت قوات النظام، تحت غطاء جوي روسي كثيف، لتحقيق سلسلة من الاختراقات النوعية على عدة محاور وجبهات من أرياف حلب واللاذقية إلى الجبهة الجنوبية ... هذه النجاحات أحيت أوهام “الحسم العسكري” عند النظام، وخرجت تصريحات الأسد، مبشرة باستمرار المعارك حتى استرداد كامل الأراضي السورية، ومقللة من شأن الدعم الذي تتلقاه بلاده من حليفيها الإيراني والروسي، إلى أن جاء “الوعيد” من نيويورك، وعلى لسان تشوركين، فتم تعديل لغة الخطاب ولهجته، في سلسلة من التصريحات اللاحقة. وخلال الأسبوع الفائت، بدا أن الهجوم السوري متعدد الجبهات والمحاور، قد شهد قدراً ملحوظاً من المراوحة، حتى لا نقول قد فقد زخمه، خصوصاً بعد نجاح داعش في احتلال بلدة خناصر الاستراتيجية، وقطع طريق إمداد حلب ... البعض يعزو ذلك إلى إجهاد الجيش السوري الذي يقاتل على عدة جبهات، والبعض الآخر تحدث عن تراجع وتيرة العمليات الجوية الروسية، والذي جاء كرسالة موجهة لأركان النظام، مفادها أنه من دون الانسجام والتناغم مع السياسة الروسية، لن تجدوا الدعم الذي تطلبون، وأن روسيا وليست سوريا، هي “المايسترو” الذي يضبط إيقاع العلاقة بين تطورات الميدان وأحاديث الدبلوماسية. لا شك أن اتفاق كيري – لافروف قد داهم النظام في دمشق، وهو في ذروة الانتعاش بمنجزاته الميدانية ... ولا شك أنه كان يتطلع لـ “فترة سماح” إضافية لاستكمال ما بدأه، وبهذا المعنى، ومن منظور الحسابات السورية المحلية، فإن ما فكر به النظام وتطلع إليه، كان صحيحاً ومشروعاً تماماً ... لكن لروسيا حسابات تتخطى “اعزاز” و”خناصر”، وتتعلق بمجمل مصالحها واستراتيجياتها الكونية، وهي بهذا المعنى، مستعدة للتوقف عند حدود لا يرتضيها النظام، ولكنها تخدم على نحو أفضل، حسابات علاقاتها المتشعبة مع الولايات المتحدة والناتو والغرب عموماً. اختلاف الأحجام، وتباين زوايا النظام، يفضي إلى تفاوت في الحسابات، ويسمح بـ “فجوة” في المواقف، وقد يفضي إلى “جفوة” بين الحليفين ...وسوف يكون متاحاً لنا التعرف على طبيعة وحدود الاتفاق والاختلاف في مواقف ورؤى البلدين في غضون الأيام القليلة القادمة، وخصوصاً حين “تصمت المدافع”، وتبدأ فرق العمل، مشوراها لوقف “الأعمال العدائية”. 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو ودمشق فجوة أم جفوة موسكو ودمشق فجوة أم جفوة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon