توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من غزة إلى عرسال مروراً بدمشق... قواعد اللعبة لم تتغير

  مصر اليوم -

من غزة إلى عرسال مروراً بدمشق قواعد اللعبة لم تتغير

عريب الرنتاوي

التهدئة المشروطة برفع الحصار، مطلب الفلسطينيين جميعاً ... على أن لرفع الحصار، متطلبات سابقة، يتعين دفعها، ودائماً من “كيس” حركة حماس، بالنظر لوضعها المهيمن على قطاع غزة والمتفرد به منذ العام 2007.
حرب إسرائيل على غزة، فشلت في كسر ظهر الحركة، بل يمكن القول، أنها جاءت بنتائج عكسية تماماً، فحماس اليوم أقوى مما كانت عليه قبل “الجرف الصامد”، ليس في غزة وحدها، وإنما في الضفة والشتات ... ولأن إسرائيل، ومعها معسكر دولي أكثر اتساعاً، لا تريد لحماس أن تبقى في موقعها المهيمن على القطاع، ولا تريد للقطاع أن يقع في براثن الفوضى و”الداعشية”، فإن في صلب التوجه المركزي لدول هذا المحور، هو الإحلال التدريجي للسلطة محل حماس... بعض أركان هذا المحور، يفضلون محمد الدحلان وجماعته، على الرئيس عباس وفتح والسلطة والمنظمة، ولأسباب لم تعد خافية على أحد.
حماس مرفوضة بذاتها وعلى مختلف وجوهها، من قبل هذا المحور، أولاً لأنها حركة مقاومة، وثانياً، لأنها جزء من جماعة الإخوان، وثالثاً لأنها اليوم محسوبة على محور قطر – تركيا، ورابعاً لأنها كانت ذات يوم، محسوبة على محور “طهران – دمشق – الضاحية الجنوبية ... وإذا كان إسقاط حكم حماس أو “كسر ظهرها” أمراً متعذرا، فلا بأس من “تجريب” خيارات أخرى، أهمها ربط رفع الحصار بعودة السلطة، والشروع في تفكيك قبضة حماس وسيطرتها على القطاع.
سيصاحب هذا المسعى، الذي يتخذ من اتفاق التهدئة الطويلة عنواناً له، مسعى آخر للوصول إلى اتفاقات أخرى، أكثر أهمية، خارج نص اتفاق التهدئة، بعضها ثنائي وبعضها الآخر متعدد الأطراف، هدفها منع تجديد ترسانة المقاومة من السلاح والذخائر، توطئة لنزع سلاحها، ومراقبة الأنفاق، كل الأنفاق، الهجومية منها والدفاعية، العسكرية و”الاستهلاكية”، ولا شك أن المايسترو الأمريكي يتحرك بفاعلية من أجل تفعيل “رزمة” تفاهمات إقليمية تذهب جميعها في هذا الاتجاه.
البعض يريد للحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، أن تكون آخر الحروب، تارة بذرائع إنسانية تتعلق بمعاناة الفلسطينيين وخسائرهم المادية والبشرية الباهظة، وأخرى بدعاوى تتصل بحساسية المشهد الإقليمي وتفاقم المخاطر الكامنة في ثناياه وتفاصيله، وانتفاء الحاجة لصب المزيد من الزيوت الحارة على نيران الشرق الأوسط وبراكينه الهائجة... البعض يريد تحت ستار التهدئة طويلة الأمد، أن يجعل منها “آخر الحروب” فعلاً، قاطعاً بذلك الطريق على مقاومة الشعب الفلسطيني، ومجتهداً في دفع حماس لسلوك طريق مغاير، ينتهي بها إلى موائد التفاوض، بدل خنادق المقاومة وأنفاقها.
في لبنان، شهدنا أمراً مماثلاً في العام 2006، بعد حرب تموز/ آب، وما تكشف عنه حزب الله ومقاومته، من صمود مفاجئ، وقدرات قتالية ألهمت كثيرين وألهبت مشاعرهم ... اليوم، وفي لبنان أيضاً، يجري العمل بسيناريو مشابه تماماً، ومن قبل الأطراف ذاتها تقريباً، ولتحقيق نفس الأهداف والمرامي.
غزة عرسال، ومشروع الإمارة الممتدة حتى “بحر عكار” وفقاً لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وضعت اللبنانيين أمام مفترق: إما السير على طريق بناء تحالفات وطنية عريضة، تعيد الاعتبار لمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، لمواجهة خطر “داعش” وأخواتها هذه المرة، وإما الاستمرار في سياسة “شيطنة” الحزب والمقاومة، واكتشاف مزايا الجيش اللبناني فجأة، والاستيقاظ على الحاجة الملحة لتمويله وتسليحه وتدريبه، في مواجهة الإرهاب، وليس إسرائيل بالطبع... اليوم إرهاب “داعش”، وغداً إرهاب حزب الله ... وعلى الذين راهنوا على أن تفاقم خطر “داعش” و”الخلافة” و”الإمارة”، من شأنه أن يساعد على “تعويم” حزب الله، عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم، فهناك من يريد إغراق حزب الله، وإن بعد الخلاص من “داعش”، وهناك من يريد إغراق حماس، وإن بعد رفع الحصار، بل وكشرط لرفع الحصار، ودائماً بوسائط سلسلة وناعمة، تبدأ بتعظيم “الشرعية” ومؤسساتها وسلاحها، ولا تنتهي بمختلف أشكال وأدوات “السلام الاقتصادي”.
ما يجري على جبهتي لبنان وغزة، ينسحب أيضاً على الجبهة السورية، حيث تحتدم المعارك ولأول مرة، بين النظام و “داعش” بعد أعوام ثلاثة من تجنب المواجهات المباشرة ... النظام وحلفاؤه، راهنوا على أن تفاقم خطر “داعش” سيأتي بالغرب والشرق، راكعين مستغيثين بالأسد وجيشه ونظامه ... الآن، وبعد ثلاثة أشهر من “غزوة نينوى”، لم يقرع أحدٌ أبواب دمشق، ولم يطرأ أي تغيير نوعي على السياسات والاستراتيجيات المناهضة للنظام للسوري ... حتى أن واشنطن قررت على ما يبدو، ضرب “داعش” في العراق فقط، وتفادي الاشتباك معها في سوريا، لكأنها تريد لـ “داعش” والنظام، أن يدخلا في حرب استنزاف دامية ومن العيار الثقيل، تنتهي بتدمير القوتين المركزيتين، لتبدأ بعد ذلك المساوات والتسويات وترسيم الحدود والخرائط.
والخلاصة، أنه على الرغم من الارتدادات الخطيرة لزلزال “داعش”، الذي تجاوز بشدته جميع درجات مقياس ريختر، إلا أنه لم يفلح في تغير المحاور والاصطفافات التي قسمت الإقليم والمنطقة برمتها طوال السنوات الماضية ... وبرغم القلق الذي ينتاب جميع المحاور جراء الانتشار السرطاني للتنظيم المتشدد، إلا أن أياً من عواصم المنطقة الكبرى، لم تفكر بعد، بتغير أدواتها أو تحالفاتها أو استراتيجياتها، فالجميع يبحثون عن وسائل لمواجهة طوفان “داعش”، من دون هدم الجدران التي تفصل بين المحاور ... من دون التفكير، مجرد تفكير، ببناء أية جسور للعمل الإقليمي المشترك ... وها هي مفاوضات غزة في القاهرة، وتداعيات ما بعد عرسال في لبنان، وتطورات المشهد السوري، تشهد على ذلك.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من غزة إلى عرسال مروراً بدمشق قواعد اللعبة لم تتغير من غزة إلى عرسال مروراً بدمشق قواعد اللعبة لم تتغير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon