توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبادرة في الوقت المستقطع

  مصر اليوم -

مبادرة في الوقت المستقطع

عريب الرنتاوي

لولا “المبادرة الفرنسية” لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، لكانت ستائر الترك والنسيان قد أسدلت تماماً على القضية الفلسطينية، ولما كانت “قضية العرب المركزية الأولى” قد تسللت من جديد، إلى نشرات الأخبار وعناوين الصحف ... لكن حسناً فعلتها باريس، إذ ذكرت دول العالم، ومن بينها الدول العربية، بأن هناك قضية ما زالت تبحث عن حل، وسط هذا الضجيج الدامي، الذي يصم الآذان في الإقليم بمجمله.

نقول ذلك، ونحن على أتم اليقين، بأن فرص نجاح المبادرة الفرنسية في دفع عملية التفاوض و”حل الدولتين” تكاد تكون معدومة، وحتى بفرض التئام شمل المؤتمر الدولي الذي تتطلع باريس لاستضافته، فإن حظوظه في إطلاق عملية تفاوضية “ذات مغزى” تبدو معدومة كذلك، بسبب نجاح إسرائيل في تدمير أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ومع اتساع الشقة بين الحد الأدنى المقبول فلسطينياً، والحد الأقصى المعروض إسرائيلياً.

لم تتضح بعد تفاصيل المبادرة الفرنسية، ولا “الآليات” التي ستعتمدها لإطلاق عملية السلام من جديد، كما لم تكشف الدبلوماسية الفرنسية عن الأسباب التي تدفعها لإطلاق هذه المبادرة، ولماذا تعتقد بأنها ستنجح حيث فشل الآخرون ... لكن من الواضح تماماً أن ثمة “فراغا” يلف القضية الفلسطينية ويحيط بها، في ظل انشغال مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين وانصرافهم عنها، فضلاً عن تزايد مؤشرات الانزلاق لموجات جديدة من المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا ما استمر الحال على هذا المنوال.

ولا شك أن باريس، تدرك تمام الإدراك، أن واشنطن لن تكون جاهزة لأي تحرك جدي على هذا المسار، لسنة قادمة على أقل تقدير، فهي منصرفة إلى انتخاباتها الرئاسية أساساً، ولديها أجندة دولية حافلة بالأولويات التي تتقدم جميعها على المسألة الفلسطينية، فهل قررت باريس القيام بمبادرة لملء هذا الفراغ، وإشغال اللاعبين المحليين إلى حين؟ ... هل قررت القيام بدور “الدوبلير” بانتظار عودة “الممثل الأصيل” إلى خشبة المسرح من جديد؟

أياً يكن من أمر، لقد رحبت السلطة، ومن موقع “الغريق الذي يتعلق بقشة” بالتحرك الفرنسي، وقد سبق لها أن دعمت مشروع القرار الفرنسي إلى مجلس الأمن، والذي عطلته واشنطن نيابة عن إسرائيل ... ولا يبدو أن حكومة نتنياهو منزعجة من الجهود الفرنسية، طالما أنه قد بعث “الوهم” بوجود حركة سياسية وتفاوضية نشطة، وطالما أنها قد تخدم لعبة “تقطيع الوقت”، فجُلّ ما تريده إسرائيل هو إدخال المنطقة من جديدة في هذه اللعبة، التي ترفع الحرج عنها ولا تكبل يديها أو “تفرمل” بلدوزرات الاستيطان التي تقطّع الأوصال الفلسطينية، ليل نهار.

وقد تجد المبادرة الفرنسية قبولاً واستجابة من قبل أطراف عديدة، عربية ودولية، ولأسباب تتعدد بتعدد هذه الأطراف، وليس من بينها سبب واحد ذي صلة بالانتصار لحقوق شعب فلسطين ... بعض العرب من اللاهثين والمهرولين للتطبيع مع إسرائيل لمواجهة العدو الأخطر: إيران، سيجد في المؤتمر والعملية التي قد تنبثق عنه، ضالته لتطبيع رسمي ومعلن، وغيرمحرج ... وقد تجد تركيا في مناسبة كهذه، وسيلة لاستكمال حلقات التطبيع مع الدولة العبرية ... وقد تجد بعض الأطراف الدولية فيها وسيلة لإعفاء “ضمائرها من التأنيب” عن استمرار أطول احتلال وكارثة إنسانية في تاريخ البشرية المعاصر ... وقد تمهد هذه الأسباب مجتمعة، طريق الدبلوماسية الفرنسية لتحقيق مرادها.

لكن الحقيقة الصلبة التي ستظل تصفع الجميع، قبل المؤتمر وبعده، إن قُدّر له الالتئام، هي أن “حل الدولتين” قد بات وراء ظهورنا جميعاً، وأن العملية التي بدأت في مدريد ومرت في أوسلو وغيرهما، قد ماتت، وشبعت موتاً.

قد تنتهي الخطوة الفرنسية إلى الفشل، وقد تصدر انتقادات من العاصمة الفرنسية للمواقف الإسرائيلية المتعنتة، وقد يمهد كل ذلك لاعتراف فرنسي بالدولة الفلسطينية (على الطريقة السويدية)، لكن لا هذه النتيجة ولا تلك، يجب أن تكون سبباً في إعادة بعث الأوهام والرهانات الخاسرة في أوساط القيادة الفلسطينية، هذا إن كانت الأوهام والرهانات الخائبة قد غادرتها أصلاً.

ليس لعاقل أن يقترح إدارة الظهر للتحرك الفرنسي، لكن التحذير من الاستمرار في مطاردة خيوط السراب والتعلق بـ “حبال الهواء”، يبدو أمراً ضرورياً، كما يبدو ملحاً كذلك، أن تمعن القيادة الفلسطينية النظر إلى الفرصة التي تتعاظم تحت ناظريها وبين يديها، الفرصة التي توفرها هبّة فتيان وفتيات فلسطين، الذين اختطوا بوعيهم العفوي وتضحياتهم الجسيمة، طريقاً مغايراً.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة في الوقت المستقطع مبادرة في الوقت المستقطع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon