توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة الرياض ... مصالحة أم «تهدئة»؟!

  مصر اليوم -

قمة الرياض  مصالحة أم «تهدئة»

عريب الرنتاوي

رسمياً، أعلنت دول الخليج العربية انتهاء “موسم الانقسامات والخلافات الداخلية” التي باعدت فيما بينها ... لكن المراقبين والخبراء في الشؤون الخليجية، يبدون شكوكاً عميقة في صحة هذا الإعلان، ويفضلون الحديث عن “تهدئة” قد تطول أو تقصر، بانتظار المواجهة القادمة.
أسباب هذه الشكوك عديدة، بعضها تاريخي، يعود إلى تجربة العلاقات المأزومة بين السعودية وقطر منذ انتقال الحكم في الأخيرة من الأب إلى الابن في العام 1996، والتي تميزت بتفشي المخاوف العميقة المتبادلة بين الجانبين، والتي تخطت في بعض الأحيان السياسة والإعلام، إلى الأمن ومحاولات التدخل في الشؤون الداخلية ... العلاقة بين قطر والبحرين، منذ النزاع على “فشت الدبل”، لم تكن يوماً على ما يرام، واليوم يتحول ملف “التجنيس” إلى سبب إضافي لتسميم هذه العلاقات وتعقيدها ... وها هي الإمارات تدخل على خط الخلاف مع قطر، من بوابة الاختلاف في المواقف حيال جماعة الإخوان المسلمين.


التقدير السائد في أوساط بعض المراقبين والخبراء، أن قطر ليست في وارد التخلي تماماً عن تحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين، انطلاقاً من نظرية تقول: أن مال قطر وإعلامها، كفيل بمضاعفة نفوذ الجماعة الجماهيري وتضخيمه إلى الحد الذي يمكنها من السيطرة على سدة الحكم والقيادة في عدد من الدول والمجتمعات العربية، ويعطي لقطر دوراً إقليمياً، لم تكن لتحلم به ... وهذا التحالف اختبر بنجاح في سنوات الربيع العربي، وهو وإن أخذ يعطي نتائج عكسية منذ الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، إلا أنه لم يفقد مفاعيله بعد، ولم يصبح سلاحاً مثلوماً.
في المقابل، تزداد مخاوف دول خليجية عديدة من نفوذ جماعة الإخوان في دولهم ومجتمعاتهم من جهة وفي المنطقة عموماً ... ولقد جاءت “قائمة الإمارات السوداء” والتي حظيت فيها الجماعة بفروعها وعلمائها وجمعياتها، نصيب الأسد، لتعكس حجم القلق والتخوف والتحسب من جهة، ولتظهر من جهة ثانية، حجم الفجوة التي تباعد أبو ظبي عن الدوحة ... وما يصح على الإمارات، يصبح بهذا القدر أو ذاك، على السعودية ... والمرجح أن قطر لن تتوقف عن دعم الإخوان، وإن كانت ستعطي هذا الدعم، تغطية سياسية وإعلامية أقل، وتحاذر أكثر عندما يتصل الأمر بإخوان الخليج.


مصر واحدة من الملفات الساخنة التي باعدت وتباعد ما بين الدول الخليجية ... ففي الوقت الذي تعمل فيه معظم هذه الدول على نسج خيوط تحالف استراتيجي مع القاهرة، وتعمل كل ما بوسعها لتعبيد طريق الحكم والسيطرة أمام نظام المشير السيسي، فإن قطر، وعبر أدواتها الإعلامية المعروفة، ما برحت تشن أعنف الحملات ضد هذا النظام، وتؤلب عليه، الرأي العام المصري والعربي والدولي، وتضع كل إمكانياتها في سبيل “شيطنته” وزعزعة سيطرته واستقراره والبرهنة على “لا شرعيته”.


وهناك إلى جانب هذه الملفات الكبرى، ملفات أخرى تتصل بالصراع على النفوذ والزعامة في قطر، وقضية تجنيس قطر لخليجيين (بحرينيين بخاصة)، وهي قضية تقض مضاجع المنامة، التي تعمل جاهدة وعبر مختلف وسائل التجنيس لحفظ وتوسيع حصة المكون السنّي، فيما تقوم قطر بتجنيس أعداد من البحرينيين (السنة طبعاً)، وبصورة تعمل في عكس ما تشتهيه الحكومة البحرينية.


لا ندري حتى الآن، ما هي حدود التوافقات والتفاهمات التي جرت في الرياض بغياب عُمان، تمهيداً لقمة الدوحة الشهر المقبل، لكن ما نعرفه أن قطر تراجعت خطوة إلى الوراء، الأرجح أنها في مجال “التجنيس” و”عدم التدخل في الشؤون الداخلية” وتخفيف حدة انتقاداتها لنظام السيسي ... لكن السؤال: هل التزمت قطر بتقطيع روابطها وصلاتها مع جماعة الإخوان المسلمين أم لا، يبقى سؤالاً مفتوحاً ... والسؤال عن درجة الثقة بين هذه الأطراف، يبقى كذلك سؤالاً مشروعاً في ضوء الإرث العميق، المتراكم والمتوارث، من انعدام الثقة.


قمة الرياض، وصفت بأنها قمة الفرصة الأخيرة للدوحة للبقاء في المنتظم الخليجي ... وهي قمة تعقد في ظل تفاقم التحديات التي تجابه دول الخليج ... إيران تقترب من اتفاق دائم أو مؤقت مع الولايات المتحدة والغرب، ما سيحررها من كثير من القيود، ويعزز دورها الإقليمي بشكل غير مسبوق ... و”داعش” تقرع أبواب الخليج بقوة، خصوصاً بعد الرسالة الصوتية “النارية” التي وجهها “خليفة المسلمين” أبو بكر البغدادي، وجعل فيها من السعودية، هدفاً أول لسيوف المجاهدين التي كٌسّرت أغمادها ... والخليج يواجه تحديات تتصل بأزمة الطاقة وانخفاض أسعار النفط، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية، واستتباعاً سياسية وأمنية، متأسسة على تراجع دور وإمكانيات الدولة الريعية، والأهم من هذا وذاك، أن “حروب المكونات” تكاد تطل برأسها في عدد أكبر من هذه الدول، سيما بعد نجاح الحوثيين جنوباً، في إحكام قبضتهم على مساحات واسعة من اليمن غير السعيد.


هي مصالحة الضرورة والاضطرار، أو قل هي “التهدئة” التي تفصل بين مواجهتين ... هذا هو التفسير الأقرب للدقة، لما تمخضت عنه قمة الرياض من نتائج، سيعاد انتاجها على الأرجح، في قمة الدوحة بعد شهر من الآن.

 

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الرياض  مصالحة أم «تهدئة» قمة الرياض  مصالحة أم «تهدئة»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon