توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 25 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

قصة صعود «الجماعة» وهبوطها

  مصر اليوم -

قصة صعود «الجماعة» وهبوطها

عريب الرنتاوي

بدت السنوات العشر الفائتة، “عشرية ذهبية” لجماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي والإقليم، سجلت خلالها الجماعة صعوداً غير مسبوق، لا في حجم نفوذها وشعبيتها في العديد من دول المنطقة ومجتمعاتها، بل وأمكن لها أن تصل للسلطة في عدد من الدول الكبيرة والصغيرة، ما جعل منها، قوة لا رادّ لها، أو هكذا كان يُظن، ولهذه الظاهرة جملة أسباب، لا يتسع “المقام” حتى لمجرد ذكرها أو المرور عليها.
بدأت القصة من تركيا، بتسجيل نجاح لافت لحزب العدالة والتنمية في الوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع ... وشهدت عدة دول عربية انتخابات برلمانية، سجّل فيها الإخوان نتائج مهمة ... في غزة 2006، أوصلت الصناديق حماس إلى السلطة، وحقق العدالة والتنمية في المغرب، نتائج في انتخابات تشريعية “مضبوطة” على إيقاع المؤسسة الملكية النافذة هناك ... وفي العراق، كان الحزب الإسلامي شريكاً ومكوناً رئيساً في سلسلة الحكم، منه جاء نائب الرئيس ومنه أيضاً جاء رئيس البرلمان، والحكاية ذاتها، تكررت بكثير من التشابه في عدة دول أخرى.
إلى أن جاء الربيع العربي، وحمل على “بساطه الطائر” الجماعة إلى سدة الحكم في أكبر وأهم بلد عربي، وقبلها كان إخوان تونس، يتولون مقاليد الحكم بالشراكة مع مكونين ضعيفين نسبياً ... أما ليبيا، فقد حققت الجماعة اختراقاً ملموساً، وهي وإن لم تحل أولى في نتائج الانتخابات، إلا أن مآلات الأزمة الليبية وتطوراتها، جعلت منهم فريقاً لا يشق له في حسابات السياسة الليبية، وفي المغرب، تحوّل “التقدم” الذي حققه حزب العدالة في انتخابات سابقة، إلى “اختراق” مكّنه من تشكيل الحكومة بالشراكة مع “الاستقلال” قبل أن انسحاب الأخير، واستئناف الإسلاميين الحكم بالشراكة مع “الشيوعيين”، ممثلين في “التقدم والاشتراكية”.
قرأنا كغيرنا، هذه الموجة الصاعدة للجماعة الإسلامية، وقدّرنا أن المنطقة ستدخل “عشرية الإخوان المسلمين” ... يومها اعترض علينا بعض السياسيين قائلين: إنه “عصر الإخوان”، فهيهات أن يخرج هؤلاء من السلطة، وقد وصولوا إليها بعد طول انتظار ... لكن رمال هذه المنطقة المتحركة بسرعة قصوى، تأبى أن تُبقي شيئاً على حاله، وتصرُّ على أن تدهشنا صبيحة كل يوم، بمفاجأة تكاد تأتي على جميع تدرجات مقياس “ريختر” لقياس الزلال والهزات الأرضية.
قوى كثيرة، بعضها عواصم نافذة، لم يرقها وضعاً كهذا، نظراً لإدراكها العميق، بأنها لن تكون الاستثناء، أو الخروج عن قاعدة “العشرية الإخوانية”، فالإخوان بين ظهرانيهم كذلك، ... فكان أن اشتعلت الأضواء الحمراء في مختلف العواصم التي لم تلفحها رياح الربيع العربي ... وقد وفرت الجماعة، وفي وقت قياسي لم نكن نتوقعه، كل الذرائع والأسباب، التي مكنت خصومها من تسريع الانقلاب عليها ومطاردتها، وانتزاع رايات النصر من بين أيدي قادتها، بل وإعادة الكثيرين منهم إلى سجونها، التي خبرها هؤلاء، لسنوات وأحياناً لعقود طوال.
وخلال فترة قصيرة نسبياً، لا تزيد على عام واحد إلا قليلا، كان إخوان مصر يغادرون السلطة، تحت ضغط الشارع والجيش في 30 يونيو والثالث من يوليو ... وكان إخوان تونس، يستلحقون أنفسهم بمغادرة السلطة “توافقياً” قبل أن يضطروا إلى مغادرتها تحت الضغط نفسه ... وكانت ليبيا تتحضر لحملة شاملة ومنظمة لمطاردة الإخوان، توّجها اللواء خليفة حفتر بتحركه العسكري السريع ... وكانت حماس تستعجل المصالحة، وتسليم مقاليد السلطة حتى لحكومة يرأسها رامي الحمد الله، مبدية الاستعداد للعودة إلى “قواعد” قوتها التقليدية وأدوات نفوذها الفصائلية، لا الحكومية ... أما تركيا، فلا أحسب أن رئيس حكومة في العالم، يكابد “الشقاء” كما يفعل أردوغان، الذي ما أن يخرج من أزمة، حتى يدخل في غيرها، لكأن سنوات صعوده قد انتهت، وحانت لحظة هبوطه الاضطراري على مدارج الأزمات والفضائح والفشل.
أما المغرب، فلا ندري كيف ستؤول التطورات فيها، فللتجربة سياقاتها المغايرة ... إسلاميون يتولون الحكم تحت ظلال مؤسسة ملكية قوية ونافذة ورؤيوية ... قوى سياسية وحزبية ومدنية، وازنة، قادرة على توفير “المعادل الموضوعي” للإسلاميين ... ونظام انتخابي يحرم أي حزب سياسي من الحصول على الأغلبية المطلقة للمقاعد، تؤهله الحكم منفرداً ... لكن خسائر الإخوان المتتالية في عواصم المنطقة والإقليم، لا شك ستنعكس بصورة سلبية على نظرائهم المغاربة.
لا ينبغي على الإخوان، الاكتفاء بتعليق سبب تراجعهم وخسارتهم لـ “ملكهم” إلى نظرية المؤامرة ... المؤامرة موجودة، وبعض الأنظمة والحكومات لا تريد الإخوان، لا لأنهم جماعة متطرفة أو إرهابية، بل لأنهم جماعة منظمة ونافذة وقادرة، ربما وحدها دون سواها، على المنافسة ... على الإخوان الاعتراف بداية بأنهم ماهرون في الوصول إلى السلطة وقادرون على ذلك، بيد أنهم عاجزون عن الاحتفاظ بها، والعمل وفقاً لمنطقها وآلياتها وحساباتها.
إن لم تكن قصص الفشل المتلاحق والهزائم المتتالية، سبباً كافياً لإجراء المراجعة، فلن تتوافر لجماعة الإخوان فرصة مماثلة في المدى المنظور لفعل ذلك ... إن لم يكن مسلسل الأخطاء والخطايا التي قارفوها في الحكم، وفي أوقات قياسية، سبباً وجيهاً للتقييم والتقويم، فلن تكون هناك سانحة أخرى لفعل ذلك على ما نظن ... حديث المؤامرة يمكن أن يستمر لمائة عام قادمة، لكن ما ينفع الناس ويبقى في الأرض، هو أن “تجرؤ” الجماعة على إجراء المراجعات المطلوبة، وهذا أفيد لها ولمجتمعاتها وللدول والأوطان التي تحمل هويتها، فهل تفعل؟
"نقلاً عن جريدة الدستور الأردنية"

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة صعود «الجماعة» وهبوطها قصة صعود «الجماعة» وهبوطها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon