توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قديستان من فلسطين

  مصر اليوم -

قديستان من فلسطين

عريب الرنتاوي

في السابع عشر من الشهر الجاري، ستحتفل الكنيسة الكاثوليكية في العالم بتصعيد راهبتين فلسطينيتين إلى مرتبة «القديسين»، وسيشرف البابا فرنسيس الأول على مراسم الاحتفال الضخم الذي ستشخص إليه أفئدة وأنظار أكثر من مليار مؤمن كاثوليكي في العالم، وسط حضور كثيف لممثلي الكنائس في فلسطين ولبنان وسائر المشرق، ووسط حضور سياسي وإعلامي كثيف، وتغطية ستشمل مئات الصحف والمواقع والقنوات في العالم... 

إنه يوم فلسطين في الفاتيكان روحياً، أنه يومها في روما سياسياً، وسيرتفع علمان لفلسطين على نحو متزامن، الأول في ساحة القديس بطرس في عاصمة الكاثوليكية والثاني في العاصمة الإيطالية، الأول تمجيداً للقداسة والثاني إيذانا بافتتاح السفارة الفلسطينية في روما. 

الراهبة مريم يسوع المصلوب من رهبنة الكرمل المولودة في عبلين في فلسطين عام 1846 والمتوفاة في بيت لحم عام 1878، والراهبة ماري غطاس، من مؤسسة رهبنة الوردية في القدس والمولودة فيها في العام 1843 والمتوفاة فيها أيضا عام 1927، عاشتا حياة إنسانية ومسيحية مثالية، وكانتا مثالا في التعبد لله وفي محبتهنّ لجميع خلائقه، هكذا تقول أدبيات الكنيسة. 

هي جرعة دعم استثنائية لفلسطين وشعبها السائر على درب الجلجلة منذ مائة عام أو يزيد، في سعيه لنيل حريته واستقلاله وخلاصه من نير العبودية والعنصرية واللجوء والإلغاء...

 هي جرعة دعم لمسيحيي فلسطين بخاصة، ومسيحيي المنطقة بعامة، الذين يواجهون واحدة من أصعب مراحل تاريخهم في هذه المنطقة، بعد عمليات الاستهداف والحرق والتهجير والاعتداء على الأنفس والأموال ودور العبادة والحرمات... 

هي رسالة دعم وإسناد لهم في كفاحهم من أجل الصمود والبقاء على أرض الآباء والأجداد القديسين والقديسات، أرض المسيح عليه السلام، وموطن رسالته الأول. 

صورة الفلسطيني «الإرهابي» التي حاولت إسرائيل زرعها في أذهان العالم، ستحل محلها صورة «الفلسطيني القديس»، وحدهم قتلة الأنبياء والرسل سيشعرون بالخزي، وهم يتابعون طقوس الترسيم ومراسمه المهيبة...

 ومن حق الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، مؤمنين وغير مؤمنين، أن يغمرهم الشعور بالفخر، فالمناسبة «وطنية» بامتياز، حتى وإن تظللت بعباءة المقدس الديني... 

وهي تظاهرة دعم واعتراف بفضل الفلسطيني وإسهامه في إثراء الحياة الروحية للبشرية، استثنائية بحق، وتستحق أن تلقى الاهتمام الذي يليق بها.

 ماري بواردي، ولدت في 5 كانون الثاني 1846 في قرية عبلين من أعمال الجليل والدها جريس بواردي وأمها مريم شاهين، من عائلة مسيحية فقيرة. ت

وفي جميع إخوانها وهم أطفال، وفقدت والديها وهي في الثانية من عمرها، لتنتقل إلى كنف عمها، ولتبدأ مشوارها الخاص مع المعاناة وشظف العيش، قبل أن تلتحق في العام 1860 براهبات مار يوسف، ثم لتنضم الى الكرمليّات متخذة اسم «مريم يسوع المصلوب»، لتبني بعد ذلك «دير الكرمل» في بيت لحم عام 1875، وليقول عنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: «راهبةٌ كرملية، وُلِدَت على الأرضِ التي شهدَتْ حياةَ يسوع في الناصرة، الأرضِ التي ما زالَتْ، حتى أيامِنا هذه، سببَ همومٍ كبيرةٍ لنا ومركزَ نزاعاتٍ أليمة، إنّ خادمةَ المسيحِ المتواضعة، مريم يسوع المصلوب، تنتمي من حيث العِرق والطقس والدعوة وتنقّلاتها الكثيرة إلى شعوبِ الشرق، وهي اليوم ممثِّلةٌ لهم. 

ماري غطاس، فتاة عربية فلسطينية، ولدت في مدينة القدس باسم سلطانة عام 1843 من عائلة مسيحية فلسطينية انخرطت في سلك الرهبانية عام 1860، أسست «أخوية الحبل بلا دنس» و»أخوية الأمهات المسيحية، قبل أن تنجح في تأسيس «رهبانية الوردية المقدسة» عام 1883 برفقة ثمانية فتيات أخريات من مدينة القدس، التي تنتشر كنائسها ومدارسها وجمعياتها في كثير من مدن فلسطين وعدد واسع من دول المنطقة، وتشتمل بخدماتها التعليمية، المسلمين والمسيحيين على حد سواء. 


على هذه الأرض ما يستحق الحياة والقداس معاً، وفلسطين وطن الأنبياء والرسالات، ستظل «ولّادة» مهما تعاقبت محاولات إجهاضها وطمسها...

 طوبى للقديستين اللتين رفعتا في مماتهما راية فلسطين عالياً... 

وطوبى لكل قديس فلسطيني يعمل لتثبيت أهل فلسطين على أرضها، وتقريب ساعة الفرج والخلاص من رجس الاحتلال ودنس الاستيطان وذل اللجوء والتشرد. 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قديستان من فلسطين قديستان من فلسطين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon