توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في مغزى قرارات الجامعة العربية الأخيرة

  مصر اليوم -

في مغزى قرارات الجامعة العربية الأخيرة

عريب الرنتاوي

أن تكون جامعة الدول العربية، عاجزة ومحدودة التأثير في تقرير وجهة السياسات والعمل العربي المشترك، فهذا أمرٌ بات يندرج في عداد المسلمات، التي لا يختلف حولها كثيرون ... لكن أن يُتخذ من هذا المعطى، سبباً لعدم التوقف عند مغزى ودلالة ما يصدر عنها من قرارات وتوجهات، فتلكم حكاية أخرى، لا نتفق مع القائلين بها.

نهاية الأسبوع الماضي، اتخذت الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، قرارين هامين: الأول، أدرجت بموجبه حزب الله في عداد المنظمات الإرهابية... والثاني، توافقت من خلاله على تعيين وزير الخارجية المصرية الأسبق أحمد أبو الغيط، أميناً عاماً جديداً، خلفاً للأمين العام الحالي، الدكتور نبيل العربي.... فأية دلالات يحملها القراران المذكوران، وفي أي سياق يمكن وضعهما؟
وسنبدأ باختيار أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة... أبرز ما يميز الرجل أنه شغل منصب آخر وزير خارجية في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وهو صاحب مواقف شهيرة في أثناء عملية “الرصاص المصبوب” الإسرائيلية على غزة 2008/2009، تفوح بأشد مشاعر الكراهية لحركة حماس الفلسطينية، وهو الذي تعهد بتكسير أرجل الفلسطينيين في حال تجاوزا حدود قطاعهم المحاصر إلى المدن والبلدات المصرية المجاورة، بحثاً عن احتياجاتهم المحرومين منها جراء الحصار.

هنا يتكشف قرار مجلس الوزراء العرب، عن عمق التحولات التي طرأت على السياسات والأولويات العربية، بعد سنوات خمس من اندلاع ما بات يُعرف بـ “الربيع العربي” ... فاختيار الرجل لهذا الموقع، وبصرف النظر عن مؤهلاته وقدراته، لا يمكن أن يفهم خارج منطق “تصفية الحساب” مع ثورات الإصلاح والتغيير التي اجتاحت مصر والعالم العربي في الأعوام الأخيرة...والذين عجزوا بالأمس عن تثبيت حسني مبارك في موقعه، أو أعادته للسلطة مرة ثانية، ينجحون اليوم في إعادة أحد أبرز رموز نظامه، إلى رأس هرم العمل الجماعي العربي.

وإذ يتزامن اختيار أبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة، مع قرار الوزراء العرب بإعلان حزب الله منظمة إرهابية، يصبح لزاماً على المراقب أن يتساءل، عن مغزى القرار بالنسبة لحركة حماس الفلسطينية، فالرجل معروف بمواقفه المعادية لها، والقرار بتعيينه في منصبه، يكاد يعادل قرار الجامعة بشأن حزب الله، والمؤكد أن الحركة لن تجد في مقرالمنظمة العجوز، مكاناً دافئاً تأوي إليه، حتى كذاك التي كانت تجده زمن نبيل العربي، المعروف بمدى ارتهانه للسقف الخليجي على امتداد سنوات عمله الخمس الفائتة.

القرار العربي باعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً، يُعدُّ تحولاً نوعياً في السياسات والأولويات العربية في المرحلة الراهنة، إذ لم يسبق للجامعة العربية، وعلى أي مستوى من مستوياتها، أن تخلت عن حذرها أو”تورطت” في توصيف جماعة تقاتل إسرائيل، بمثل هذا الوصف، حتى في تلك الأزمنة التي شهدت قيام مجموعات فلسطينية ولبنانية وعربية، بارتكاب أعمال، يصعب الدفاع عنها أو تبريرها، فالأولوية كانت على الدوام، لتوفير المظلة والغطاء لكل من يقاتل إسرائيل، أما الخلافات بين الفصائل وهذه العاصمة أو تلك، فغالباً ما كانت تحفظ في إطار البيت العربي الداخلي.

وحتى عندما “تورطت” فصائل فلسطينية في الشؤون الداخلية لدول عربية، وأدى وجودها فيها، إلى زعزعة استقرارها وأمنها، بما في الانخراط في حروبها الأهلية (لبنان مثالاً)، لم يكن الأمر يستدعي اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات، ولم يجرؤ أي من هذه الدول على طلب اعتبار منظمة التحرير أو أي من فصائلها الرئيسة، فصيلاً إرهابياً... المشهد اليوم، ينقلب رأساً على عقب، وأولويات أجندة العمل العربي المشترك، تنقلب بدورها رأساً على عقب.

لقد مرت المنطقة العربية بظروف مشابهة، اشتبكت مصر والسعودية في حرب على اليمن، وانتقلت فصائل للقتال إلى جانب “المتمردين” في إقليم ظفار، انطلاقاً من اليمن الجنوبي، وانخرطت المقاومة الفلسطينية في صراعات سياسية ومسلحة مع عدد من الأنظمة العربية، من دون أن تصل الأمور إلى هذه الوضعية المتفجرة، ومن دون أن تبلغ الانقسامات والاستقطاب، درجة التناغم مع الطروحات الإسرائيلية، وحد التعامل مع الدولة العربية، كصديق محتمل في مواجهة عدو مؤكد.

هنا والآن، تتموضع إيران في خانة العدو الأول، حتى لا نقول العدو الأوحد، ولا صوت يعلو على صوت المعركة معها وعليها، حتى الصراع العربي – الإسرائيلي، بات تفصيلاً ثانوياً من منظور هذه المقاربة، ولن يشفع لدولة أو فصيل أو جماعة، أنها تحارب إسرائيل، حتى تحظى بصكوك البراءة والغفران، لكيلا نقول الدعم والتأييد والإسناد ... إنها مرحلة “من ليس معنا فهو ضدنا”، ومعنا هنا، تعني حرفياً: معنا ضد إيران في المقام الأول والأخير.

ستدخل جلسة وزراء الخارجية العرب الأخيرة، تاريخ جامعة العرب، بوصفها نقطة انعطاف كبرى، إن لجهة تسوية الحساب مع “الربيع العربي” أو لجهة إعادة تقويم الأخطار والتهديدات والتحالفات في المنطقة، ولن يقلل من شأن هذا التطور النوعي، أن عدداً من الدول العربية، لاذ بالصمت أو اكتفى بطأطأة الرأس أو “نأى بنفسه” أو “لاحظ” و”تحفظ”.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مغزى قرارات الجامعة العربية الأخيرة في مغزى قرارات الجامعة العربية الأخيرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon