توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن «نظرية المغناطيس»

  مصر اليوم -

عن «نظرية المغناطيس»

عريب الرنتاوي

بلورت الإدارة الأمريكية «نظرية» خاصة بها لتفسير سر انجذاب «المجاهدين» إلى سوريا واستطالة أمد الأزمة السورية وتفاقمها، يمكن أن نطلق عليها «نظرية المغناطيس»، التي تزعم أن بقاء الرئيس بشار الأسد في موقعه، سيظل محفزاً لحركات التطرف العنيف على إرسال المزيد من العناصر والمجندين إلى سوريا، وأن تنحي الأسد أو تنحيته، هو الممر الإلزامي للانتصار في الحرب على الإرهاب وإنجاح العملية السياسية سواء بسواء.
لا أدري إن كانت الولايات المتحدة، الدولة العظمى، المستحوذة على أكبر عدد من أهم مراكز البحث والتفكير في العالم، مؤمنة حقاً بهذه النظرية، أم أنها طوّرتها أساساً بهدف تصديرها إلى الدول الصديقة والحليفة لواشنطن، سيما وأننا غالباً ما نستمع للمسؤولين الأمريكيين، يرددونها عشية أو في أثناء زياراتهم لتركيا ودول خليجية بعينها، ما خلق الانطباع لدينا، بأنها «نظرية للتصدير» وليست للاستهلاك المحلي في الغالب.
لست هنا بصدد تناول مسألة الأسد، بقاءً أو رحيلاً، لكن لا بأس من «التقدمة» للموضوع قيد البحث، بجملٍ مختصرة، حتى لا يُفهم من المقال، أن تفنيد «نظرية المغناطيس»، إنما يستهدف تسويق وتسويغ بقاء الأسد على كرسيّه: لن نسعد أبداً إن كانت بدائل الأسد من طراز زهران علوش وشاكلة البغدادي والجولاني، أو إن كان متحدّراً من أحرار الشام ومن هم على شاكلتهم من «الدواعش» المتخفين خلف رايات وأسماء مختلفة ... وسنقلق كثيراً، بخلاف بعض خصوم الأسد، إن كان ثمن رحيله، تقويض سوريا دولة ومجتمعا ومؤسسات، بما يجعل كلفة بقائه أقل بكثير من كلفة رحيله ... لكننا في المقابل، نرى أنه لا يليق بسوريا، دولة ومجتمعاً وشعباً، أن تظل تحت ظلال «عائلة الأسد» لنصف قرن، سيما بعد الأكلاف الهائلة للحرب في سوريا وعليها، تلكم مسألة غير مقبولة بحال، لا سياسياً ولا أخلاقياً ولا بأي ميزان من الموازين ... نريد لسوريا أن تجتاز بتكاليف أقل، مرحلة الانتقال، ومن بعدها لكل حادث حديث.
تفتقر «نظرية المغناطيس» لما يمكن وصفه، الفهم الأعمق لدوافع ومحركات «المشروع الجهادي» في سوريا ... هنا تبرز مسألة الأسد، بقاءً أو رحيلاً، كمجرد تفصيل ... إذ حتى لو جيء بأكثر الشخصيات الوطنية ميلاً للحرية والنزاهة والتعددية، فلن يغير ذلك سطراً واحداً في مشروع هذه التنظيمات، والذي يتعلق حصراً، ببناء «الخلافة» أو «الإمارة»، وإنفاذ ما تعتقده «شرع الله» على البلاد والعباد، وبالقوة الغاشمة، وتحويل سوريا، إلى منصة للجهاد العالمي، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
وحتى لو جيء بأمير من «النصرة» أو «أحرار الشام» إلى «قصر الشعب» في دمشق، فلن تضع الحرب أوزارها، ولن يتوقف تدفق المجاهدين والاستشهاديين والانغماسيين ... بدلالة ما رأينا من مصائر ومآلات الجهاد الأفغاني بعد رحيل الاتحاد السوفياتي عن كابول، ولاحقاً اجتياح طالبان لأفغانستان وتدمير الهياكل الجهادية المختلفة، وببرهان من سوريا ذاتها، عن «حروب الإخوة الأعداء» من أبناء المدارس السلفية الجهادية المختلفة، والتي كانت أشد بأساً على بعضها البعض، من شدتها في مواجهة النظام السوري، أو صنوف المعارضة السورية الأخرى.
ثم، عن أي «مغناطيس» يمكن أن نتحدث في العراق واليمن وليبيا، التي بدأ «داعش» وأخواتها في توجيه هجرة الجهاديين صوبها؟ ... ولماذا يستهدفون تونس على سبيل المثال، وهي البلد الذي قدّم أفضل تجارب الربيع العربي في الانتقال التوافقي – السلمي إلى الديمقراطية؟ ... عن أي مغناطيس يمكن أن نتحدث هناك؟ ... وهل استثنت «داعش» من أجندتها، أو أسقط من «بنك أهدافها» دولاً أخرى، لا «مغناطيس» فيها من الطراز الأسد فيها؟  ... أو ربما يتعين طرح السؤال بطريقة أخرى، أكثر دقة، هل استثنت «داعش» أي بلد على الإطلاق من لائحة أهدافها في الأصل، أم أن المسألة مرتبطة بالأولويات والإمكانيات والقدرة على اختراق مزيد من الدول والمجتمعات؟
«نظرية المغناطيس» تصلح في سياق السجال السياسي حول مصير الأسد، وشكل سوريا القادمة، وموقعها على خريطة التحالفات والمحاور الإقليمية ... بيد انها نظرية قاصرة، عندما يتعلق الأمر بأهداف «الزحف الجهادي» إلى سوريا وأسبابه ومحركاته ... هنا، وهنا بالذات، لا يمكن الحديث عن سوريا إلا بوصفها حلقة مركزية، في مسلسل «الجهاد العالمي» ذي الأجندة المفتوحة في الزمان والمكان، وبصورة تكاد تكون معها، نسخة «إسلامية»، غير منقحة وغير مزيدة، عن نظرية «الثورة الدائمة» التروتسكية ... وبهذه المناسبة، ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، فإن الجهاديين، لا يؤمنون بـ «الخلافة في بلد واحد»، تماماً مثلما رفض تروتسكي وأتباعه، النظرية الستالينية عن «الاشتراكية في بلد واحد».

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «نظرية المغناطيس» عن «نظرية المغناطيس»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon