توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سباق مع الزمن

  مصر اليوم -

سباق مع الزمن

عريب الرنتاوي

بعد “تعليق” اجتماعات “جنيف 3” على وقع الاختراقات النوعية التي حققها الجيش السوري على جبهات حلب والجنوب، بدعم روسي جوي كثيف، كشفت موسكو عن عملية “بناء قوة” تجريها أنقرة على مقربة من حدودها مع سوريا، وتحدثت الرياض عن استعدادها للمساهمة في قوة برية تحت رعاية التحالف الدولي وفي إطاره، لمحاربة “داعش” ... أنقرة نفت الأنباء الروسية عن “بناء القوة”، وموسكو تحدثت عن عرض سعودي “غامض” مشككة بجديته، وواشنطن رحبت بالعرض بانتظار مزيد من التفاصيل. الغريب في الموقفين التركي والسعودي، إنهما يأتيان في لحظة “تقدم نوعي” تحققها قوات الجيش السوري على أكثر، ضد النصرة وحلفائها في الشمال والجنوب، وضد “داعش” في ريف حلب الشرقي ودير الزور، كما أنها تأتي في ظل تواتر التقارير الغربية والعراقية، عن تراجع “داعش” وانحسار نطاق سيطرته وخسرانه ألوف المقاتلين، وفقاً لأحدث تقرير استخباري أمريكي، الأمر الذي يجعل من سؤال “التوقيت”، توقيت هذه المواقف والتصريحات، أمراً بالغ الأهمية، خصوصاً لجهة “الهدف” الذي تسعى العاصمتان الإقليميتان الحليفتان لتحقيقه. بالنسبة لتركيا، ثمة ما يشبه “الانقلاب” على كل ما خططت له وسعت لتحقيقه في سوريا ... النظام السوري يستعيد المزيد من المناطق لسيطرته، وتحديداً في “المجال المفيد” لتركيا ... والأهم، أن وحدات الحماية الشعبية الكردية والاتحاد الديمقراطي الكردستاني اللذان تعتبرهما أنقرة، فصيلان إرهابيان، سيجلسان بعد وقت ليس ببعيد على مائدة جنيف، وهما تحظيان بدعم روسي – أمريكي سياسي وعسكري، وواشنطن بالذات، رفعت مؤخراً من درجة تنسيقها مع كرد سوريا، وزار مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى مناطقهم، وثمة أنباء عن قوات برية و”مطار عسكري” قيد الانشاء ... اما روسيا، فتقترح ضم الأكراد إلى “المركز الاستشاري” بين الحلفاء الذي اقترحته أن تستضيفه العاصمة الأردنية. البساط السوري، ينسحب بتسارع من تحت أقدام “السلطان”، ومع الاختراقات النوعية للجيش السوري في ريف حلب الشمالي، يبدو أن ما تبقى من “خيول الرهان التركية” في سوريا، في طريقها للهلاك .... لم يبق لدى الزعيم التركي، سوى تجريب “مغامرة التدخل المباشر”، وتسجيل اختراقات في العمق السوري، علّه بذلك يعيد “ترميم” قواعد اللعبة والاشتباك، وينقذ ما يمكن إنقاذه من المصالح التركية. السعودية، لديها ما يكفيها من الهموم والتحديات، خصوصاً على خاصرتها الجنوبية  ، لكنها مع ذلك، تجد صعوبة في التسليم، بأن مشروعها في سوريا قد وصل طريقاً مسدوداً ... ليست المسألة في الحرب على “داعش”، هذه الحرب تخوضها أطراف عديدة، تحقق تقدماً تلو الآخر، ومسألة اجتثاث التنظيم من سوريا والعراق، باتت مسألة وقت لا أكثر، قد يطول قليلاً أو قد يقصر، لكن التنظيم بدأ منذ حين، مسيرة هبوطه وانحداره. السعودية بعرضها المشاركة في قوات برية لقتال “داعش” تستعجل تدخلاً برياً دولياً في سوريا، ينهي الاستفراد الروسي الميداني، ويضع حداً لتقدم قوات الجيش السوري على الأرض، وينقذ ما يمكن إنقاذه أيضاً من الحلفاء المحليين الذي استثمرت بهم الرياض، الكثير من المال والجهد والسلاح والعتاد .... يبدو أن الثقة بقدرة الحلفاء المحليين على “حمل المشروع السعودي” في سوريا، قد تلاشت تحت الضربات والاختراقات النوعية التي حققه خصوم المملكة مؤخراً على الأرض ... لا بد إذن من اعتماد “الخطة ب “. سوريا ليست اليمن بالنسبة للمملكة، المجازفة هنا قد تكون قاتلة بكل ما للكلمة من معنى، لذا يجب أن تكون “المغامرة محسوبة” للغاية، ومضبوطة على إيقاع التحالف الدولي وتحت مظلته وبرعايته. نحن إذن، بإزاء سباق محموم مع الزمن، في الميدان كما على موائد الحوارات والمفاوضات ... النظام وحلفاؤه يستعجلون حسم بعض المعارك الكبرى، قبل الشروع جدياً في بحث حول أي من العناوين الجوهرية على جدول أعمال “جنيف 3”، وخصومه سيفعلون كل ما بوسعهم لجعل مهمة النظام مستحيلة ... لكن الفارق الجوهري بين الفريقين، أن الأول يتحرك ككتلة صلبة متماسكة ويقفز كالأرنب، فيما الفريق الثاني، متثاقل ومتباعد ويتحرك بسرعة السلحفاة في معظم الأحيان. النظام وحلفاؤه، ماضون في معاركهم الشمالية حتى خط الحدود مع تركيا، وفي الجنوب لم تعد دمشق تتردد في البوح بأنها لن تتوقف قبل أن تبلغ “معبر نصيب” الحدودي مع الأردن ... الانهيارات المتسارعة للمسلحين، معتدلين وإرهابيين، باتت تسمح على الاعتقاد، وربما لأول مرة من أزيد من ثلاث سنوات، بأن ما يخطط له النظام ويسعى لإنجازه مع حلفائه، يبدو احتمالاً مرجحاً. 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سباق مع الزمن سباق مع الزمن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon