توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

رسائل الحكومة المتناقضة

  مصر اليوم -

رسائل الحكومة المتناقضة

عريب الرنتاوي

كنّا في الجلسة الأخيرة لمؤتمر "الأردن في بيئة إقليمية متغيرة-سيناريوهات للمستقبل"، وكان المتحدثون الأردنيون يذهبون في كل اتجاه، من نقد التباطؤ في مسار الإصلاح السياسي، إلى حديث عن نقص أو حتى غياب الإرادة السياسية للإصلاح، من قائل بوجوب تسريع هذا المسار كشرط لكسب الحرب على التطرف والإرهاب، إلى محذر من مخاطر الركون إلى الهدوء والاستقرار الظاهرين، واللذين يستبطنان الكثير من التهديدات والتحديات.
 
بدأت أخبار المؤتمر لرئيس الوزراء تتوالى على الهواتف الذكية للمشاركين في المؤتمر، سرت للحظة مناخات إيجابية، حتى أنني خاطبت المتحدث الأخير في الجلسة الأخ علي أبو السكر، قائلاً: يبدو أن الحكومة عاودها الحنين لشهر العسل المديد مع الإخوان المسلمين، وها هي تشرع في نظم قوافي الغزل.
 
والحقيقة أنه مخطئ تماماً من يظن أن قانون القائمة النسبية المفتوحة على مستوى المحافظة الذي تقدمت به الحكومة مؤخراً للرأي العام الأردني، قد أريد به "مغازلة" الحركة الإسلامية، فليس في أفق العلاقة بين الحكم والجماعة، ما يشير إلى أن صفحة التأزيم قد طويت، وأن صفحة الانفراج قد فُتحت ... لكن الحركة الإسلامية، مثل غيرها، وأكثر من غيرها، لطالما اكتوت بنار "الصوت الواحد المجزوء"، وباستثناء بعض أصحاب المصالح الضيقة للغاية، يصعب أن تجد أردنياً واحداً، يؤيد استمرار العمل بهذا القانون، حتى وإن انبرى، لأسباب وحسابات جد مغلقة، للادعاء بأن أعرق الديمقراطيات، ما زالت تعمل بهذا القانون، في إشارة لبريطانيا، من دون أن يكلف نفسه، عناء البحث في المشترك والمختلف بين التجربتين الأردنية والبريطانية، من السياقات التاريخية العامة والخطوط العريضة، إلى أبسط التفاصيل.
 
لكن من الطبيعي أن تشعر الحركة الإسلامية ببعض الانفراج وهي تقلب بنود مشروع القانون، وهي وإن كانت تريد شيئاً غير هذا، فأحسب أن ما تضمنه المشروع كفيل بانتزاع ترحيب متحفظ من قيادة الحركة، وبما يمهد لمغادرة مربع المقاطعة الضيق، إلى فضاءات المشاركة الأرحب...بهذا المعنى، يمكن القول، أن مشروع القانون انطوى على رسالة إيجابية، ويمكن النظر إليه بأنه محاولة للالتقاء في منتصف الطريق مع المعارضات على تنوعها، والإسلامية منها على نحو الخصوص.
 
بيد أن ما حدث مع قناة اليرموك، يبعث برسالة في الاتجاه المعاكس ... فجأة تكتشف الجهات ذات الصلة، ولا أدري عن أية صلة أتحدث، بأن هذه الوسيلة غير مستوفية بعد لكافة أوراقها القانونية، وأنها بهذا المعنى ليست "شرعية" تماماً، مع أن المحطة تبث منذ سنوات، ولقد استضافت على أثيرها وشاشاتها، عشرات إن لم نقل مئات الشخصيات الوطنية الأردنية من مختلف المشارب والاتجاهات، وكاتب هذه السطور لطالما حظي بشرف الإطلالة من على شاشتها، في عدة مناسبات خلال السنوات القليلة الفائتة، وأحسب أن القناة قد التزمت بالحد الأدنى من قواعد الخطاب الإعلامي، من دون إثارة وتجييش ومن ضمن سقوف معارضة محسوبة.
 
غريب أمر الحكومة والسلطات والأذرع المنبثقة عنها والتابعة إليها... فجأة نكتشف أن جماعة الإخوان غير مستوفية شروط التأسيس والترخيص، ومتى؟ ... بعد سبعين عاماً على تأسيسها ... وفجأة نكتشف أن القناة غير مستوفية كذلك لشروطها، وبعد سنوات من العمل على الأرض والبث إلى الفضاء ... فمن هو الملام والحالة كهذه، هل هي قيادة الجماعة وإدارة المحطة، أم الجهات الرسمية المتعاقبة، التي قصّرت في أداء واجبها والقيام بوظائفها طوال هذه السنوات، وكم من المسؤولين يتعين علينا الزج بهم في أقفاص الاتهام بوصفهم مسؤولين عن هذا التسيب في إنفاذ القوانين؟
 
الأمر، يا سادة يا كرام، لا علاقة له بنقص الأوراق أو اكتمالها ... المسألة ليست قانونية أساسا، لنخوض في جدل حول من المسؤول عن ماذا ... المسألة في الحالتين، الجماعة والقناة، سياسية بامتياز، وتندرج في سياق سياسة التضييق والحصار و"الشيطنة" المتبعة منذ زمن بحق الجماعة الأم... ولا أظن أن أردنياً واحداً، اشترى حكاية "عدم استيفاء" شروط التأسيس والترخيص والمزاولة... ولسنا بحاجة لوثائقي "الجزيرة" لنعرف ذلك، بل ولن نحتاج إلى استدعاء الشهود من وزير الإعلام الأسبق إلى نقيب الصحفيين الحالي، إلى غيرهم من أطراف وشهود، لنتعرف على وقائع المسألة.
 
لكأني بمركز السلطة والقرار في الدولة، يبعث برسائل متناقضة، فهو من جهة يطرح مشروع قانون أثار ارتياحاً نسبياً في مختلف الأوساط الأردنية السياسية والمدنية، ولكنه من جهة ثانية، يذهب في موضوع "ضبضبة" الحريات إلى أبعد مما تخيلنا وقدّر غيرنا ... أو لكأني بالبعض يريد للجماعة أن تشارك في الانتخابات القادمة، فيما البعض الآخر، يريد أن يدفعها دفعاً نحو قرار المقاطعة ... هل نحن أم لعبة واحدة، ذات حدين وسلاحين: جزرة الانتخابات وعصا "اليرموك" ومن قبلها الجولاني وبني ارشيد، أم أننا أما تضارب في القراءات والتوجهات داخل مؤسسة صنع القرار، فريق يفتح باب للمشاركة وآخر يزرع طريقها بالألغام وصولاً للمقاطعة؟

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل الحكومة المتناقضة رسائل الحكومة المتناقضة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon