توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

داعش والأردن ... حين ينقلب السحر على الساحر

  مصر اليوم -

داعش والأردن  حين ينقلب السحر على الساحر

عريب الرنتاوي

لسنا وحدنا من رصد التحولات الهامة في اتجاهات الرأي العام الأردني خلال الأيام والساعات القليلة الفائتة، صحفيون ودبلوماسيون أجانب، رصدوا الظاهرة، وطفقوا يسألون عن أسباب التحوّل وما إذا كان سحر الحرب النفسية للتنظيم قد ارتد عليه ... وكيف ستكون انعكاسات هذا التحوّل على “إدارة الملف” وعملية التفاوض ومستقبل أزمة الطيار الأردني ؟
منذ انضمام الأردن، المعلن والمشفوع بأسبابه الموجبة، أهمها أن الحرب على داعش هي حربنا، حرب العرب والمسلمين قبل غيرهم، انقسم الرأي العام الأردني بين مؤيد ومعارض ... بعضهم جادل في أنها حرب “لا ناقة لنا فيها ولا جمل” ... بعضهم الآخر، قال إنها حربنا، وأن الأردن هو الهدف التالي للتوسع “الداعشي”، إن قُدّر للتنظيم الأصولي أن يستمر ويتمدد خارج سوريا والعراق، وأن من الأفضل لنا أن نحاربهم في “الفناء الخلفي” لمنازلنا .
استمر هذا الجدل وتصاعد بعد سقوط الطائرة وأسر الطيّار، وبدا أن وجهة النظر المناهضة للمشاركة في التحالف الدولي، قد كسبت قواعد جديدة واكتسبت مؤيدين جددا ... وبدأنا نسمع عبارات من نوع: ما الذي ذهب بنا إلى هناك؟ ... وما المصلحة التي سيجنيها الأردن، أو الأهداف التي يدافع عنها، عندما قرر أرسال اسراب من سلاح الجو لقصف أهداف التنظيم ومواقعه؟
إلى أن تصاعدت حدة الحرب النفسية التي يخوضها التنظيم ضد الأردن، مستغلاً ورقة الأسير الطيار، حيث توالت المواعيد النهائية ورسائل التهديد بتقطيع الرؤوس، والمهل الزمنية المضبوطة على توقيت الخلافة الشتوي... عندها شعر الأردنيون أن هناك من يريد اللعب بهم والتلاعب بأحاسيسهم ومشاعرهم الصادقة حيال واحد من أبنائهم وقع في الأسر ... عندها شعر الأردنيون أن هناك من يريد أن يقسمهم ويعزف على وتر خلافاتهم، ويحفر فجوة عميقة بينهم وبين دولتهم ... عندها، وفي غضون أيام وساعات، بدأ التغيير، وأخذ المزاج الشعبي في الانقلاب، وانقلب السحرعلى الساحر.
لا يعني ذلك للحظة واحدة، أن من كان ضد الحرب على داعش قد صار معها ... بعضهم انتقل إلى هذا الموقع، لكن كثيرين منهم، بات يدرك أن الوقت ليس مناسباً لتسوية الحسابات أو إثارة الخلافات ... الوقت مناسب فقط لإظهار الوحدة والتماسك خلف المفاوض وصانع القرار في الدولة الأردنية ... فإذا كان الانقسام هو ورقة داعش التي تعوّل عليها، فإن قرار التوحد والتماسك، هو من صنع أيدينا، وعلينا أن نتخذه من دون تردد أو إبطاء.
ظن البعض أن بعض عبارات المحاباة والمجاملة والرجاء، يمكن أن تصيب القلوب المتحجرة والعقول المتصلبة ببعض اللين والإنسانية والعطف، إلى أن أدرك على وقع استمرار الصلف والقسوة وتقطيع الرؤوس وإراقة الدماء، أن “حديد القتلة لا يفله إلا صلب إرادتنا ووحدتنا”، وأن الرد على الغطرسة والوحشية، لا بد أن يصدر من موقع القوة والاقتدار، فأخذت النبرة تتغير، وأخذت الأنفاس تتلاحق، مشيرة إلى حالة الاستنفار القصوى والتحفز لرد التحدي.
من حق الأهل، الحلقة الأقرب منهم، أن تطرق كل باب بحثاً عن نهاية سعيدة لمحنة الابن الأسير، لكن ليس من حق أحد فينا مطالبة الدولة بأن تكون ضعيفة مستجدية، لسبب بسيط وهو أن الضعف والاستجداء لن يفلحا في الوصول إلى نهاية سعيدة لهذا المسلسل الدامي / التراجيدي .... ليس من حق أي منا، أن يمتطي صهوة مشاعرنا وأحاسيسنا لتحقيق أغراض سياسية أو دعائية ...فالدولة عندما قررت الذهاب إلى الحرب ضد داعش، عن خطأ في التقدير أو دقة فيه، كانت تدرك أنها تخوض حرباً، وأنها ليست مدعوة لنزهة قصيرة، فالحرب من قبل ومن بعد، تحتمل الخسائر، ولا أحد يدخل حرباً ظناً منه أنه سيخرج منها كما دخلها.
الأردن الآن، في موقع أقوى للتفاوض بشأن تحرير طياره الأسير ... وحرب داعش النفسية والدعائية وصلت ذروتها دون أن تفلح في تحقيق أهدافها الشريرة... ومثلما كان عنصر الوقت ضاغطاً علينا طوال الفترة السابقة، فقد أخذ عامل الوقت يلعب في غير صالح الخاطفين ... ولعبة “عض الأصابع” تشارف على نهايتها ... وكما قيل من قبل في تعريف الشجاعة، يقال اليوم في تعريف الانتصار: صبر ساعة.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش والأردن  حين ينقلب السحر على الساحر داعش والأردن  حين ينقلب السحر على الساحر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon