توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة وجوه للعلاقة بين الإخوان والسلفية

  مصر اليوم -

ثلاثة وجوه للعلاقة بين الإخوان والسلفية

عريب الرنتاوي

عريب
وصول العلاقة بين حماس والسلفية الجهادية في غزة إلى طريق مسدود على خلفية التفجيرات المتزامنة الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، يطرح من جديد، أسئلة العلاقة بين جماعة الإخوان والحركات السلفية في المنطقة العربية عموماً، وفي الساحات المتفجرة والمحتربة على وجه الخصوص، وهي علاقة تراوح ما بين الصراع والتعاون و«التوظيف المتبادل».

الصراع بين المدرستين الكبريين في «الإسلام السياسي»، سمة تطبع العلاقة بينهما، وفي كل الأوقات والظروف، وإن اختلفت حدة هذا الصراع من بلد لآخر، ومن مرحلة إلى أخرى ... «التنافس» على «الشرعية» وادعاء النطق باسم «الإسلام الصحيح» هو أمر معتاد بين قوى تنهل من مرجعية واحدة، وتحصد من حقل واحد تقريباً ... لكن هذا التنافس، ينقلب في بعض الأحيان، إلى عداء مستحكم، تستباح معه، حرمة المساجد والأنفس والأرواح، وتراق الدماء على مذابحه، غزيرة ومن دون حساب، خصوصاً إن اتصل الأمر بالسلطة والسيطرة والنفوذ، وأحداث مسجد ابن تيمية في العام 2009 في القطاع، والتفجيرات الأخيرة في غزة، تنهض شاهداً على ما نقول.

سياسياً وفكرياً، تميل السلفية بمدارسها المختلفة، الجهادية منها بخاصة، إلى توجيه سهام النقد والتشكيك، وأحياناً التكفير، للمدرسة الإخوانية في الإسلام السياسي، فيما الإخوان عموماً، أقل ميلاً للاشتباك الفكري والسياسي مع السلفية، إن لاعتقادهم بوحدة المرجعية، أو لإيمانهم بأن ما يزرعه السلفيون كدعاة لـ»أسلمة المجتمع»، إنما يحصد ثماره الإخوان في صناديق الاقتراع، في ظل استنكاف السلفية عن العمل السياسي/ الحزبي المنظم، أو ضعف تجربتها في هذا المجال ... وثمة سبب ثالث، يتعلق أساساً بـ «التثاقف» المتبادل، فثمة تيارات إخوانية، باتت أقرب للسلفية في أنماط تفكيرها ومرجعياتها خصوصاً بعد سنوات اللجوء الخليجية المديدة التي عاشها قادة الجماعة وكوادرها هرباً من بطش أنظمة الاستبداد... وثمة سلفيون تأثروا بدعوى الإخوان ووسائل عملهم وتنظيمهم، سيما المدرسة القطبية في الجماعة ذات البصمات التي لا تنكر على تكوين وتشكل «السلفية الجهادية» ... ولطالما اجتمع هؤلاء في الخندق ذاته، في ساحات «الجهاد العالمي» وميادينه، خصوصاً في سنوات «الربيع العربي» كما هو الحال في اليمن وليبيا وسوريا، واخيراً مصر.

التعاون، تجربة ليست حديثة في العلاقة بين المدرستين ... بدأ منذ الحرب الباردة ومواجهة «الخطر الشيوعي» والمدارس القومية واليسارية العلمانية واستمر حتى يومنا هذا... رأينا إخواناً يهجرون بلدانهم المحتلة للجهاد مع «قاعدة الجهاد» في أفغانستان .... ورأينا سلفيين، يستنفرون لضمان نجاح مرشحي الإخوان المسلمين في انتخابات «يكفرونها» ... إخوان سوريا وسلفيوها يتبعون غرف العمليات ذاتها ... التجمع اليمني للإصلاح يقاتل في عدن وتعز جنباً إلى جنب مع السلفية ... في ليبيا يصعب التفريق بين السلفية الجهادية وإخوان ليبيا ... في مصر تصالحوا وتعاونوا وتنابذوا، وفقاً لمقتضيات الحال ومستجداته، وكذا الحال في فلسطين.

التعاون، تجربة ليست حديثة في العلاقة بين المدرستين ... بدأ منذ الحرب الباردة ومواجهة «الخطر الشيوعي» والمدارس القومية واليسارية العلمانية واستمر حتى يومنا هذا... رأينا إخواناً يهجرون بلدانهم المحتلة للجهاد مع «قاعدة الجهاد» في أفغانستان .... ورأينا سلفيين، يستنفرون لضمان نجاح مرشحي الإخوان المسلمين في انتخابات «يكفرونها» ... إخوان سوريا وسلفيوها يتبعون غرف العمليات ذاتها ... التجمع اليمني للإصلاح يقاتل في عدن وتعز جنباً إلى جنب مع السلفية ... في ليبيا يصعب التفريق بين السلفية الجهادية وإخوان ليبيا ... في مصر تصالحوا وتعاونوا وتنابذوا، وفقاً لمقتضيات الحال ومستجداته، وكذا الحال في فلسطين.

والتعاون لم يقتصر على السلفية بمدارسها التقليدية أو العلمية أو الإحيائية أو غير ذلك من أسماء ومسميات يقترحها الباحثون في شؤون الحركات الإسلامية ... بل تمدد وتوسع حتى شمل مدرسة السلفية الجهادية، بمن فيها «القاعدة» ومشتقاتها وتفريخاتها ... إخوان سوريا، يتحالفون مع النصرة ويتصدون لكل من يصنفها جماعة إرهابية، وكذلك يفعل إخوان اليمن وليبيا المتحالفون مع فروع القاعدة المختلفة، ولولا الحملة الدولية على داعش وبلوغ فظاعاتها حداً يفوق التصور، لكان داعش أيضاً من ضمن قائمة المستهدفين بالتحالف والتعاون، وفي مراحل معينة رأينا أشكالا معينة من التنسيق مع التنظيم الدموي، تارة بحجة درء الضرر وأخرى بموجب «الضرورات» التي تبيح المحظورات.
أما «التوظيف المتبادل»، فيجد تجلياته في غير شكل وعلى أكثر من صعيد ... فما لا ترتضي الجماعة القيام به، لأسباب تتعلق ببنيتها وبرامجها ورهاناتها وتحالفاتها ومسؤولياتها، تقوم به «السلفية الجهادية» من دون تحسب أو حساب ... مصر ما بعد مرسي، توفر نموذجاً لأسلوب التوظيف المتبادل: الإخوان يصرفون أنظارهم عن جرائم «الجهاديين» ومجازرهم ضد المدنيين ... والجهاديون يضربون صفحاً عن «تكتيكات» الجماعة وتحالفاتها، طالما أنها قد تقربهم من إنفاذ شريعة الله على الأرض، أو أقله، طالما أنهم يتلقون وعوداً بذلك من قبل قيادات الجماعة... وتوفر التجربة التركية دروساً كاشفة عن فكرة «التوظيف المتبادل»، فحزب العدالة والتنمية، أكثر تيارات الإسلام السياسي انفتاحاً وليبرالية، لا يمانع في توظيف «داعش» لتحقيق أهداف استراتيجيته في سوريا، فيما لا يمانع التنظيم الذي اشتهر بتدمير التماثيل والآثار ومراقد الأئمة والأنبياء والصالحين،  في توفير حضانة آمنة لضرح جد مؤسس الدولة العثمانية سليمان شاه... وعموماً، ثمة ما يشبه «المحاكاة» لقصة الشرطي الجيد والشرطي الشرير في السينما الأمريكية، حيث يفضل الإخوان تجسيد دور الشرطي الجيد، فيم لا يمانع السلفيون من تقمص شخصية الشرطي الشرير.

مثل هذا الالتباس في العلاقة بين المدرستين، يلقي بظلال كثيفة من الشك، حول عمق أو «أصالة» المكون المدني – الديمقراطي في خطاب جماعة الإخوان، بل ويطرح أسئلة محرجة حول «المساحات الرمادية» في خطاب الجماعة، خصوصاً حين يتصل الأمر بالموقف من الإرهاب وحقوق النساء والأقليات، والأهم من هذا وذاك، أن هذه العلاقة بوجوهها الثلاثة التي أتينا على ذكرها، تعيق جهود التيارات الإخوانية الإصلاحية الرامية تطوير خطاب مدني – ديمقراطي بمرجعية إسلامية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة وجوه للعلاقة بين الإخوان والسلفية ثلاثة وجوه للعلاقة بين الإخوان والسلفية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon